لم نكن نتفحّص أو ندقق في كثير من الظواهر الطبيعية، ففي الماضي كنا نقبل ما نسمعه أو في بعض الأحيان ما نراه على أنه قضية مسلّم بها، ولم تكن ثمة مراكز بحوث أو قراءات لتقول لنا لا... هذا غير صحيح. وانعدام ال .. كيف؟ .. وال .. لماذا؟ قادنا إلى كُلفة ونفقة لا لزوم لهما. أذكر أن الناس كانوا عند تكملة بناء مسجد، يعمدون إلى وضع أكثر من كرة شائكة ذات شوك مُتحمّل، ومتين بعض الشيء، يضعونها معلَّقة فوق رؤوس صفوف المصلين، وكان الغرض منها اصطياد الخفافيش للخلاص من القطر، وما يتساقط من قطرات الروث على رؤوس المصلين، وذلك بحسن نية وقصد نبيل. وكان المتوقع أن تصطدم تلك الطيور اللبونة - مع أنها حيوان طائر - بتلك الكرات من الشوك فيموت الخفّاش. وكصغار لم يحدث أن رأينا خفاشاً ميتاً أو مُعلقاً بالكرة الشوكية هذه، بل كنا نرى الخفاش، أو الخفافيش تسير بخط متعرج، وبحركات غير معوّقة ولا متوقفة ZIG - ZAG ويتفادى الكرة الشوكية. ومع هذا يستمر الناس في تعليق ذاك السلاح...! لقتل ذاك الطائر. ومما نكاد نثق به من قول، ونُصدّقه من اعتقاد، أن الخفاش يعيش ويقتات على دماء المواشي من بقر وغنم، فهو كما قيل يمتصّ دماءها حتى تنفق، ومما رأينا من عدم سلامة ما نعتقده أن الماشية في المرعى، أو في المزارع أو البيوت لم يكن الخفاش ليحلّق فوقها، لا في العتمة ولا في ظلمة الغسق، وأكثر الأماكن التي يُذكر فيها هي المنازل المهجورة والسراديب المحفورة تحت سطح الأرض لاستخراج مادة البناء والزينة المسماة ب«الجص» التي كانت الجدران الداخلية، والأعمدة تغطى بها لتجعلها ملساء. وتحت الأرض، والأماكن الخربة أماكن لا توجد فيها ماشية من خراف وبقر وإبل. والخفاش لديه جهاز يشبه الرادار لتحديد العوائق .. ألم أقل إننا لم نكن نفكر... ولا نقرأ؟.