كنت ولا أزال اختلف مع كثير من الزملاء في تعاملهم مع كأس الخليج التي أرى انها لا تحتل مركزاً متقدماً في قائمة أولويات الكرة السعودية.. ولذا فإن الخروج من دورها الأول بفوز يتيم على اليمن وخسارتين من الكويت والبحرين لا يشكل كارثة حقيقية ويجب أن نتعامل معه بحكمة وروية بعيداً عن التشنج وتعليق المشانق لمن أخطأ من النجوم. يقيني ان القائمين على المنتخب سيناقشون الأخطاء التي تكررت في البطولة.. وأملي أن نجومنا سيتعلمون من دروس الخروج المرير، لتكون تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم خالية من الأخطاء التي تسببت في الخسارة، ومن هنا تأتي استفادتنا الحقيقية من كأس الخليج.. حيث نلعب مباريات حماسية ونتعرف من خلالها على نقاط ضعفنا قبل نقاط قوتنا، ونجعل هذه المعلومة سلاحنا في التصفيات الأهم. ولعلي هنا أخالف في الرأي - والأمل ان الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية - من يرى أن تكليف «كالديرون» بالمهمة الخليجية خطأ لعدم معرفته الكاملة بالمنتخب، وفي رأيي المتواضع ان كأس الخليج هي أفضل فرصة له للتعرف على المنتخب. والوقوع في الأخطاء في هذه المرحلة أفضل بكثير من الوقوع فيها في مباريات التصفيات المؤهلة لكأس العالم. لذا أرجو من الإعلام الرياضي عدم القسوة على المدرب أو الجهاز الإداري المشرف على المنتخب.. لأن التعامل المنطقي مع معطيات كأس الخليج سيصب في صالح المرحلة الأهم والعكس صحيح. ولعلي أتمنى في القادم من الأيام أن نقرأ من الأقلام الواعية نقداً موضوعياً لإعداد المنتخب وتعامل نجومه مع حساسية المباريات.. لأن تكرار الأخطاء سيعني عدم التأهل لألمانيا 6002 وتلك خسارة تفوق بمراحل خروجنا من كأس آسيا وكأس الخليج. وعليه فنحن مطالبون كإعلاميين بالطرح البناء بعيداً عن تصفية الحسابات الشخصية وتعليق المشانق أو تقديم الأعذار بناء على الانتماء للنادي، فالوطن ينتظر من الجميع وقفة صادقة تهدف لمصلحة المنتخب أولاً وأخيراً. ويقيني ان في الإعلام السعودي من يملك الحس الوطني النقي الذي سيظهر في صورة طرح متعقل يناقش الأخطاء ويقدم الحلول دون الحاجة للتجريح أو التشكيك في اخلاص أو وطنية أي من أبناء الوطن. تعالوا نناقش بصدق أسباب الخروج دون تحميل الأمور فوق ما تحتمل.. وليكن محور الطرح هو العمل الجاد على تصحيح المسار وتلافي الأخطاء في المستقبل، فالمرحلة القادمة هي الأهم.. والخطأ فيها لا يقبل القسمة على اثنين. تعالوا نعمل سوياً على تثقيف النجم السعودي ليتعلم كيفية التعامل مع ظروف المباراة، وتعالوا نناشد الحكم السعودي بتطبيق نص القانون ونسيان روحه حتى لا يفاجأ نجومنا عندما يدير المباراة حكم أجنبي يطبق القانون بحذافيره فيتسبب ذلك في تغيير مسار المباراة، وتعالوا نساعد مدرب المنتخب في التعرف أكثر على الكرة السعودية ليتمكن من إدارة منتخبها بشكل أفضل، وتعالوا أخيراً - بكل الحب والولاء للوطن - لنكن قلباً واحداً مع الوطن ويداً واحدة ضد التعصب الذي رأيناه في صور عديدة أهمها تقديم الانتماء للنادي على الانتماء للوطن والأبشع فرح بعض المواطنين وتشفيهم باخفاق منتخب الوطن.. وعلى دروب الخير نلتقي.