في العامين الماضيين قامت قناة المنار بعملين أحمقين. ففي الوقت التي أظهرت بعض الفضائيات العربية بعض الحكمة عندما رفضت بث مسلسلين عن الصهوينية هما فارس بلا جواد للفنان المصري محمد صبحي والشتات وهو من إنتاج سوري وذلك لأن هذه الأعمال كانت ستورطهم بصداع مزعج وستدخلهم في قضايا طويلة عن بث الكراهية ومعاداة السامية أبدت المنار شجاعة جوفاء بعرض هذين العملين الساذجين، ويبدو أنها الآن ستدفع ثمن عنتريتها بشأن قضايا خاسرة. العملان كانا سمجين وهابطين ومحشوين بالأكاذيب والترهات لدرجة أن الفنان صبحي كان قادراً على تغيير جلد وجهه أكثر من مرة والقفز من بنايتين وكأنه قرد. وبالنهاية المسلسلان أرادا أن يسبحا في بركة الصهيونية ولكن الكثير من الرذاذ قد طال الديانة اليهودية. قناة ال mbc قدمت في رمضان الماضي مسلسلاً يتميز بالواقعية بعنوان (التغريبة الفلسطينية) يتناول ذات الموضوع وينتصر للفلسطينيين المظلومين ولم يخرج أحد لحد الآن يتهم محطة ال mbc بنشرها أفكاراً عدائية. ولكن قناة المنار قادتها أعمال ساذجة لا تخدم قضيتها لجعل الآخرين الذين لا يرغبون بوجودها أساسا يضعونها على قائمة الأشياء التي يفكرون بتحطيمها. أخبار الثرثارين والفارغين في القهاوي الشعبية عن نقل إسرائيل لمرض الأيدز للدول العربية والتي بثتها المحطة و سيقت كوثائق إدانة على تطرف القناة كانت تؤكد على ضعف إدارة المحطة وقلة ذكائها في قراءة المتغيرات وتجنب حفر الوحل.مثل هذا الطرح السقيم هو من ورط القناة اللبنانية المسكينة. في الواقع أن سياسة قناة المنار مخصصة لخدمة أيديولوجية حزب الله الصلبة في عدائها لإسرائيل وأمريكا وتروج لرؤيته الفكرية وهي في الواقع رؤية لا يمكن وصفها بنشرالتعصب والبغضاء ضد أديان وطوائف والتحريض على الكراهية . في ظني إن عداء المنار الشديد لإسرائيل وأمريكا هو من أوقعها في هذا المنزلق وهي بسذاجة قامت برش الماء على الرخام الأملس. تهديدها بالإيقاف مدفوع بخلفية سياسية بحتة وليس نتيجة مواقفها الدينية. في الفضاء والأثير العربي هناك الكثير من المحطات والإذاعات التي يمكن تلبيسها هذه التهمة بكل سهولة فهي تقوم بشكل متواصل ببث مواد تحرِّض على الكراهية البغيضة ضد مذاهب إسلامية وأديان أخرى بشكل واضح وبعضها يدخل في صميم العمل الحركي عندما تدعو بشكل علني إلى القتل والتهييج ونشر الفوضى، إلا أن هذه الجهات الإعلامية غير مرتبطة بجسم سياسي صلب يدخل في خط العداء العقيدي مع إسرائيل وأمريكا يمكن أن تعد الأخبار والبرامج التي تقدمها مستمسكات تصلح لمهاجمتها وضربها . مؤخرا اجتمع عدد من الصحفيين المتعاطفين مع قناة المنار بالتظاهر بفرنسا وأخذوا يرددون شعاراً يقول: (أين هي الحرية يابلد الحريات). هذه الشعار يشبه الشعارات التي تطلقها جماعات غوغائية وهي تهاجم بلدان ديموقراطية مثل فرنسا دفاعاً عن قضاياها المتطرفة. ولكن مع الأسف يبدو أن الحق هذه المرة يقف بجانبهم.