سجّلت قناة MBC اسمها كأول قناة عربية تعرض المسلسل التركي “صرخة حجر” الذي أثار غضب الحكومة الإسرائيلية وتسبب بأزمة بين أنقرة وتل أبيب بعد أن ادعت الأخيرة أن المسلسل يشكل تحريضاً “على مستوى خطير جداً” عليها، مما حدا بها إلى استدعاء السفير التركي. وترى إسرائيل أن هذا العمل الدرامي الذي بدأ عرضه السبت على MBC قد أنتج في البداية ليستهدف 70 مليوناً من متحدثي اللغة التركية، لكنه يبث الآن لنحو 400 مليون من متحدثي اللغة العربية، الأمر الذي سيؤدي حتماً إلى الإساءة لصورة إسرائيل لدى دول الاعتدال العربي. (الرياض) استعرضت آراء بعض النخب السياسية والاجتماعية الفلسطينية حول مبادرة قناة ال MBC بشراء وعرض هذا العمل الدرامي الذي أثار بلبلة في الأوساط الإسرائيلية، حيث أكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، خالد البطش على أن حركته مع أي عمل ثقافي نوعي يخدم القضية الفلسطينية وعدالتها ولا سيما قرار ال MBC عرض المسلسل التركي "صرخة حجر" الذي أثار ضجة في الأوساط الإسرائيلية والأوساط الصهيونية في أمريكا، على اعتبار أن المجتمع الدولي ومناصري الصهيونية في العالم لم يحتملوا فكرة مسلسل درامي يعري جرائم الكيان الصهيونة وجرائمه وبالتالي "نحن نحيي قناة ال MBC والعربية التي قامت بشراء هذا المسلسل لعرضه لأول مرة على فضائية عربية". وأشار البطش إلى أنه من المتوقع أن تثار ضجة كبيرة ضد شبكة العربية MBC بسبب عرض المسلسل، وشدد على ضرورة مواجهة القناة للتحديات التي من المتوقع أن تتعرض لها خلال الفترة القادمة فهي برعايتها لعرض عمل درامي يعرض لهموم الفلسطينيين وقضيتهم تحمل على عاتقها نضال شعب تعرض للمعاناة والظلم، وتابع: "من يتخذ قراراً عليه أن يحمي قراره وكما يقولون "إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة". وقال البطش "إن MBC شبكة عربية كبيرة ومعروفة نأمل منها أن تواجه التشهير والضغوطات هنا وهناك على صناع القرار فيها", مؤكداً على أن ما تقوم به MBC ما هو إلا خيار حرية الإعلام الذي يتشدق به الغرب، وطالب ال MBC باستغلال هذه المساحة في الفضاء الإعلامي لنشر الحقائق عن المحتل ولكشف جرائمه التي يرتكبها تجاه المدنيين الفلسطينيين العزل في الأراضي المحتلة. من جانبه رأى المخرج السينمائي الفلسطيني خليل المزين أن القرار الذي اتخذته شبكة MBC بشراء وعرض المسلسل التركي "صرخة حجر" هو خطوة باتجاه خدمة نضال ومعاناة شعب يرزح تحت وطأة الاحتلال، في ظل العالم الذي بات مفتوحاً على بعضه البعض بحيث لم يعد هناك إمكانية لحجب الحقائق عن الشعوب. وأشار المزين إلى أن الإعلام والأعمال الدرامية والسينمائية اليوم باتت وسيلة التعبير عن إرادة ومعاناة الشعوب، منوهاً إلى أن أي احتجاج من قبل طرف على طرف آخر تحديداً في الإعلام والأعمال الفنية لا يواجه اليوم إلا بالعمل المضاد. وتوقع المزين أن تواجه شبكة ال MBC بعض الضغوطات من أطراف عدة إلا أنها لن تصل إلى حد وقف عرض المسلسل الذي عرض على شاشات التلفزة التركية، منوهاً إلى أنه بات من الصعب اخفاء الحقائق وحجبها عن الجمهور في ظل التطور التكنولوجي القائم، ووجه المزين كلامه