منذ قديم الزمان، والمرأة تتمتع بميزة العمر الطويل عن الرجل. وكانت الفجوة بين عمر المرأة والرجل تتراوح مابين سبع إلى عشر سنوات (7 - 10 سنوات) لصالح المرأة. ويقول العلماء في المعهد الوطني للشيخوخة بواشنطن إن المرأة تتمتع بعوامل تجعلها أطول عمراً من الرجل، ويعود ذلك إلى طبيعة تكوين الجسم البشري لدى الجنسين، ومن ذلك أن الدهون عند الرجل تتجمع في منطقة البطن، وهذا ما يجعله أكثر عرضة للموت بأمراض القلب، أما الدهون عند المرأة فتتجمع في منطقة الردفين، وهي منطقة لا تؤثر كثيراً على الصحة العامة. كما أن المرأة تتمتع بوجود اثنين من كروموسومات (اكس) بينما يوجد لدى الرجل كروموسوم اكس واحد فقط بجانب كروموسوم (واي). وعند تعرض أحد الكروموسومين (X) عند المرأة إلى التلف، فإن الآخر يحل مكانه. وهذا الإحلال لا يوجد عند الرجل، مما يجعله أكثر قابلية للإصابة ببعض الأمراض. وفي دراسة أجراها فريق من العلماء الأمريكيين جاء فيها أن المرأة أصبحت على وشك أن تفقد ميزة العمر الطويل مقارنة بالرجل، وخاصة خلال السنوات الأخيرة الماضية. وهناك عوامل متعددة وراء تقلص عمر المرأة، ومنها العوامل السلوكية والاجتماعية التي تزاولها المرأة حالياً، وأشار العلماء الأمريكيون إلى أن اتجاه المرأة إلى التدخين بشكل كبير والاتجاه إلى شرب الكحوليات من أهم أسباب انخفاض متوسط عمر المرأة. وأشار العلماء إلى التصرفات السلوكية للمرأة والتي تدفع باتجاه انخفاض عمرها مقارنة بالرجل. فالمرأة في الماضي كانت أكثر اهتماماً واعتناء بصحتها ولياقتها البدنية، أما حالياً فإن المرأة وخاصة المرأة العربية أصبحت لا تجد الوقت المناسب للاهتمام بذلك، مما ينعكس سلباً على صحتها العامة وحالتها النفسية والبدنية. ولاشك أن أحد الأسباب التي كانت تجعل الرجل أكثر عرضة للوفاة مقارنة بالمرأة هي طبيعة الأعمال التي يؤديها، حيث كان الرجل ينفرد بالأعمال الشاقة أو تلك التي تتميز بالمغامرة أو الخطر. أما في الوقت الراهن فقد دخلت المرأة إلى بعض مجالات العمل التي كانت حكراً على الرجل، وأصبحت تتحمل من الخطورة والمسؤوليات مثل ما يتحمله الرجل في الحياة العملية. إن المرأة وبسبب العوامل التي أشرنا اليها قد جعلت الفجوة تضيق بين الجنسين بحيث إن الفارق في العمر بين المرأة والرجل لا يزيد على خمس سنوات وهي النسبة الأقل في العالم الغربي منذ عام 1950م. إن دخول المرأة إلى ميادين العمل الخاصة بالرجل بالإضافة إلى مزاولتها لبعض السلوكيات الخاطئة ربما يجعل الفارق في العمر بين الرجل والمرأة يتقلص إلى الصفر أو ربما يكون الرجل أطول عمراً بسلوكياته الصحيحة تجاه الاهتمام بصحته ولياقته البدنية.. والله ولي التوفيق.