سعدنا جداً ونحن نشاهد ذلك النجاح الكبير، بل والرائع الذي حققه الحكم الدولي السعودي (علي المطلق) والذي جعله يكلف بقيادة المباراة النهائية لبطولة الخليج السابعة عشرة لكرة القدم، وهذا النجاح هو امتداد لتلك النجاحات التي حققها الجيل السابق أمثال كل من الأستاذ فلاج الشنار وعبدالرحمن الزيد وعبدالله الناصر وغيرهم، ومن وجهة نظري فإن قيادة حكمنا الناجح لنهائي تلك البطولة هي أولى الخطوات على الطريق العالمي وليست منتهى طموحاتنا. وهذه الخطوة التي صاحبها التميز في تطبيق نص وروح القانون والتمركز السليم والحضور الذهني ومعايشة أحداث المباراة بكل دقائقها وثوانيها، والتنقل في جميع أنحاء اللعب مما جعله يحكم على الخطأ من ما رآه وأين رآه وممن وقع وعلى من وقع، مع الأخذ بعين الاعتبار تطبيق مبدأ إتاحة الفرصة بحيث لا يجعل المخطئ يستفيد من خطئه. ثم تعاونه التام مع مساعديه بحيث استطاع أن يجعل اللاعبين والكرة بينه وبين مساعديه وهذه ميزة يتفرد بها الحكم المتمكن صاحب اللياقة البدنية الكاملة مما جعل كل اللاعبين يتقبلون قراراته السليمة بروح رياضية وأوجدت لديهم القناعة التامة أن هذا الحكم قدير وجدير بهذا النهائي. ولكي يستمر هذا النجاح ويتضاعف بل ويضطرد فلا بد من دراسة هذا التفوق وأسبابه الذي جعل هذا الحكم يتفوق على جميع الحكام الأوروبيين والعرب بل والمحافظة عليه بالتهيئة النفسية والتفرغ شبه الكامل لهذا العطاء الفني التطبيقي الشاق والصعب إلا على حكم كعلي المطلق ابن الشمال البارد الكريم الذي بحق جعلنا نعلن آمالنا ورجاءنا لسلطان الرياضة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز الرئيس العام لرعاية الشباب بأن يدعم ويساند بقوة مشاركة هذا الحكم الناجح في نهائي كأس العالم القادمة في ألمانيا، كما ساندت الإمارات حكمها علي أبوجسيم وفاروق بوظو عندما ساند جمال الشريف وليس علي المطلق بأقل منهم مقدرة وكفاءة، بل قد يتفوق عليهم في جوانب كثيرة من عناصره التكوينية.. إنني على علم ومعرفة بسموه الكريم فهو حريص على إظهار وإبراز الكفاءات الوطنية السعودية في كل التخصصات الرياضية إلى الساحات الدولية ولا شك مطلقاً في قدرة سموه ونائبه صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل فهو إذا أراد ذلك سوف يحققه لما لسموه من مكانة رياضية عالمية. إنني أهيب بك فأنت تحقق أمانينا منتظرين تحقيق هذه الرغبة الوطنية الصادقة، وإننا لمنتظرون. ولي رجاء من لجنة الحكام الوطنية الناجحة برئاسة الأخ عمر الشقير أن تضع لهذا الحكم وبعض زملائه الناجحين برنامجاً يحتوي على كل متطلبات الحكم لكي تستمر اللياقة البدنية في تصاعد مستمر ثم اعطاؤهم بعض المصطلحات الرياضية باللغة الإنجليزية وتأهيلهم عالمياً. ولأن هذا الحكم قد أبرز شخصيته وبطاقته أمام المسؤولين في الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) بهذا النجاح ومن نجاح إلى أكبر. إلى جنة الخلد يا (سعد) إن شاء الله انتهت أيام سعد الدوسري في هذه الدنيا وبعدها انتقل إلى جوار ربه. وليس لنا إلا أن نقول {إنا لله وإنا إليه راجعون}. لقد فجعنا جميعاً بهذا الحدث الجلل.. وفي هذه المحن والمصائب تبرز مواقف الرجال. فالرجل موقف والرجل قول وعمل. إن موقف رئيس نادي الهلال صاحب السمو الأمير محمد بن فيصل بن سعود يدل على المعاني السامية للتكافل الاجتماعي بين أفراد هذا الشعب وعلى أننا أسرة واحدة يساعد فينا القوى المحتاج {وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيراً وأعظم أجراً} صدق الله العظيم. شكراً لك يا صاحب السمو على هذا الموقف النبيل ثم شكراً لإدارة نادي الهلال وإدارة نادي الرياض على هذا التلاحم الأخوي الذي ربما يعيد البسمة لأسرة هذا اللاعب الخلوق الذي فقدناه جميعاً وعزاؤنا لأسرته.. الهمهم الله الصبر والسلوان وعوضهم عنه خيراً {إنا لله وإنا إليه راجعون}.