يعتبر الحمل حدثاً تتغير معه حياة المرأة تماماً. ولعل من لا يعرف معنى الحمل يعتقد أنه مجرد مرحلة من التغيير البدني تمر بها الحامل، ولكنها أيضاً مرحلة تغيير عاطفي يجعل المرأة الحامل تجنح إلى عشق ركوب القطار الأفعواني في ملاهي الأطفال مثلاً. كما يغير مزاج المرأة وتعاني شيئاً من الإجهاد البدني والتوتر النفسي وتغيرات في الهرمونات وعملية الاستقلاب لديها. وتؤثر التغيرات التي تحدث في مستويات الأستروجين والبروجستيرون خلال الحمل في مستويات الناقلات العصبية، وهي مواد كيماوية تنظم المزاج. وتنزع النساء للتفاعل على نحو متباين مع هذه التغيرات، وفيما يعاني بعضهن من نقلات مزاجية كبيرة، نجد أخريات يعانين نوعاً من القلق والاكتئاب. وبالرغم من أن هذه التغيرات المزاجية غالباً تحدث في الناقل العصبي الأول بين الأسبوع السادس والأسبوع العاشر، ويحدث التغير في الناقل العصبي الثالث عندها يتهيأ الجسم للولادة، إلا أنها قد تحدث في أي وقت من أوقات الحمل. وقد تكون فترة الحمل مفعمة بالإجهاد الشديد. وقد يكون الأبوان فرحين بالمولود المنتظر قدومه، إلا أن القلق قد يدب في أوصالهما كذلك. هل سأكون أماً جيدة؟ كيف يمكنني التوفيق بين خدمة الأطفال الكبار وبين رعاية المولود الجديد؟ هل سأحصل على مساعدة كافية بعد ولادة الطفل؟ هل سيكون طفلي طبيعياً أم أنه سيعاني من عيوب خلقية يا ترى؟ هل سيعود شكل جسمي إلى وضعه السابق مرة أخرى؟ نعم.. قد تعاني المرأة الحامل مزيجاً من المشاعر في دواخلها. فهي فرحة قطعاً بالحمل، ولكن تنتابها حالات من القلق عندما تحاول استخلاص أشياء من نظرات زوجها إليها وهي في شكلها الجديد وقد تكورت بطنها وتغير شكلها وفقدت اعتدال قوامها وربما رشاقة جسمها لكي يتسق مع بطنها المتكور. كما ستعاني المرأة من القلق الناجم عن عدم قدرتها على ممارسة الرياضة لاستعادة رشاقتها خوفاً على جنينها. أضف إلى كل هذا أن أعراض الحمل والوحم والصداع والشعور بالإرهاق وكثرة التبول قد تشكل عبئاً آخر على الحامل. ومن الطبيعي كذلك أن تشعر المرأة أنها فقدت السيطرة على جسمها بل وعلى كل حياتها خلال فترة الحمل. قد تحيل كل هذه الهموم حياة الإنسان إلى مجموعة من التصرفات المتناقضة. فلا تتردي عزيزتي حواء في الإفضاء بدخيلة نفسك إلى الزوج والصديقات وأفراد العائلة، أو مراجعة الطبيب لأجل ذلك. فالحمل يعتبر مهمة جليلة تصيب الحامل بالقلق وتأرجح المزاج واضطراب المشاعر. ولعل فهم هذه الحقائق يسهل على الحامل تجاوز هذه المرحلة من حياتها بأمان: إن العمل بالنصائح التالية يسهل عليك التحكم في مستويات الإجهاد والسيطرة على تغيرات المزاج: ٭ تناولي وجبات صحية بانتظام على أن تشتمل الوجبات على خضار وفواكه طازجة. ٭ مارسي نشاطاً بدنياً بانتظام. ٭ خذي فترة راحة خلال ساعات النهار. ٭ خذي حمام بنوع من الاسترخاء. ٭ شاهدي البرامج التي تفضلينها في التلفاز مع صديقاتك. ٭ خذي قسطاً وافراً من النوم والراحة. ٭ اعملي تدليكاً لجسدك. ٭ اقض وقتاً مع زوجك. ولكن احذري، فإذا استمرت مدة تغير المزاج أكثر من أسبوعين، عليك مراجعة الطبيب، فهنالك حدود لهذا التغير، فاحرصي ألا يتحول إلى نوع من الاكتئاب الذي يضطرك إلى زيارة الطبيب النفسي.