بمساعٍ حميدة من أهل الخير من ابناء هذه البلاد الطاهرة من أصحاب السمو الملكي الأمراء وأصحاب المعالي والفضيلة والتي تكللت بالنجاح ولله الحمد تحقق العفو بعتق الرقبة للجانيين الحدثين الموقوفين بدار الملاحظة بالطائف. احدهما عبدالعزيز فوزي مسواك (20 سنة) والذي اعفى عنه اصحاب الدم ورثة المجني عليه فايز بن حسن الشهري وهم اخوته علي وعبدالله ومحمد وعبدالرحمن وفهد واخواتهم ووالدتهم لوجه الله تعالى مساء يوم أمس الأول وتابعت «الرياض» مراحل ذلك العفو الذي به انقذت رقبة عبدالعزيز مسواك من القصاص . وفي حديث ل«الرياض» عبر الجاني عبدالعزيز مسواك عن عظيم شكره وتقديره لكل من ساهم في عتق رقبته نظير ما اقترفته يداه وخص بالشكر ورثة المجني عليه لما ابدوه من تجاوب وتنازلهم لوجه العلي القدير مؤكداً انه سيكون مديناً لهم بهذا الجميل مدى العمر وانهم بعلم هذا قد احيوه من جديد في الوقت الذي كان ينتظر فيه القصاص بين لحظة وأخرى. وبيّن في حديثه ل«الرياض» بعد علمه بالعفو انه كان يعيش أياماً عصيبة كلها ندم وحسرة وتأنيب ضمير لدرجة انه لم يهنأ له بال طوال عام ونصف منذ وقوع الجريمة وان خيال تلك الجريمة لم يفارقه لحظة بلحظة وقال ما عشت من ندم تمنيت ان أكون انا المقتول ولست القاتل وبعد العفو فإن ما يشغلني هو هذا الجميل الذي طوق به رقبتي أولياء الدم رجالاً ونساء أسأل الله العلي القدير ان يجزيهم عني خير الجزاء وأن يرحم الفقيد برحمته ورضوانه واعدهم انني أكون أكثر من ابن لهم وان دينهم هذا سيظل في رقبتي مدى الحياة. أما زميله الجاني الحدث عبدالله محمد العريفي (15 سنة) والذي تم تنازل ورثة المجني عليه وليد عواض العازمي بمبلغ أربعة ملايين ريال تم سدادها من قبل فاعلي الخير وقال انني اهنئ زميلي بدار الملاحظة عبدالعزسز مسواك وان هذه اللحظة التي يعيشها اليوم هي ما عشته قبل شهر تقريباً منذ ان اعلن أولياء الدم جزاهم الله خيراً العفو عني وشكري لكل من ساهم في عمل الخير والسعي بالعفو عني ولأولياء الدم الذين سأظل اشكرهم مدى عمري وأكون مديناً لهم بهذا العمل الذي أرجو من العلي القدير ان يتقبله منهم ويجزيهم عليه خير الجزاء. وأناشد هنا جميع أولياء الدم وخاصة الأحداث بالتنازل لوجه الله تعالى طلباً في اجره ومثوبته وان جرائم الأحداث عادة تكون غير مقصودة أو بحكم السن لا يدركون عواقب الأمور وقد قاسيت كثيراً منذ عام ونصف تقريباً داخل دار الملاحظة من ساعات وأيام الندم بل واعتبر ان كل المدة التي قضيتها وإلا للندم والحسرة ومعاقبة الضمير الحي بعد وقوع تلك الجريمة وقال انني منذ شهر انتظر إطلاق سراحي وإنهاء اجراءات الاطلاق وستكون قريباً بإذن الله. وأعرب الجانيان الحدثان عبدالعزيز مسواك وعبدالله العريفي عن عميق شكرهما لكل من ساهم في العفو عنهما بأي جهد كان ولورثة الدم عنهما كما شكرا جميع العاملين بدار الملاحظة بالطائف على ما وجداه من رعاية سلوكية ودينية وصحية وتعليمية ورياضية وترفيهية وقالا اننا بدأنا هنا حياة جديدة وقطعنا على أنفسنا توبة نصوحا ساعدنا في ذلك ما وجدناه من توجيه ورعاية شاملة فلهم الشكر بعد الله ونسأل الله ان يقبل توبتنا انه سميع مجيب.