بث التلفزيون السعودي عبر قناته الأولى مساء أمس «الثلاثاء» الحلقة «الثالثة» من التقارير التلفزيونية بعنوان «تجارب باسم الجهاد» بمشاركة ستة أشخاص تحدثوا عن تجاربهم مع الجهاد خارج المملكة. وقد تناولت الحلقة موضوع «تجارب داخل المعسكرات» من خلال عرض جملة من الأفكار الرئيسة التي تحدث بها هؤلاء الشباب، ومن ذلك: إلقاء الضوء على المعسكرات في مناطق الصراع، أهم العوامل الاجتماعية المؤدية لانخراط الشباب في مثل هذه المعسكرات، وسائل الانتقال إلى هذه المعسكرات، وأساليب التدريب «المعنوي» والحسي فيها، إلى جانب أساليب الإقناع داخل هذه المعسكرات وعلاقته بعملية التطرف اليوم، كذلك بيان الأفكار المتصارعة داخل معسكرات «الجهاد». وأرجع المشاركون أسباب انخراطهم في هذه المعسكرات إلى العاطفة الجيّاشة التي كانوا يحملونها تجاه الدفاع عن الإسلام، وما صاحب ذلك من حماس زائد دفعهم إليه الزهد في الحياة الدنيا، وما أملاه عليهم الفهم الخاطئ عند الاستدلال بظواهر النصوص الشرعية، إلى جانب تكثيف القراءة في البحوث الشرعية والعلوم السياسية التي شجعتهم على الخروج لنصرة الإسلام. وقالوا: إن الوصول إلى معسكرات الجهاد يبدأ أولاً من السفر إلى دولة أخرى قبل التوجه إلى باكستان، وبعد الوصول هناك والإقامة في فندق تبدأ عمليات الاتصال والتجهيز للخروج إلى أفغانستان، من خلال عمليات التهريب، إلى جانب أن عمليات السفر إلى باكستان قد تكون بجوازات مزورة. وأضافوا: بعد الوصول إلى معسكرات الجهاد تبدأ عمليات التدريب «المعنوي» من خلال بث فكر «التكفير» في نفوسنا، ثم يتبعها عمليات التدريب على السلاح. وأشاروا إلى أن الحياة داخل معسكرات الجهاد تتسم بالتناقض والرغبة في السيطرة وحب النفوذ، مشيرين إلى أن الصراع بين العناصر المتواجدة داخل هذه المعسكرات يبدأ من الانقسام، واضعاف الرأي المخالف، وينتهي بعدم السلام على بعض. وأكدوا أن تغلغل فكر «التطرف» في المجتمع نشأ من وصول الكتب الدينية التي كانت موجودة في معسكرات «الجهاد» إلينا، إلى جانب الدراسة مع عدد من المتأثرين بهذا الفكر، مشيرين إلى أن عددا كبيرا من الشباب الذين ذهبوا إلى أفغانستان قد شوشت أفكارهم وعادوا خناجر في ظهر أوطانهم وأهليهم. وفيما يلي نص حديث المشاركين في الحلقة: داخل المعسكرات ٭ سعيد الغامدي: هو كان الملتقى في باكستان طبعاً تقريباً قرابة ثمانية شباب كنا على دفعات أربعة ثلاثة فدخلنا إلى أفغانستان عن طريق تهريب طبعاً كنا ثلاثة مجموعات فدخلنا تهريب إلى أفغانستان. ٭ محمد أبوحسنة: اتصل علي الشخص الموجود في باكستان أقول له في شخص جاي لك يقول لي طيب جيد؟ متى بيجي؟ أقوله في الوقت المعين يخرج من هنا الشخص على طائرة من جدة أو السعودية إلى الإمارات أو من السعودية إلى باكستان أو من السعودية إلى قطر أو إلى البحرين يعني دول يمر بها بعض الاخوة لا يذهبون مباشرة إلى باكستان يروحون إلى أي دولة ثانية ابعاداً للأنظار إذا وصل إلى باكستان يتصل علي أعرف مكان الفندق ورقم التليفون حق الفندق واتصل على الشخص الموجود في باكستان الي يدخله إلى داخل أفغانستان وأقول له هو موجود في فندق كذا في رقم الهاتف كذا يستقبلونه يأخذونه من داخل الفندق يدخلونه وبعد ينتهي الأمر اللي عندي. ٭ سعد كناني (مجاهد سابق): أما المعسكرات التي كانت هناك معسكر صدي وقد كان معسكراً