اليوم نبدأ العام الميلادي 2005 ونحن الرياضيون معنيون بستة أيام أكثر من غيرها.. تلك الأيام التي سنلتقي فيها ذهاباً وإياباً بمنتخبات الكويت وأوزباكستان وكوريا الجنوبية، ويجب أن نعمل معاً على تجاوز هذه التصفيات لنعبر إلى كأس العالم 6002 بإذن الله. مباراتنا الأولى في التاسع من فبراير على أرض أوزباكستان أكاد أجزم بأهميتها المطلقة ليس لنتيجتها ولكن لتعاملنا مع تلك النتيجة. ولست أبالغ حين اطالب بالتفكير في تلك المباراة قبل أربعين يوماً من إقامتها.. حيث أتمنى أن نقف جميعاً مع منتخب الوطن قلباً وقالباً.. لا نجوم ولا أندية قبل الوطن. هل يمكن أن نغير الفكر الذي ظل مسيطراً على الساحة الرياضية وتزايد تأثيره في الآونة الأخيرة؟ سؤال صعب والإجابة عليه تبدو غير سارة لعشاق منتخب الوطن.. لكن الوصول لكأس العالم للمرة الرابعة على التوالي يحتاج إلى تغيير جذري في نمط تفكير الرياضي السعودي مسؤولاً ولاعباً وإعلامياً ومشجعاً. المسؤول في النادي يجب أن يقدم مصلحة الوطن فلا يجازف بلاعب مصاب لكسب مباراة قد تفقد الوطن نجماً يحتاجه في مباراة تحدد مشوار التأهل لكأس العالم. واللاعب مطالب بالحفاظ على نفسه من الإصابة والحرص الدائم على رفع معدله اللياقي والبعد عن مدمرات الصحة كالسهر والتدخين وغيرها. والإعلامي - آه من الإعلامي - هو العنصر الأكثر أهمية في الرحلة القادمة لأنه الموجه الفعلي لفكر الجميع.. إذا رفع راية الوطن فوق أعلام الأندية سينعكس ذلك على سلوك الأندية واللاعبين والجماهير. وأخيراً.. أنت عزيزي المشجع لمنتخب وطنك ستلعب الدور الأهم لأن نبضك هو البوصلة التي تحدد مسار الرياضة.. حينما تغضب تقوم الدنيا ولا تقعد إلا رضيت.. ولذا فالمؤمل منك أن تقترب أكثر من العوامل الايجابية في مسيرتنا الرياضية فتسند المسؤول والإعلامي واللاعب إذا كان عملهم يصب في صالح الوطن.. وتعرض عليهم وترفض سلوكياتهم إذا كانت تؤدي إلى إعاقة مسيرة المنتخب نحو الإنجاز الذي يتمناه كل محب للوطن.. وعلى دروب الخير نلتقي.