يصيبنا الألم ونحن نشاهد اللاعب السعودي يتحول إلى صديق شبه دائم للإنذارات والبطاقات الحمراء في مشاركاته الخارجية مع ناديه والمنتخب بدلاً من أن يكون قدوة في الأخلاق والسلوك داخل الملعب وخارجه ومع الأسف إن ذلك يعود إلى أن الحكم السعودي له دور في تكرار هذه الظاهرة التي تحرج المنتخب والأندية معا كالذي حدث لمحمد نور عندما تم طرده (مرتين) أمام الكويت والبحرين في كأس الخليج.. لماذا؟ لأنه أي الحكم السعودي - يتساهل كثيراً في تطبيق القانون مع اعتماده دائماً على (مبدأ التعويض) بمعنى أنه إذا طرد لاعب واحتسب ضربة جزاء ضد أحد الفريقين فإنه يعيش جو المباراة وفي ذهنه تصيد أخطاء أحد لاعبي الطرف الآخر حتى يطرده أو يحتسب ضده ضربة جزاء لكي يقال عنه أنه عادل في قراراته، وأنه ليس مع فريق ضد آخر كما أن الحكم لدينا دائماً ما ينظر لنجومية اللاعب وشعبيته والإعلام الذي يسير خلفه مع عدم النظر إلى أهمية تطبيق القانون الأمر الذي يجعله متردداً وإذا صدرت قراراته فإنها تكون ضعيفة خاصة ضد الأندية الكبيرة خوفاً من الإعلام وتصريحات الإداريين وردة الفعل لدى جمهور اللاعبين والنادي معاً، عكس الحكم الأجنبي الذي لا يحفظ في ذاكرته عندما يهبط إلى أرض الملعب سوى مواد القانون وتطبيقها على الوجه الأكمل بغض النظر عن الأسماء، ولهذا يذهب اللاعب السعودي إلى المشاركات الخارجية وفي ذهنه صورة الحكم المحلي الذي (يجامله) ويربت على كتفه إذا أخطأ بدلاً من ردعه وفق القانون مع عدم الانتباه بأن الحكام الأجانب لا يهمهم زيد أو عبيد من اللاعبين بقدر ما يحرصون على تطبيق القانون نصاً وروحاً.. وبعيداً عن العاطفة فإن التحكيم لم يكن خصماً للمنتخب السعودي في (خليجي 17) إنما بعض لاعبيه هم مع الأسف كانوا خصومالأنفسهم بمستواهم الضعيف وعدم احترامهم للحكم فأمام الكويت لم يتحامل علينا النرويجي (هودج) وضد البحرين لم نلحظ محاباة الاسباني (لويس) ضدنا بقدر ما شاهدناهما يطبقان القانون علينا ولنا بصرامة في الوقت الذي تكمن العلة في فهم وتفكير اللاعب السعودي الذي تعود على (الانفلات) في ناديه وأيضاً مع المنتخب، لذلك فهو يريد دائماً أن يكون (الحق) معه وليس عليه، وهذا يدعونا إلى ضرورة تكثيف الندوات للاعب والحاكم لدينا. منها نطور رياضتنا ونثقف اللاعب وفي نفس الوقت نشعر حكامنا بأن القانون الذي يقومون بتطبيقه بصورة خاطئة يضر بنا ويعوِّد لاعبينا على عدم الانصياع للقانون عندما يطبق بصورته الصحيحة في البطولات الخارجية، لذلك فإن أولئك الذين يدافعون عن محمد نور ويحاولون إيجاد العذر له يضرون به كثيراً بدلاً من (تنويره) وتنبيهه حتى لا يتكرر منه ذلك مستقبلاً وقد اسفت جداً لبعض تصريحات محمد نور عندما أكد أنه لن يعتذر عن تصرفه الذي على أثره نال بطاقتين حمراويين دون سبب سوى أن غروره وتعوده على قرارات الحكام السعوديين الضعيفة قادته للطرد وكأنه مقتنع بتصرفاته . وقبل أن نلوم الحكام الأجانب لا بد أن نعاتب اللاعب السعودي الذي يحتاج إلى تثقيف ليس في فهم القانون فقط إنما في الوعي وأعني بذلك إدراك معنى المنافسة واحترام الخصم والتواضع أمام الإعلام والجماهير، كما أنه يحتاج إلى ثقافة عالية في (الروح) والإخلاص وألاّ يكون ولاؤه للنادي أكثر من حبه وتعلقه بالشعار الأخضر. !!