من المعروف ومن البديهي أيضاً أن لكل شيء آدابه حدوده وأوقاته الملائمة لقضائه غير انه قد ينالك نزر معقول من الإهانة إن تجاوزت تلك الحدود والآداب وعليك حينها ألا تشتكي وتتذمر وتلقي باللائمة على الزمن أو الآخرين.. وكما قيل (لا تبدي الكثير من نفسك لئلا يعمد الآخرون لاحتقارك)!فتخيل أن المعزين يتوافدون إلى منزل أهل المتوفى لتقديم التعازي الساخنة والمشاعر المتفتقة بأوقات مناسبة معهودة ك (الظهر، العصر، المغرب) وأوقات غير مناسبة تبدأ من بزوغ الشمس وتمتد إلى بقية الأوقات ومنها أول الليل ومنتصفه على امتداد الثلاثة أيام الخاصة بالعزاء ما يجعل متلقي العزاء في حالة يرثى لها للألم النفسي الذي تغمرهم احباطاته وللمصاب المريع الذي أنقض على سعادتهم وجنى عليهم باكتئاباته ما يدفع ببعض أفراد المنزل للخلود إلى النوم غير مبالين بمن ولج أو خرج!!ناهيك عن الاسراف والتبذير بأنعم الله التي تتناقلها الأيدي بقصد المشاركة والمواساة بينما تغص حاويات النفاية بأجود لذائذها أو توزع وتعاد الى من قام باعدادها من المعزين المتوافدين..واضافة إلى ما يتحمله أهل المتوفى من قلة إحساس ومسؤولية مزعومة من هؤلاء بالمواساة والمناصفة فإن التصدعات النفسية والصداع والضيق والقلق هي نصيبهم الأكبر من زيارات لا تتمتع بملاءمة التوقيت وآداب البذل والمشاركة الوجدانية.وهذه حقيقة وليست خيالاً تشتكي منها بعض الأسر في منطقة الجنوب وللمقال تتمة متعاقبة مع قادم الأيام.