بحضور صاحبة السمو الملكي الأميرة عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز اختتمت أمس المشاركات منتدى (المرأة والأهداف التنموية للألفية) بعد ثلاثة أيام متتالية من الجلسات بمقر الأممالمتحدة بالرياض. حيث خرجت المشاركات والحاضرات برسم تصور كبير يدعو للتوعية المجتمعية للتعريف بحقوق المرأة والطفل ونبذ كافة أشكال العنف ضدهما والتعريف بالجهات التي من الممكن أن تحتوي المتضرر سواء امرأة أو طفل، ودعت المشاركات إلى تفعيل هذه القرارات التي تصدر عن أوراق العمل وأن تأخذ آلية في التنفيذ على أرض الواقع. فقدمت الدكتورة مديحة العجروش بداية في ورقتها تعريفاً مبسطاً عن العنف الأسري بناء على تجارب الضحايا وقالت بأن الأفعال والتهديدات الايذائية التي تقع بها النساء ويتأثر بها سلباً الأطفال ويكونون ضحايا، وعددت أنواع العنف منها الجسدي والجنسي والاقتصادي والنفسي وعنف العزل الاجتماعي، وتطرقت في نهاية ورقتها إلى آثار العنف الأسري البعيدة المدى ومنها الكآبة المزمنة واهمال الذات وخصت في ورقتها العنف ضد الزوجة. وتعرضت د. سهام الصويغ عميدة كلية التربية في ورقتها عن تأثيرات العنف العائلي على الأم والطفل إلى العلاقة بين العنف ضد المرأة وتقديرها لذاتها موضحة بأنه كلما انخفض تقدير الذات لديها كلما كانت أكثر عرضة وقبولاً للعنف الموجّه ضدها. وأشارت إلى ضرورة إقامة برنامج موجّه للأمهات المتعلمات لاكسابهن مهارات تربية الأبناء وتوجيه سلوكهم بطريقة إيجابية تعتمد التشجيع والحوار والتواصل. مما يزيد من تقدير الأم لذاتها وتغيير بعض القناعات المتصلة بالأمومة واعتبارها مصدر قوة. من جانبها ركزت عزة سليمان محامية في ورقتها (مناهضة العنف ضد المرأة في ضوء الألفية) على اتفاقية القضاء على كافة أشكال التمييز ضد المرأة والتوصيات التي صدرت بالتحرك من أجل حماية المرأة من العنف بكل أشكاله في إطار الأسرة وفي مكان العمل وفي أي ميدان آخر من ميادين الحياة الاجتماعية وتوصي من خلال هذه الاتفاقية الدول الأطراف بأن تضمن تقاريرها الدورية المقدمة إلى اللجنة معلومات حول العنف والتدابير التي تنجزها. أما الإعلامية منى أبو سليمان فقد تعرضت في ورقتها لمجموعة من النماذج النسائية على التلفزيون وظهورها. كما تطرقت ورقتها للحلول في رسم صورة إعلامية جيدة للمرأة وذلك من قبل الحكومات والمنظمات النسائية واستخدام التكنولوجيا ودور التراث. وتعرضت ورقة ناهد باشطح الكاتبة والإعلامية إلى تغطية الإعلام العربي السيئ للعنف ضد المرأة واتجاهه في الاتجاه الخيالي كما في المسلسلات والأفلام الطويلة والواقعي كما في التقارير والمقالات والأفلام الوثائقية. وركزت في توصياتها على وضع استراتيجية إعلامية تنبثق من القيم المجتمعية الرصينة وتهتم بالاحصاءات وتحدد الجمهور وترصد له أهل الرأي والدين للتأثير فيه. هذا وناقشت المشاركات في محور اليوم الثاني (المرأة والقيادة) عدة أوراق عمل بدأتها الدكتورة حنان الأحمدي أستاذ الإدارة الصحية المشارك بورقة تمحورت في ثلاث نقاط رئيسية وهي عن الدور القيادي للمرأة حيث أوضحت أن المرأة لدينا غائبة عن صنع القرار وتتبع في ذلك ما يقرره الرجل. وتطرقت في ورقتها إلى التحول الواضح في توجه الخطة الثامنة من التركيز على قضايا عمل المرأة إلى تمكينها وتفعيل مشاركتها في الشأن العام. وعلى الصعيد الدولي والسياسي قامت المملكة بتوقيع الاتفاقيات والمواثيق والمعاهدات التي تنص على القضاء على كافة أشكال التمييز ضد المرأة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان وحماية حقوق الطفل وإعلان الألفية. وأوضحت نجلاء