حدودياً معسكر خلدن وقد كان في ولاية بكتيا داخل أفغانستان معسكر الفاروق وكان أيضاً في بكتيا لكن في الجزء الجنوبي من داخل أفغانستان وسمعت أيضاً عن معسكر اسمه جاوه.. هذه المعسكرات كان يتدرب فيها عشرات وأحياناً مئات وأحياناً آلاف الشباب المسلم، بالنسبة لمدة التدريب كانت تتراوح بين أسبوع أو أسبوعين أو ثلاثة أشهر أو ستة أشهر حسب مدة مكوث الشخص في أفغانستان. ٭ سعيد الغامدي: وهناك كان فيه مضافة العرب أو ما يسمى مضافة استقبال الشباب يعني فجلسنا فيها تقريباً قرابة الأسبوع حتى يتزايد العدد. ٭ محمد أبو حسنة: يعني هذي الأربعين اللي ساعدتهم ولي علاقة فيهم وراحوا بجوازات مزورة والبقية كثيرة والله ما اذكر عددا معينا لكن أكيد العدد ما هو قليل. ٭ زياد عسفان: دخلت معسكر يعتبر من أكبر وأقوى المعسكرات في أفغانستان وكان يعطي دورات مكثفة وقوية وطويلة والمعسكر معروف اسمه معسكر الفاروق حتى يسمى هذا المعسكر معسكر الكوماندوز العرب. ٭ سعيد الغامدي: بعد ذلك ذهبنا إلى معسكرات تدريب الشباب جلسنا فيها تقريباً قرابة شهر ومن ثم خلصنا التدرب الآن وهو التدريب العام ومن ثم على حسب هواية الشخص يا انه يدخل تدريبات خاصة أو مثلاً يذهب إلى الخط، فجلست تقريباً بعدما خلصت التدريبات العامة ذهبت إلى الخط تقريباً جلست فيها قرابة يومين، طبعاً الخط كان في كابول والمعسكرات كانت في قندهار. ٭ سعيد الكناني (مجاهد سابق): بالنسبة للاعداد المعنوي كانت دروس في العقيدة في الحقبة الأولى ودروس في الفقه وكانت الأمور واضحة وجلية حسب توجيهات المشرفين على تلك المعسكرات في المرحلة الثانية ربما اختلف الأمر الأخير وهو التدريب المعنوي فاستغلت بعض الجماعات الإسلامية الدروس والشباب هناك لبث أفكارهم التكفيرية في عقول أولئك الشباب الذين استسلموا لها. ٭ زياد عسفان: عرض علي البقاء في أفغانستان كفرد يحمل هم الإسلام يحمل لواء الإسلام حتى أكون جنديا في جيش يعني سيكون نواة للإسلام.. بناء على حديث وكان قاعدة لهم، «لا يغلب أو لا يهزم جيش من اثني عشر ألف مقاتل»، فكانت يعني كانت مسألة عند الاخوة هناك في أفغانستان نواة للإسلام تكوين جيش من اثني عشر مقاتل يعني الله سينصرهم الله يهزموا أو يغلبوا من قلة. ٭ سعيد الغامدي: المعسكرات هناك مقسمة، فمعسكر الليبيين فقط في حال، ومعسكرات المصريين لهم فيه لحال الظاهر قله قليل تجد في معسكرات الخاص في «الشيخ بن لادن» يعني اثنين أو ثلاثة من المجموعة المصريين واحد أو اثنين من المجموعة الليبية وثلاثة أو أربعة من المجموعة الباكستانية. ٭ عبدالله خوجة: فكانت لهم منطقة غير المنطقة التي أنا فيها بين المنطقة التي احنا فيها والمنطقة التي هم فيها نهر يجري ما يختلطوا معانا ولا يصلوا معنا ولا يأكلوا لهم مكان معين غسيلهم معين، نفس المعسكر هذا معسكر خلدن فيما كنا نختلط بيهم وكثير من الشباب ما كان يرى ان يختلط بهم، حتى أخلاقهم كانت أخلاق تعسفية شديدة كذا قاسية. ٭ سعد الكناني (مجاهد سابق): وجدت الجماعات الإسلامية ان تلك المعسكرات بيئة خصبة لبث أفكارها المشحونة ضد بلدانها وضد حكوماتها فكانت فيما يبدو بتصور عام أفكاراً انتقامياً من أولئك الذين ضغطوا عليهم في بلدانهم. ٭ وليد خان: المهم كنت مستاء من القعدة شوي هناك ما فيه شي قعدة ما فيه ولاحظت الجماعة بجد أوضاعهم تعبانة وفي نفس