أعلن صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل بن فهد بن عبد العزيز نائب الرئيس العام لرعاية الشباب للجماهير الرياضية عن المقترحات والرؤى الهادفة إلى النهوض بمستوى الرياضة السعودية وتحسين أداء المنتخبات بما يواكب تطلعات الجماهير والمهتمين بالشأن الرياضي والكروي في داخل المملكة وخارجها. وكشف الأمير نواف في حوار «عكاظ» عن أبرز ملامح خطة عمل الفريق الذي وجه بتكوينه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بن عبد العزيز الرئيس العام لرعاية الشباب، برئاسة نائب الرئيس العام وعضوية نخبة من المختصين من داخل المملكة وخارجها، إثر إخفاق المنتخب السعودي في التأهل للتصفيات النهائية لكأس العالم لكرة القدم. وأوضح الأمير نواف أن من أبرز ملامح الخطة: تشكيل إدارة خاصة بالمنتخبات، جهاز إداري ومحاسبي، وسكرتارية لكل منتخب يضم خبراء فنيين، في حين سيتم التعاقد مع شركات عالمية متخصصة لترتيب المعسكرات والمباريات الدولية الودية. وأشار نائب الرئيس العام إلى أن هذه الأفكار وغيرها ستعرض على فريق العمل الذي ستجلب له كفاءات وخبرات رياضية ومجموعة من الأسماء على مستوى عالمي من الاتحاد الدولي وكذلك الآسيوي إلى جانب الاستعانة بنخبة من اللاعبين والمدربين السابقين. وبين الأمير نواف بن فيصل بن فهد، أن فريق العمل سيباشر مهامه عقب إجازة عيد الفطر باجتماع موسع لتحديد الأسس والأولويات دون أن يكون هناك ضغط لجهة الوقت الزمني لإنجاز المهمة. مشددا على أن قرارات ونتائج عمل الفريق ستنفذ ولن تكون رهينة الأدراج. واعتبر في حديثه أن فصل الاتحاد السعودي عن الرئاسة العامة لرعاية الشباب « إجراء غير سليم إذ سيترتب عليه غياب المرجعية النظامية على المستويين المحلي والدولي». مؤكدا « أن الحاجة لا زالت قائمة إلى دعم الدولة». وفيما يلي نص الحوار: أفكار وطموحات ?? وجه الرئيس العام لرعاية الشباب بتكليفكم تشكيل لجنة برئاستكم لدراسة أسباب تراجع مستويات المنتخب إثر خروجه من التصفيات الآسيوية النهائية المؤهلة لكأس العالم 2010م، ماذا أمام اللجنة؟ ومتى ستباشر عملها؟ وهل هناك مدى زمني محدد للخروج بتصورات ونتائج؟ ¶¶ أولا كلنا كنا نأمل أن نفرح قيادتنا والجماهير الرياضية السعودية بتحقيق التأهل لكأس العالم، وهذا في واقع الأمر لم يحدث لأسباب عدة تم الحديث عنها في السابق وأشبعت تفصيلا وليس بوسعي تكرارها الآن. لكن جميع الظروف التي صاحبت الخسارة مثل التحكيم والجوانب الفنية من تغيب بعض اللاعبين جراء الإصابة أو خلافها فهذه سيتم استثناؤها وسنعمل في اللجنة على دراسة الأسباب الواقعية لهذا الأمر، لا سيما أن العمل الرياضي منظومة متكاملة لا تتوقف على معسكر للمنتخب لأسبوع أو أسبوعين. إن المنتخب نتاج الأندية وعمل المنظومة الرياضية بشكل عام في كرة القدم أو في جميع الألعاب، ومنذ توجيه الرئيس العام وتشريفي بهذا التكليف بدأنا منذ اليوم الأول للتكليف بالاتصالات والمشاورات لاختيار مجموعة من الأسماء على مستوى عالمي، إذ سنستعين بالاتحاد الدولي والاتحاد الآسيوي وقيادات فنية عربية، غير أن المجموعة الأكبر ستكون من داخل المملكة، ولن يكونوا من أعضاء اتحاد كرة القدم وأغلب ممن يستعان بهم على قدر كبير من الخبرة الفنية، فهم إما مدربون أو لاعبون سابقون لهم خبرة أو خبرات رياضية في شتي المجالات التي تحتاجها هذه اللجنة. دور اللجنة مبدئيا وأكررها، هو دراسة الأسباب العامة لتراجع أداء المنتخبات سواء الأول أو الشباب أو الناشئين، ويجري حاليا التشاور معهم حول الوقت الملائم للاجتماع بهم خلال الفترة المقبلة بعد إجازة عيد الفطر. آلية للمنتخبات ?? قلتم إنكم ستستعينون بخبراء ومدربين عرب وأجانب، في حين أن لكم تجربة غير ناجحة مع التونسي عبد المجيد الشتالي؟ ¶¶ على العكس مما تقول، كانت للكابتن الشتالي إسهامات طيبة، ولكن لظروفه العملية لم يستطع المواصلة في ذلك الوقت. وأود أن أوضح، أن اللجنة ستتولى دراسة التقارير الفنية والإدارية التي أعدت في الفترة الماضية وعن كل المشاركات، كما سنناقش جميع الأجهزة ذات العلاقة من خلال لجنة مختصة كخطوة أولى تتبعها مناقشة بعد دراسة ومعرفة الوضع القائم وصولا إلى أفضل الحلول لإعداد المنتخبات، وستكون هناك آلية جديدة لإدارة المنتخبات. نقلة ضخمة ?? كيف سيكون ذلك، هل يمكن التوضيح والتفصيل؟ ¶¶ لا أريد أن استبق الأحداث وأعلن عن الخطوات الآن، ولعلك تتفق معي أن الموضوع سابق لأوانه. ?? نريد خطوطا عريضة أو ملامح رئيسة دون الدخول في التفاصيل إن شئتم؟ ¶¶ أبرز الملامح الرئيسة للمقترحات، تكوين إدارة خاصة بالمنتخبات لا تتوقف على مدير منتخب أو مدرب، بل سيكون هناك جهاز إداري موحد للمنتخبات يضم خبراء فنيين وجهازا إداريا ومحاسبيا وسكرتاريا لتأمين جميع أوجه العمل في كل المنتخبات. وسيتم التعاقد مع شركات عالمية متخصصة لترتيب المعسكرات والمباريات الدولية الودية وفي مجال الاستشارات والتخطيط الرياضي، وهو أمر لم يكن موجودا في السابق، وسنركز على إعداد اللاعب في النادي وفي المنتخب. وتهيئة اللاعب في النادي أمر مهم جدا، إذ أننا خاطبنا الأندية أكثر من مرة عن هذه النقطة تحديدا، إذ سنطالبهم بتجهيز النادي لإعداد اللاعبين، بمعنى ضرورة إيجاد صالات اللياقة البدنية والجسدية وتجهيزات رياضية حديثة في كل ناد، خصوصا الممتازة. صحيح أنها موجودة حاليا، لكن تنقصها الكثير من الجوانب، مما سبب وجود لاعبين غير مهيئين جسديا. كما سيتم تطوير العيادات الطبية، وتطبيق الدوام الصباحي للاعبين المحترفين، وسيتم اعتماد آلية لمتابعة تنفيذ هذه الجوانب، بما يضمن إنجازها وتطبيقها. هذه الأفكار ليست نتاج اليوم أو بعد خروج المنتخب، ولكنها رؤى واستراتيجيات موجودة