عرفة في ورقتها (المرأة والمشاركة السياسية) الهدف من مشاركة المرأة سياسياً والمقترحات التي تدفع دور المرأة في السياسة. واستعرضت في ورقتها للتجربة المصرية ودور الحوار الوطني الحالي. وقدمت الدكتورة سلوى الهزاع رئيسة قسم العيون بمستشفى التخصصي في ورقتها استعراضاً لوضع المرأة الاجتماعي والتعليمي قديماً حديثاً، قائلة بأن المرأة أصبحت في زمن قصير تحظى بمعظم حقوقها، وهذا ما لم يحدث للمرأة في الدول الغربية التي حصلت على حقوقها بعد قرون عديدة وبعد اضطهادات كبيرة من الرجل كما أوضحت بأن المرأة في المملكة تجهل بالبداية ما هي حقوقها ومن ثم حتى تقف وتطالب بها أمام من ظلمها ولذلك يأتي دور التوعية المجتمعية بالتعريف بهذه الحقوق. وهدفت ورقة الدكتورة منيرة الناهض إلى الكشف عن العوامل المساعدة لتحقيق الهدف الثالث من أهداف الألفية والخاص بتمكين المرأة، مستعرضة لانجازات المرأة السعودية وما وصلت إليه رغم المعوقات العديدة التي تعترض طريقها ومن هذه الإنجازات على صعيد التعليم والارتفاع الكمي الواضح وفي العمل بالقطاع الخاص والإعلام والثقافة والعلوم والجمعيات الخيرية ودورها في صنع القرار الأسري حيث لها المشاركة الفاعلة مع زوجها (رب الأسرة). الدكتورة فوزية البكر تطرقت في ورقتها لتعليم المرأة موضحة بأن قطاع التعليم والتمريض يحتل النسبة الأكبر من النساء العاملات حيث تمثل 85٪ من العاملات في قطاع التعليم. وتساءلت في ورقتها عن العلاقة الخاصة التي تربط التعليم بالعمل بالنسبة للمرأة السعودية، كما تساءلت عن الواقع المهني للمرأة في المملكة حتى عام 2005م. واستعرضت لرحلة المرأة مع التعليم إلى ما قبل 1960م وتأسيس تعليم البنات. وحتى الواقع المهني للمرأة وتمركزهن في قطاعات التربية والتعليم، وعن السياسات التي ينتظر في حال تفعيلها لتحسين مشاركة المرأة في سوق العمل. مشاهدات.. ٭ منع الإعلاميات من الدخول لورش العمل في نهاية الجلسات ووجد هذا القرار رفضاً حاداً من الإعلاميات حيث يرى البعض بأن الاعلامية هي مواطنة قبل أن تكون إعلامية ومن حقها الحضور والمشاركة في ورش العمل، وهذا ما لاقى قبولاً لدى اللجنة المنظمة والسماح للإعلاميات بالدخول والمشاركة ولكن بدون تغطية إعلامية. ٭ أكثر ورقات العمل التي طرحت ولاقت هجوماً وانتقاداً وكماً كبيرا من المداخلات كانت ورقة الدكتورة سلوى الهزاع فقد طالبت الهزاع بورقتها عدم الاستعجال بالمطالبة بتغيير وضع المرأة بدعوى أننا كسعوديات وخليجيات من الدول التي حصلت فيها المرأة على أغلب حقوقها التعليمية والعلمية والقيادية في وقت قياسي لا يتعدى 30 عاماً بعد جيل من الآباء والأمهات الأميين وقد قوبل هذا الرأي بانتقاد حاد، حيث رأت بعض الحاضرات أن المرأة إذا مجدت بشأن ما وصلت إليه فلن تتقدم في المجالات العديدة ولن تحصل على باقي حقوقها. ٭ إجماع الحاضرات والمشاركات على اقتراح تطبيق منهج دراسي يدرس في مدارس البنات ويتناول حقوق الإنسان وخاصة المرأة ويكون موثقا بتفاسير من القرآن والسنَّة وخاصة الحقوق الزوجية. ٭ وجهت المشاركات والحاضرات نداء من خلال منتدى المرأة والألفية من مقر الأممالمتحدة بتوعية المجتمع بأشكال العنف الموجّه للأمهات والأبناء وكيفية رد هذا العنف وبيان الجهات التي يذهب إليها المتضرر والإجراءات التي يتبعها حتى يتخلص من العنف ويحصل على حقوقه. ٭ من ضمن الأطروحات التي جاءت في المداخلات المطالبة بإنشاء صندوق يخصص لنفقة المرأة يقوم بالصرف على المرأة وأبنائها في حال امتناع الزوج عن نفقتهم وتقوم الجهة المسؤولة عن الصندوق باقتطاع هذا المبلغ من راتب الزوج بطريقة معينة.