عندما حدث زلزال جزيرة قشم الإيرانية سجلت محطات الرصد الزلزالي لدى مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية هذا الزلزال من بعد ظهر يوم الأحد 25 شوال 1426ه الموافق 27 نوفمبر 2005م، وكان قدره الزلزالي بشكل أولي حوال 6,1 درجات على مقياس ريختر ، ثم أعيد التقدير ليصل إلى 5,9 على نفس المقياس. وأوضح الدكتور خالد الدامغ المشرف على المراصد الزلزالية بمعهد بحوث الفلك والجيوفيزياء بالمدينة أن ذلك الزلزال لن تكون له أية أضرار على منطقة دول الخليج العربية، كما أنه لن يؤثر على آبار النفط في المنطقة. وتدل النتائج الأولية على أن ميكانيكية هذا الزلزال تضاغطية مما يدل على أن ذلك الزلزال كان نتيجة لتصادم الصفيحتين العربية واليوراسية. وفي فجر يوم السبت 1 ذي القعدة 1426ه الموافق 3 ديسمبر 2005م سجلت المراصد الزلزالية هزة أرضية قرب مركز حرض شرق المملكة بلغ قدرها الزلزالي حوالي 4,2 درجات على مقياس ريختر. وذكرت هيئة المساحة الجيولوجية أن محطات الرصد الزلزالي سجلت في الآونة الأخيرة نشاطاً زلزالياً ملحوظاً في حرض والمنطقة المحيطة بها. وأضافت الهيئة أن السكان شعروا بتلك الهزة وقاموا بإبلاغ الدفاع المدني. وقال أحد المسؤولين بالهيئة «إنه لا يستبعد الربط بين الهزة الأرضية التي تعرضت لها منطقة حرض، وتلك التي شهدتها ايران مؤخراً وعزا ذلك إلى أنه « من غير المنطقي أن يتم الربط بين زلزالين، لكن في النهاية يبقِى احتمال التأثير وارداً، لا سيما ان المنطقتين على قشرة واحدة». أما الزميل الدكتور عبدالله العمري أستاذ الزلازل والمشرف على مركز الدراسات الزلزالية بجامعة الملك سعود فقد أشار إلى أن الزلازل التي تتعرض لها منطقة الخليج العربي تقع عادة على عمق حوالي 30 كيلو متراً وعادة ما تكون بؤرة الزلازل تحت منسوب المناطق التي يوجد فيها النفط، لذلك لا يمكن الشعور بها، وأضاف بأن «بؤرة الزلزال لوكانت بعمق النفط نفسه لكانت كارثية». والحقيقة أن التصريحات الصحفية حول الهزات الأرضية (زلزال جزيرة قشم الإيرانية) والهزة الأرضية التي وقعت في منطقة حرض تدل على أن المملكة ربما تتعرض بين آونة وأخرى إلى بعض الهزات الأرضية، والسبب في ذلك يعود إلى أن المملكة تقع على الصفيحة العربية التي تمتد من اليمن جنوباً إلى تركيا شمالاً، ومن البحر الأحمر حتى جبال زاغروس شرقا، وهي منطقة شهدت كثيراً من النشاط البركاني في غرب المملكة، بالإضافة إلى كثير من الزلازل في ايران التي تقع معظمها على الصفيحة اليوراسية ويبدو أن بؤر النشاط الزلزالي في المملكة تقع على حواف الساحل الغربي (البحر الأحمر)، وخاصة عند خليج العقبة وجنوب غرب مدينة ينبع، وجنوب غرب مدينة جدة، ومنطقة جازان، بالإضافة إلى الحافة الشرقية للصحيفة العربية التي تشمل الساحل الشرقي للمملكة العربية السعودية. ومن خلال التصريحات الصحفية التي يدلي بها الخبراء والمختصون في علم الزلازل، أرى أن توحد الجهود، بحيث تكون البيانات الصحفية الخاصة بالرصد الزلزالي صادرة عن جهة واحدة فقط، ولا يمنع من أن يكون هناك بعض التفسيرات اللاحقة من الخبراء. ولا أدري إذا كانت محطات الرصد الزلزالي تخص هيئة المساحة الجيولوجية فقط، أو أنها مشتركة مع مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، وبالرغم من أنني علمت بأن جميع محطات الرصد الزلزالي ستكون من مسؤولية هيئة المساحة الجيولوجية. ولاشك أن توحيد الجهود نحو إيجاد مراصد زلزالية موحدة وشاملة هو مطلب ضروري ومهم. ومن أجل هذا فإنه من المستحسن أن تكون مسؤولية الرصد الزلزالي منوطة بجهة واحدة، كما هو معمول به في كثير من الدول المتقدمة. ولعله من المناسب أن تعقد ندوة أو ملتقى علمي عن الزلازل، وخاصة عن المملكة من أجل مزيد من توحيد الجهود ودراسة تخفيف المخاطر الزلزالية في أي منطقة من مناطق دول الخليج العربية. أنني اتطلع إلى تعاون جميع المختصين في علوم الأرض، وخاصة في علم الزلازل وهندسة الزلازل من أجل حماية البيئة وتوعية المواطنين بأهمية علوم الأرض ودورها في درء المخاطر الجيولوجية. وأرى أن هيئة المساحة الجيولوجية جديرة بأن تقوم بالمزيد من العمل من أجل توحيد هذه الجهود. كما أنني اتطلع إلى أن يكون هناك تعاون بين هيئة المساحة الجيولوجية والمتخصصين في جميع المجالات الجيولوجية، وخاصة في مجال الزلازل وحماية البيئة، فهل هناك أي نوع من التعاون... وإذا لم يكن هناك تعاون فعلي، فمتى سيكون هذا التعاون...؟!