شغف الإنسان العربي والمسلم بالرياضات بشقيها الأكاديمي والبنائي.. يحفظها له التاريخ.. وتشهد الوقائع والأشعار التي تناقلتها الأجيال على ذلك الشغف.. بدءاً من رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وسباقه الشهير مع أم المؤمنين السيدة عائشة - رضي الله عنها -.. والقول المأثور لأمير المؤمنين الخليفة الراشد عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - (علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل) .. إلى سيرة أئمة كبار مثل الإمام الشافعي الذي كان يمارس لعبة الرمي بالقوس وهو أحد فرسانها.. وكذلك ابن خلدون الذي اهتم كثيراً بعلم اللياقة البدنية في مقدمته الشهيرة.. هذا وغيرهم الكثير والكثير.. إنما هؤلاء من تذكّرتهم أثناء كتابة مقالي هذا.. دون بحث أو تمحيص. ولكن الآن تأخذنا كرة القدم عن الرياضات الرئيسة والمفصلية.. بل صارت هي أساس الرياضات على مستوى الفرد وعلى مستوى الأمة.. ولو أننا كنا قد حققنا نجاحاً فاعلاً في كرة القدم على مستوى المنتخب الأول أو على مستوى الأندية.. لكان لنا بعض العذر في إغفال أم الألعاب وسيّدتها وتاج رأسها وهي ألعاب القوى.. في حين سيقام في الصيف القادم 2012 أولمبياد القرن في لندن.. الذي سيحظى باهتمام العالم بأسره.. - وهذه إحدى خصائص الإعلام الإنجليزي – فإنّ أضعف المناسبات يجعلها إعلامهم حدثاً مدوياً لا مثيل له. نحن هنا في المملكة ما أحوجنا لذلك الإعلام الإنجليزي لينبهر بإنجازاتنا ويبهر الآخرين بتحقيق شبابنا ميداليات الذهب فترتفع رايتنا الخضراء على هامات ملاعب لندن مع أعلام الدول المتقدمة والمتطورة رياضياً.. وهذا الأمر لن يتاح لنا إلاّ من خلال ألعاب القوى والفروسية.. فألعاب القوى هي أم الألعاب التي يترأسها رجل مشهود له بالإنتاجية العالية.. والعمل الدؤوب وهو سمو الأمير نواف بن محمد.. وليس هناك على الساحة من هو أجدر من سموه في تفعيل تألق ألعاب القوى بلندن.. في حين أنّ الوقت يمضي ويضيق.. وهذه الألعاب مع ألعاب الفروسية تكلفتها عالية جداً.. وإنما ميدالياتها اللندنية ترفع الرؤوس عالية أيضاً. هذا والأيام تتسارع على حدث عالمي كبير.. ولا نرى أو نسمع عن الاستعدادات لهذا الأولمبياد.. وإنا لمنتظرون من صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل تحقيق المعجزة.. معجزة التفوق في أولمبياد لندن.. وهو أهل لها.. والله من وراء القصد. يا هلا بالاتحاد!! ما أشبه الليلة بالبارحة.. ففي موسم 1397ه.. تأهل الاتحاد لنهائي بطولة كأس المليك بعد تغلبه على الهلال.. وتأهل الأهلي للنهائي بعد فوزه على الوحدة أو الرياض.. وكل الترشيحات ذهبت بفوز الاتحاد على الأهلي في النهائي الاستثنائي.. حتى أنّ لاعباً اتحادياً كسعد أبو سمرة قال لإحدى الصحف إنه سيبدل سيارته من مكافأة فوز الاتحاد بكأس الملك.. فالتقى الأهلي بالاتحاد في نهائي لا ينسى انتهى بأربعة أهداف خضراء زاهية لونها في مرمى العميد الأصفر. الآن الترشيحات ذاهبة باتجاه الاتحاد وحصوله عل كأس خادم الحرمين الشريفين بسهولة بعد إقصائه للعقبة الكبرى.. ومصالحة جمهوره ببطولة بعد عجزه التام في تحقيق البطولة الأكبر والأطول نفساً لموسمين.. وهي بطولة الدوري العام الذي حققها الزعيم عن جدارة واستحقاق لموسمين متتاليين.. ثم حدث له (الدُّرُبْ) المعتاد لأي فريق في العالم يحقق بطولة الدوري لأنها البطولة الأهم حول العالم.. فتتقلّص كل الهمم والدوافع لتحقيق بطولة أخرى.. وهذا الذي حصل للهلال رغم تحقيقه لكأس بطولة ولي العهد المعظم. إنما عسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم.. فالخسارة من الاتحاد تتجلّى بحاجة الهلال لمدافع متمكن بجوار المرشدي.. ومهاجم هداف وقوي ومهاري وذي تكوين بدني متميز ليكون منقذاً ومنفذاً بجوار ياسر إذا ساعد نفسه وحاول العودة إلى داخل الملعب.. أما إذا استمر على وضعه الحالي.. فقد أفل نجمه.. وزاد وزنه.. وشغل نفسه ب(البزنس) على حساب عمله الأساسي وهو لاعب كرة قدم محترف أعطته الكرة ما لم تعطِ غيره.. فخذل الجميع. وللإحاطة فقد توقّعت نتيجة النهائي لكأس الملك موسم 1397 ه بين الأهلي والاتحاد بأربعة أهداف لصفر .. وقد أخبرت بعض المحيطين بي.. وكان ممن أخبرتهم العم أحمد بصفر رئيس نادي عكاظ آنذاك.. وكنت الوحيد الذي قال ذلك.. وتوقعي الآن هو أنّ الأهلي فائز – إذا شاء الله - على الاتحاد بثلاثية لصفر مكعب.. والعب يا الأخضر والله أعلم. نبضات!! ) ماذا يريد اللاعب الاتحادي مشعل آل سعيد من لاعب الهلال أحمد الفريدي ؟!.. فلم يبق شيء من الضرب والركل إلاّ واستخدمه ضد الفريدي في كل مباراة تجمع الهلال بشقيقه الاتحاد. ) ضربة الجزاء المحتسبة في الملز على لي يونج غير صحيحة على الإطلاق.. والكرة ضربت في رأس اللاعب وبوضوح تام.. حتى أنّ ارتطامها في رأس اللاعب جعلها تعلو كثيراً بينما لو كانت باليد لانحرفت يمنة أو يسرة أو ارتقت قليلاً.. فتّحوا زين أيها المحللون!! ) تعامل كالديرون غريب جداً في المباريات التي طرفها الاتحاد.. وآخر العجائب هي إخراج قلب الدفاع الخالدي وإحلال الغنام!!! ) الاتحاد وصل إلى الرياض قبل مباراته في كأس خادم الحرمين الشريفين مع الهلال بثلاثة أيام.. والهلال يصل لجدة قبل المباراة الآسيوية بليلة ولا يتمرّن على ملعب المباراة.. وهذا الفرق في الإعداد بين فريق يرغب في الفوز.. وفريق متشبّع بالبطولات والفوز.. ولم يبق لمدير الكرة وقت يضيعه في جدة!! نبضة: روي عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال: (اللهم لا طير إلاّ طيرك ولا خير إلاّ خيرك ولا إله غيرك).