في السابق، لكن ومثلما أعلن في البيان الذي وجه به الأمير سلطان بن فهد لم نرغب في أن نطبقها والمنتخبات كانت في مراحل المشاركات، ولهذا رأينا تأجيلها. وما ذكرته من أفكار ستعرض على اللجنة، إما أن تؤيد أو تطور أو تستبدل فكله أمر وارد. فوق المقارنات ?? لم يكن نواف بن فيصل بن فهد بعيدا عن الشأن الرياضي في المملكة كونكم قريبين من والدكم الراحل الأمير فيصل، ما هي في تقديرك الأسباب التي أدت إلى إخفاق المنتخب بالشكل الذي لم يكن مواكبا لمكانة المملكة؟ ¶¶ دعني أقول، إن مكانة المملكة العربية السعودية الدينية والسياسية لا يمكن رهن مكانتها بأي شأن، سواء كان رياضيا أو اقتصاديا ذلك أن مكانتها السياسية والدينية فوق كل المقارنات، ويجب أن نعلم أن الرياضة في العالم ككل تطورت وفي المملكة فإن الدعم الذي نجده من خادم الحرمين الشريفين وولي العهد والنائب الثاني ماديا ومعنويا كبير، وكان بعد توفيق الله المسير الرئيس للعمل وسيجعلنا مع أكثر الدول تطورا، لكن التطوير لا يأتي بين ليلة وضحاها، بل يحتاج إلى كثير من الوقت والتخطيط والعمل، وخسارة مباراة أو بطولة لا تعني أننا لم نتطور فأكبر المنتخبات العالمية تخسر بطولات ومباريات هامة، وأنا هنا لا أبرر ولكن هذه هي طبيعة المنافسات الرياضية. ?? وهل ننتظر جديدا؟ ¶¶ وجهت القيادة بإشراك القطاع الخاص والذي كانت له مشاركات محدودة سابقا، لكن الآن ومن عام إلى عام تضاعفت أرقام استثمارات الأندية وكذلك الحال بالنسبة للاتحادات الرياضية والمنتخبات، ونأمل أن تسهم تلك الموارد المادية في الصرف على ما فيه النفع، مثلا عندما يتوفر للنادي دخلا قيمته 40 أو 60 مليون ريال، ويصرف نصفه في استثمار اللاعبين، فهذه استراتيجية خاطئة نعمل على تعديلها بالاتفاق مع الأندية، إذ ينبغي صرف الدخل على إعداد نشء وبناء ملعب كرة آخر أو جلب أجهزة فنية، وهذه الأمور تعتمد على استراتيجية كل ناد. أتمنى من أنديتنا أن تسخر هذه المداخيل لسنة أو سنتين لإعداد البنية التحتية للنادي وجيل من النشء أفضل من جلب لاعب أو لاعبين. ونحن في الرئاسة العامة لا نستطيع أن نتدخل في أعمال الأندية بشكل مباشر، لاسيما في قضية جلب اللاعبين والمدربين. مبالغة الأندية ?? تقولون أنكم لا تتدخلون في أعمال الأندية، لكن وقبل نحو عامين ذكرتم في حوار أنكم ستعملون على تحديد سقف معين لشراء وانتقال اللاعبين على ضوء ما ينفق من مبالغ خيالية لتلك الصفقات؟ ¶¶ ناقشنا هذا الموضوع مع الأندية بأن يوجه الدخل لتطوير البنى التحتية للأندية وعدم المبالغة في مبالغ جلب اللاعبين ولا زلنا ننتظر استجابتهم، والرئاسة والاتحاد السعودي لكرة القدم لا يملكان فرض هذا الأمر على الأندية، بل هو قرار النادي ولكن الرئاسة باعتبارها الجهة المسؤولة عن تطوير الرياضة تقدم الخطط والاستراتيجيات للأندية، ولنا فيهم الأمل الكبير أن يسهموا في تطوير البنية التحتية للأندية بما يحصلون عليه من مداخيل، وسيكون هناك إن شاء الله في الفترة القادمة اجتماع مع رؤساء الأندية، لتكرار مناقشة هذا الموضوع بإذن الله تعالى. فصل الاتحاد ?? اسمح لي أن أنقل لكم بعضا مما يدور في الشارع الرياضي ورؤيته في فصل الاتحاد السعودي لكرة القدم عن الرئاسة العامة لرعاية الشباب، على أنه أسلوب أمثل في انتشال المنتخب من إخفاقاته، ماذا يرى سموكم؟ ¶¶ لأصحاب هذا الرأي أذكرهم فقط، أن هذا الاتحاد المرتبط بالرئاسة حقق التأهل أربع مرات لكأس العالم وكأس آسيا ثلاث مرات، ووصل للنهائي في كأس آسيا وحقق كأس الخليج وكأس العرب، ولم تكن هناك مشكلة في ارتباطه بالرئاسة، والآن عندما أخفق لمرة واحدة اكتشفوا أن الارتباط هو سبب الإخفاق، وأن الحل هو الفصل؟ هذا من ناحية استنتاجهم لهذا الحل!. إن الجميع يعرف ويذكر ما حققه هذا الاتحاد منذ تأسيسه من إنجازات شرفت بلادنا في مختلف أنحاء العالم، وحدثت بفضل هذا الارتباط بين الرئاسة والاتحاد، كما أود تذكير أصحاب هذا الاستنتاج بأن المسابقتين الرئيسيتين في مسابقات الاتحاد السعودي، تتشرف بحمل اسم خادم الحرمين وولي العهد، وأن كافة إجراءات ومخاطبات هاتين المسابقتين مع الجهات ذات العلاقة تتم عن طريق الرئاسة العامة لرعاية الشباب، كجهة رسمية هي الجهة المخولة نظاما بالتخاطب مع الجهات الرسمية ذات الشأن، كما يقضي بذلك نظام الدولة، وكما هو الحال مع بقية الاتحادات الرياضية في تسهيل مشاركاتها الخارجية في المنافسات أو المؤتمرات. أما من الجهة التنظيمية الدولية، فجميع الاتحادات الرياضية تحت مظلة اللجنة الأولمبية الوطنية في كل بلد، وقد شاهد وسمع وقرأ الجميع ثناء رئيس اللجنة الأولمبية الدولية عندما زار المملكة وأثنى على تعاون القطاع الرياضي الحكومي مع الاتحادات الرياضية السعودية. وفي هذا الصدد اعتمدت اللجنة الأولمبية الدولية لائحة اللجنة الأولمبية السعودية، واعتمد الاتحاد الدولي لكرة القدم لائحة الاتحاد السعودي لكرة القدم، ولم يكن للجهتين الدوليتين أية ملاحظة على ارتباط اللجنة والاتحاد بالجهاز الحكومي المعني بالرياضة، (أعني الرئاسة العامة لرعاية الشباب – بل استشهد كثير من الشخصيات الرياضية عندما حدثت مشاكل في اتحادات عربية منفصلة عن الجهاز الحكومي للرياضة.. استشهدوا بالاستقرار المثالي للاتحادات السعودية، وتحقيقها لنتائج كبيرة في ظل ارتباطها بالجهاز الحكومي، لأنه ارتباط إشراف ودعم وليس تدخلا في أعمالها. ?? ألا ترى أن هذه المطالبات لها وجهة نظر؟ ¶¶ ألتمس العذر لبعض من يرون بأن الفصل هو الحل، لكن ربما لم يتأملوا أو يعلموا بآلية العمل في الرئاسة مع الاتحاد، حيث تشكل الرئاسة الداعم الأهم للاتحاد بتسخير كافة أجهزتها المالية والإدارية وإمكاناتها لأعماله، ولو كان الاتحاد منفصلا عن الرئاسة ودفع ثمن هذه التسهيلات وأجور هذه الخدمات والموظفين المكلفين بالعمل، لاحتاج إلى ثلاثة أضعاف دخله الحالي كحد أدنى لتسيير أموره الإدارية فقط، فضلا عن تطوير أعماله، ولدينا أمثلة وشواهد وفي دول مجاورة، إذ أن بعض الإجراءات لم تصل للفصل، وقد تراجعت مستوياتها بشكل لافت، ولا أريد أن أسمي، لكن الواضح لكل متابع معاناة تلك الدول من غياب مرجعية ثابتة، مما أدى أخيرا إلى تنازع أكثر من جهة لإدارة هذه الاتحادات. ?? إذن قطاع الرياضة لا يزال بحاجة إلى دعم الدولة؟ ¶¶ لازلنا نحتاج إلى دعم الدولة في القطاع الرياضي والشبابي، وأود التأكيد على أن توجه الرئيس العام وهو ما هو موجود لدي، أن يكون هناك متخصصون في كل مجال. وسأستشهد هنا بتجربة هيئة دوري المحترفين التي تعتبر جزءا من اتحاد القدم، فهي مستقلة إداريا بأجهزتها ولجانها وحققت أداء جيدا، وما نأمله أن تكون إدارة المنتخبات مختصة بكافة أجهزتها وبشكل متكامل يمكنها الإشراف وبشكل يومي على عمل المنتخبات. وقد أعدت لها التصورات التي ستكفل نجاحها، وهذه التصورات والأفكار لم تكن وليدة الصدفة أو نتيجة خروج المنتخب، بل كانت دراسات موجودة مسبقا. الظروف مهيأة ?? لماذا إذن لم تر تلك الدراسات والطموحات النور في السابق، ولماذا ظهرت بعد خروج المنتخب، ثم ما مصيرها في المستقبل؟ وهل ستظل حبيسة الأدراج؟ ¶¶ سبق الإعلان أكثر من مرة عن هذه الدراسات، ولكن الناس لا يقرأون إلا عندما تحدث أزمات، فالدراسات اكتملت فيما يخص آليات العمل في المنتخبات وتزويدها بالكفاءات الفنية والمستشارين المؤهلين، لكن هذه الدراسات لم تدخل حيز التنفيذ. ?? وما هي المعوقات برأي سموكم؟ ¶¶ لم نبدأ في تنفيذها سابقا لأسباب مختلفة، بعضها ما يتعلق بعدم وجود الوفرة المالية اللازمة، والآن ومع عقد الرعاية أصبحت متوفرة. أما السبب الآخر فيتعلق بالمنتخبات، إذ كانت تخوض منافسات ولم نكن نرغب في إرباك عملها، أما الآن وقد تهيأت الظروف، فإن هذه الدراسات والأفكار التي أعلنتها عبر صحيفتكم، سيتم عرضها على فريق العمل الذي سيشكل لدراسة سبل تطوير المنتخبات، لإبداء الرأي في تكوين هذه الإدارة ومهامها وطريقة عملها. إعلان الأسماء ?? ومتى ستباشر اللجنة أعمالها في ظل تعطش الجماهير الرياضية إلى قرارات تسهم في الرقي بمستوى منتخبنا الوطني الذي تعلق عليه آمالا كبيرة؟ ¶¶ حاليا يجري التشاور مع الأسماء المقترحة لمعرفة الوقت المناسب للاجتماع الأول خلال الفترة التي تعقب إجازة عيد الفطر، وسيتم في وقت لاحق إعلان أسماء فريق العمل بعد اعتمادها بشكل نهائي والموضوعات التي سيدرسها الفريق والمدى الزمني لتنفيذ ما سيتوصل إليه وستعلن التفاصيل أولا بأول. وأحب التأكيد على أن ما سيصدر عن اللجنة من نتائج لن يكون حبيس الأدراج المكتبية، بل سيطبق على أرض الواقع. مطالب عاطفية ?? أعرف أن سموكم لديه من الأناة والحلم والتعقل ورحابة الصدر ما يدفعني إلى سؤالك عن مطالبة البعض باستقالة الاتحاد السعودي لكرة القدم باعتباره السبب في تدني مستوى المنتخب السعودي، فما رأيكم؟ ¶¶ أعتقد أن من يطالبون بهذا الأمر، دافعه ردة فعل عاطفية أكثر منها عقلانية، فالاتحاد السعودي لكرة القدم مؤسسة رياضية لا تعنى بالمنتخب فقط، وإنما بكافة الأندية الرياضية التي حقق دوريها للمحترفين لهذا العام المرتبة السادسة عشر عالميا. إن العمل في الاتحاد يتم عبر لجان متخصصة في كل جوانب رياضة كرة القدم، فدوري المحترفين يتم من خلال هيئة دوري المحترفين التي أتشرف برئاستها وحققت هذا الإنجاز المشرف، وكذلك الحال مع بقية جوانب العمل الرياضي، وليس من الشجاعة في ظل أي ظرف أن يتخلى الإنسان عن المسؤولية بل يجب عليه العمل بكل جد وإخلاص للاستفادة من السلبيات وتعزيز الإيجابيات وتطويرها، مع ملاحظة أنه عندما حدث الإخفاق تحملت لجنة المنتخبات السعودية المسؤولية، وهي جزء من اتحاد كرة القدم وليست كل. وعندما تحملت اللجنة المسؤولية، لم تتنصل منها ولم تشر إلى وجود عوامل رئيسية في هذا التعثر مثل التحكيم والإصابات، وهي عوامل خارجية لا تستطيع اللجنة التحكم بها، وعلى كل حال نقدر كل الآراء ونعدهم بما يسرهم. ?? رغم ذلك، يرى البعض أن اتحاد كرة القدم أخذ فرصته ردحا من الزمن؟ ¶¶ لا أريد أن أضع نفسي في موقع المدافع باعتباري جزءا من منظومة العمل الرياضي والشبابي في المملكة، وما أود قوله إن التطوير مستمر وهناك خطوات طموحة وكبيرة. ولم يوجد الرئيس العام وأنا في مواقعنا، إلا لخدمة الرياضة السعودية. وأكرر التأكيد، أننا نقدر كل الآراء التي تطرح، ولكن هذا الطرح في هذا الموضوع عاطفي صرف، وأؤكد لك لو أن الحظ حالفنا وتأهلنا لما سمعت هذا الطرح، لكن الاتحاد السعودي وبكل أمانة يراجع خطواته، ولحظات الفوز لا تنسيه أخطاءه. عقل وتأن ?? هل أفهم أن من حمل مسؤولية إخفاق المنتخب الوطني هم انفعاليون؟ ¶¶ أنا أقول إنهم عاطفيون دفعتهم عاطفتهم ومحبتهم لوطنهم ورغبتهم الصادقة في أن يظهر العمل الرياضي في المملكة بأفضل صورة ممكنة، ولكن الحلول دائما تأتي من العقل لا من العاطفة. ونتمنى أن تدفعهم عاطفتهم إلى التأني في الطرح وعدم الاستعجال، ونتمنى أن تدفعهم عاطفتهم إلى العمل الدؤوب مع الوسط الرياضي ليتطور. تذمر جماهيري ?? تعاني قرارات لجان الاتحاد السعودي لكرة القدم من تذمر الرياضيين، إن كان على مستوى الأندية ومسؤوليتها أو الجماهير، فكيف يمكن المواءمة بين تلك القرارات وتطلع الجمهور الرياضي؟ ¶¶ في مجال كرة القدم من المستحيل أن تكون هناك قرارات ترضي الجميع لأن كل شريحة من المجتمع الرياضي ترى لمصلحة النادي، وليس المصلحة العامة، وهو واقع يجب أن نواجهه، والمهم بالنسبة لنا استناد تلك القرارات على أنظمة وواقع. رضا الناس غاية لا تدرك. ?? حتى أكون دقيقا في طرحي، هناك شكوى من تأجيل لجنة المسابقات لمباريات وتقديمها؟ ¶¶ كنت أول من ناقش لجنة المسابقات في هذا الموضوع، وكنت أرى أن تكون هناك أيام متفرقة حتى يتسنى لأكبر عدد من الرياضيين متابعة المباريات، وطلبت من اللجنة أن تظهر للإعلام وتتحدث عن هذا الوضع وأسباب ترتيب المباريات بهذا الشكل، وهو ما حدث عبر القناة الرياضية وقدموا شرحا وافيا متكاملا. توضيح للنصراويين ?? وماذا عن لجنة الاحتراف وقضية اللاعب الدوخي؟ ¶¶ قضية أحمد الدوخي، تم التعامل معها من قبل اللجنة المختصة وفق ما لديها من أنظمة، ثم اتخذت قرارها ثم أحيلت للجنة الاستئناف وأصدرت حكمها، وكما تلاحظ فالأمر في مجراه النظامي، أما فيما يخص تسجيل اللاعب في الفترة الحالية، فهو متروك بناء على ما سيرد من الاتحاد الدولي. ?? لكن النصراويين ذكروا أنهم سيلجأون إلى الاتحاد الدولي؟ ¶¶ أحب أن أوضح، إن كان للإخوة في نادي النصر أو غيره من الأندية الأخرى، أن الاتحاد الدولي لا يتدخل في قرار الاتحاد المحلي، وإذا ما رفع أي ناد فإنه سيعيده للاتحاد المحلي. وعندما شكل الرئيس العام لجنة الاستئناف وأعضاءها من المحايدين والمختصين وكفاءات قانونية، كان يهدف بقراره إلى الفصل النهائي في مثل هذه القضايا، وهي لجنة مستقلة ولا تملك أي جهة تغيير قرارها في مجال اختصاصها. ربما اللبس الذي حدث هو أن قرار اللجنة الذي ظهر في وسائل الإعلام لم تذكر فيه مسببات قرار اللجنة، بل أعلن القرار النهائي. النقد الموضوعي ?? أسألكم عن دور الإعلام بوسائله المختلفة، كيف يمكن أن نخلق إعلاما رياضيا ناضجا يدرك حجم مسؤولياته بعيدا عن المصالح الضيقة والأهواء الشخصية؟ ¶¶ الإعلام الرياضي مسؤولية الجميع، وما أتمناه على رؤساء تحرير الصحف أن يعطوا الصفحات الرياضية جانبا من اهتمامهم، مثل ما يهتمون بأبواب وأقسام الصحيفة الأخرى. ما ألحظه أن القيادات الصحفية تهتم بصفحات مختلفة غير الرياضية، ولهذا فإنهم مدعوون إلى التفاتة لتلك الصفحات وما تطرحه والقائمين عليها، ليكون الطرح شموليا يتوخى المصلحة الوطنية بعيدا عن الرؤى العاطفية. نريد النقد الموضوعي الهادف لأنه يفيدنا والآن وقد تم حصر وجمع كل الأطروحات والمرئيات التي ظهرت في الإعلام المقروء والمرئي وستتم دراستها لأخذ ما فيه الفائدة، وسيظل الإعلام شريكنا ومرآتنا ويجب أن نعمل في خندق واحد، وأتمنى أن يكون النقد بعيدا عن أي عاطفة. ولا يفوتني أن أؤكد هنا وبلا مجاملة، أن الجمهور الرياضي السعودي مستثنى من بين الجماهير العالمية، لفهمه العميق لكرة القدم ومتابعته وإدراكه الكثير من جوانب العمل الرياضي، ولهذا نعتز برأيه. شخصيا يهمني الرأي الذي يأتي بعد وقت من وقوع الحدث، لأنه يكون أكثر اتزانا وتبصرا وناتجا عن تفكير سليم بعيد عن الآراء التي تأتي كردة فعل مباشرة بعد الحدث.