يشكل وعي اللاعب جانباً مهماً في الارتقاء بمستواه والمحافظة على نجوميته وسمعته الرياضية من البطاقات الملونة وبالذات حالات الطرد التي تشكل نقاطاً سوداء في سجله وتخدش تاريخه الرياضي. فمثلاً (محمد نور) الذي اختير كأفضل لاعب عربي وفي نفس العام خدش صورته الرياضية ببطاقتين حمراوين في مباراتين دوليتين متتاليتين له مع منتخبنا فأحرج فريقه وعرضه لهزيمتين بعدما لخبط أوراق مدربه! ولنتمعن في كيفية حصوله عليها لنؤكد من خلالها ان غياب الوعي لدى (نور) ساهم بدرجة كبيرة في وضعه (اليوم) في موقف صعب أمام الرأي العام وجمهور الشارع الرياضي السعودي. فالبطاقة الحمراء الأولى نالها بخطأ (تافه) لكنه يندرج تحت بند الاصرار على مخالفة قانون اللعبة بسبب وقوفه طويلاً أمام الكرة في محاولة لتعطيل تنفيذ ركلة حرة للخصم ونسي في الوقت ذاته أنه يحمل بطاقة صفراء قبل (10) دقائق فقط من طرده وهذا بلا شك مرده ضعف درجة الوعي لدى اللاعب بمغبة تصرف يراه غير مخالف لقانون اللعبة إضافة إلى قلة إلمامه بأبسط المخالفات القانونية ومعرفة عقوبتها! وبلغ الغرور باللاعب (محمد نور) هجومه على كل من انتقده بعد مباراة الكويت في رده على سؤال الزميلة الرياضية (2/11/1425ه) حول سر اختلاف أداء (نور الاتحاد) و(نور المنتخب) قائلاً: «ليس هناك (نور اتحاد) أو (نور منتخب).. كل من يروج مثل هذا الكلام فهو (حاقد) هدفه ليس المصلحة العامة وإنما انتقاد نور سواء صح أم غلط لحاجة في نفسه و(يا جبل ما يهزك ريح)!». وتمادى اللاعب في استهتاره بعد طرده الثاني حين أجاب على سؤال الزميلة عالم الرياضة (7/11/1425ه) عندما سأله المحرر هل ترغب في الاعتذار للجمهور السعودي بعد طردك للمرة الثانية على التوالي قائلاً: (لا) لن اعتذر.. ولماذا اعتذر؟! والطريف في الأمر أن غياب الوعي أيضاً جعل (نور) يطلق آراءه جزافاً دون إدراك منه لحجم الضرر الذي ستُلحقه به مستقبلاً مثل تأكيده في الزميلة الرياضية (2/11/1425ه) قائلاً «ان الأشخاص الذين ينقدونني يسعون لأهداف شخصية يغلبها الميول الواضحة وهؤلاء لا يرون صالح الكرة السعودية بل يسعون للعكس ويجب ان يحاسبوا الآن، استمرارهم فيه ضرر واضح» (انتهى كلام نور). بيد أن الأيام التالية جاءت أحداثها مطابقة لإجابة (نور) لكن بصورة عكسية.. فقد ألحق (نور المنتخب) الضرر بالكرة السعودية للمرة الثانية في المباراة التالية أمام البحرين وأسقط المنتخب بضعف وعيه واحساسه بحجم المسؤولية.. وحوسب (نور) بايقافه عن اللعب حتى نهاية الموسم لأن استمراره فيه ضرر واضح.. وهذا ما حدث بالضبط و(على نفسها جنت براقش)!! ياسر.. وضحكة النصر! ويستمر حديثنا عن مغبة اطلاق التصاريح جزافاً وضعف وعي إدراك اللاعب بحجم الضرر الذي قد تُلحقه به مستقبلاً. فمثلاً (ياسر القحطاني) في تصريح له نشرته الزميلة الرياضي يوم (1/11/1425ه) أعلن التحدي بعد خسارتنا من الكويت وقال: «نعشق التأهل من عنق الزجاجة.. والشاطر من يضحك أخيراً.. وسنضحك في النهاية»!! وبالفعل صدق (ياسر) فقد ضحكنا في النهاية (لكن) على خيبة لاعبينا وضعف وعي عدد منهم!! في وقت ضحك فيه ابطال الذهب القطريون أخيراً.. وصفق الآخرون طويلاً للأشقاء العمانيين..إعجاباً بمستواهم الرفيع الذي بلغوه بوعي كبير وانضباط تكتيكي وخلقي لمواهب عالية المهارة واللياقة تُقدِّر حجم المسؤولية الملقاة على عاتقها تجاه وطنها!!