إلى شبكة ال MBC قائلاً: "اعتدنا من قنوات MBC كل ما هو جديد، فهي من الشبكات الفضائية العربية الريادية والسباقة في العالم العربي وقدمت الكثير من الأعمال الفنية سواء في الدراما أو البرامج التي أضافت للجمهور العربي، لذا لا أشك في قدرتها على تحمل كافة الضغوطات التي نتوقع أن تتعرض لها خلال الفترة القادمة ونتوقع أن تواصل عرض المسلسل". ونوه المزين إلى أن إسرائيل هي أول من استغل الإعلام لخدمة (الصهيونية) حيث استغلت قضايا عدة مثل "الهولوكست" والتعذيب ضد اليهود الروس في ترويج فكرة الهجرة إلى أرض فلسطين، مشيراً إلى أنه جاء الآن دور الإعلام العربي في استغلال كافة الظروف المحيطة والعمل على إبراز جرائم الاحتلال ووحشيته ضد الفلسطينيين العزل في الأراضي المحتلة. وتابع: "إن الأراضي المحتلة أرض خصبة وتحوي العديد من القصص والحكايا التي تصلح لأن تكون مادة دسمة في أي عمل فني ودرامي" داعياً شبكة ال MBC وغيرها من الشبكات والفضائيات العربية إلى استغلال أدوات الإعلام التي بتنا نمتلكها واستغلال الواقع الفلسطيني القاسي وإنتاج الأعمال الدرامية التي تخدم الفلسطينيين في قضية الصراع العربي الإسرائيلي. وأشار المزين إلى أن هناك جمهوراً عريضاً في الشارع العربي والفلسطيني على وجه التحديد متشوق لرؤية هذا المسلسل خاصة بعد الضجة التي أثيرت حوله والخلاف الإسرائيلي التركي حول عرضه على شاشات التلفزة التركية، وقال إنه يأمل أن يكون هذا العمل الدرامي موافقاً لسقف توقعات المشاهد العربي الذي ينتظر عرضه بفارغ الصبر. وتوقع المزين من إسرائيل التي تلبس قناع البراءة بشكل دائم أمام الغرب أن تفاقم أزمتها مع الأتراك خاصة في أعقاب عرض المسلسل على شاشات ال MBC الأمر الذي يزيد من حدة الخلاف بين الطرفين، مستبعداً أن يشكل عرض المسلسل أي مشكلة مباشرة مع شبكة MBC لأنها ببساطة شركة اشترت منتجاً وتعرضه وليست جهة منتجة. من جهة ثانية، اعتبر وليد العوض القيادي في حزب الشعب الفلسطيني أن ساحة الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي لها أوجه متعددة وفي ظل ما يلعبه الإعلام من دور مميز في التعبير عن الشعوب فإن مبادرة MBC بشراء هذا المسلسل الذي يتحدث عن كفاح الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال ويعرض لمعاناته على مدار سنوات طويلة من الاحتلال؛ يسهم في تعزيز النضال الفلسطيني ودعم القضية. وأشار العوض إلى أن عرض MBC للمسلسل رغم الجدل والأزمة التي سببها هذا العمل الدرامي والتي طفت إلى السطح مؤخراً بين تركيا وإسرائيل على خلفية مواقف تركيةٍ مؤيدة للشعب الفلسطيني تعكس لأي مدى الشعب الفلسطيني وقضيته يستحوذان على اهتمام شبكة عربية مهمة في الشارع العربي. وتوقع العوض أن تتعرض MBC لضغوط تعرضت لها العديد من الشبكات الإعلامية العالمية بسبب عرضها لأعمال فنية تناصر القضية الفلسطيني مما أدى إلى وقف عرض مثل هذه الأعمال، مطالباً إياها أن تصمد في وجه مثل هذه الضغوطات لأنها صاحبة قضية منذ أن بدأت بثها على الفضاء. إلى ذلك وجه الدكتور عبد الخالق العف الأستاذ في الأدب والنقد ومستشار وزير الثقافة الفلسطيني، تحية إلى شبكة MBC على قرارها عرض مسلسل "صرخة حجر" التركي رغم الضجة التي أثيرت حول هذا العمل الدارمي الذي اعتبره متميزاً بحسب ما نشر عنه، وأكد على أن MBC من الشبكات السباقة والمتميزة التي تقدم مادة إعلامية ذات مضمون جيد للمشاهد العربي سواء على المستوى الإخباري والمنوعات أو الدراما. واعتبر العف قيام MBC بشراء هذا العمل الدرامي وعرضه على شاشتها خطوة جريئة وضرورية وأقل رد عملي ممكن أن تقوم به شبكة عربية إعلامية متميزة على ما يقوم به الاحتلال الصهيوني من عملية تهويد للقدس والمقدسات الإسلامية في الوقت الذي نسمع فيه شجباً هنا واستنكاراً هناك. وقال العف إن قيام دولة إسلامية كبرى مثل تركيا بإنتاج مثل هذا العمل وقيام شبكة عربية متميزة مثل MBC بشرائه وعرضه هو دعم لا يستهان به في ظل العالم المفتوح الآن عبر وسائل الإعلام وفي ظل الدور المؤثر الذي تلعبه الأعمال الفنية على الجمهور المتلقي في كافة أنحاء العالم، منوهاً إلى أن وجود مثل هذه الأعمال التي تكشف جرائم الاحتلال وبشاعة ممارساته هو مشاركة ودعم لهذا الشعب سواء من قريب أو بعيد. وتوقع العف أن يفتح اتجاه MBC لعرض دراما تتناول القضية الفلسطينية المجال أمام الفضائيات العربية لعرض الدراما التي تتناول مثل هذه القضايا حيث كانت MBC ولا زالت هي السباقة دوماً في هذا المجال وهي التي أدخلت الدراما التركية إلى المجتمعات العربية، معتبراً أن تحمل مسؤولية عرض دراما تثير جدلاً هو في حد ذاته مقاومة بل وإحدى أهم وسائل المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي. هذا ويظهر المسلسل التركي الذي بدأ عرضه يوم السبت الماضي، جنوداً إسرائيليين يقتلون الأطفال مع سبق الإصرار والترصد، ويتضمن أحد المشاهد بعضاً من عناصر الجيش يقتلون طفلاً رضيعاً عند حاجز على إحدى الطرق، ويظهر مشهد آخر رصاصة بالتصوير البطيء تطارد صبياً يفر في الوقت الذي يقوم فيه الجنود بتفريق مظاهرة بالذخيرة الحية وتصيب الرصاصة الصبي في الظهر ويسقط على الأرض، كما ويحوي المسلسل أيضاً مشاهد تحاكي ما يحدث للفلسطينيات الحوامل من تنكيل على الحواجز ومن ضرب للشيوخ والعجزة، ويظهر مشاهد من الاشتباكات بين الفلسطينيين العزل والجيش الإسرائيلي تنتهي بقيام جندي بدهس جثمان شهيد فلسطيني. في الجانب الآخر، ردود الفعل الإسرائيلة التي تحمل استياً كبيراً باتت واضحة تجاه قرار ال MBC القيام بعرض "صرخة حجر"، حيث أوردت القناة العاشرة الإسرائيلية، في نشرتها الإخبارية الرئيسية الأربعاء الماضي، تقريراً عن قيام قناة MBC، ببث المسلسل التركي "صرخة حجر"، لأول مرة على قناة عربية. فقد أكد مراسل القناة للشؤون العربية تسفي يحزكيلي في التقرير الذي أعده، على أن بث المسلسل عبر قناة MBC تحديداً باعتبارها قناة فضائية متميزة من شأنه أن يؤثر بشكل سلبي على إسرائيل، بسبب مضامينه التي تظهر بلاده بصورة سلبية. وقالت القناة العاشرة في سياق تقريرها: "إن القناة التي تحظى بأكبر نسبة مشاهدة في العالم العربي، وهي قناة بملكية سعودية، بدأت ببث مسلسل "صرخة حجر"، لعشرات الملايين من المشاهدين العرب، وهو المسلسل الذي سبق أن فجّر أزمة دبلوماسية بين إسرائيل وتركيا".