الوقت كنت أكلم الشباب هنا يقولوا الزرقاوي وما الزرقاوي قلت لهم طيب يا جماعة الزرقاوي هو ماسك الشغلة كلها هنا، قالوا هذي المشكلة قالوا وش الحل قلت الحل اننا حنا نعطيهم فلوس على أساس نوجههم توجيها سليما مثل ما يشاع الآن يعني تسكت أغلب المشايخ توجيه سليم ما عندهم تكفير وهجرة مثل هنا في افغانستان قالوا لا والله بحكم انك هناك في وجه المدفع تقدر تبدأ مشروعك من هناك قلت انا ما عندي مشكلة انا احتسب الاجر ما دام الشغلة كذا طيب.. احنا نبي نطلع ننتشل الأنصار من الوكر اللي طايحين مع الزرقاوي نوجههم الوجهة السليمة ما نبي نطيحهم بالزرقاوي المنهج الحاصل الآن في العراق. الدعم - سعد الكناني (مجاهد سابق): أهم مصادر تمويل الجهاد الأفغاني في المرحلة الأولى هو وقوف العالم الإسلامي بأسره مع الجهاد الأفغاني بصف واحد وبفتاوى واضحة من المشايخ المعتبرين.. أما في المرحلة التي تليها فكان هناك عدة قنوات تمول تلك المعسكرات بطرق مختلفة. - وليد خان: يعني أصير معهم في مجموعة تحت تنظيم الزرقاوي جاني واحد منهم «أمير» أحدهم جالس هناك كجس النبض كان لي لأنه تقريبا لي نشاط كنت أروح وأشوف وأتعرف على فلان وعلان فصرت دائما أتردد على القيادة أقابل «الأمراء» هنا.. فصار لي بعد حساب شوي العرب هناك ما عندهم اهتمامات قاعدين لكن أنا ما أحب أقعد فاضي وشافني فقال لازم هذا نستغله فجس نبضي جاني عطاه واحد مصري ثلاثمائة دولار قال عطها (ابو عزام) قله خلك أنت المسؤول المالي للشباب جاني الأخ قالي امسك الفلوس ابو محمد قال لي قلت من أبو محمد فهمتها أنا انه جس نبض ليش يعطيني ثلاثمائة دولار مبلغ بسيط ليش ما عطاني أربعين ألف وثلاثين ألف أو ثلاثة آلاف أو خمسة آلاف أكيد يعني جس نبض قلت له ليه هو عاوزك تبقى مسؤول عن الشباب قلت له لا يا حبيب مين هو على شان يحطني مسؤول مالي وهو مين ولا أنا معاه ايش يعني هو بيقولك انت بتنفع للموضوع ده وما أدري كيف. يا ابن الحلال شل فلوسك وامشي انا مالي علاقة رفضت.. وبعدين جاني قال لي ليش رفضت الفلوس يا أخي حرام عليك اشتغل معانا.. فهمت انه يبغى أن هناك واحد جاي من السعودية مثلا مو مثل اللي جاي من مصر أو جاي من الأردن يعني هذا له وضع خاص هذا وراه فلوس وراه ناس وراه عرب وراه يعني وضعه خاص لازم يستغل داخل بأكبر قدر ممكن. الأفكار داخل المعسكرات - سعد الكناني: من الأسباب التي اتخذتها الجماعات الإسلامية المتطرفة أو التكفيرية في إقناع الشباب بتوجهاتها العاطفة فمن المعلوم إن الشاب له عاطفة جياشة ولم يخرجه إلى تلك المواقع الجهادية إلا حبه لدينه وتعاطفه مع اخوانه المستضعفين فتجيّش هذه العاطفة في نفسه وتعظم ويقنع بأنه لا سبيل لخلاص الأمة إلا بالحل العسكري، أيضاً حقيقة من الأساليب الحماس الزائد عند الشباب يُستغل استغلالا بالغا ومن الأساليب أيضاً الاستدلال أيضا بظواهر النصوص.. من الأساليب اطلاع الشاب على بحوث شرعية اطلاع الشاب مثلاً على بحوث سياسية، أيضاً من الأساليب اقناع الشاب كلاميا وأحيانا إخراجه من ساحة الجهاد إلى أماكن أخرى يقنع فيها انه هو موطن الجهاد الحقيقي فيكون قد أُخرج عن هدفه الذي خرج من بلده لأجله. - عبدالله خوجة: إذا أي إنسان جاي من دولة عربية أو دولة إسلامية يحاولون أن يلتفوا حوله حتى يؤثروا عليه بأفكار ويضغطوا عليه إذا رضي أخذ منهم كان حبيبهم وكان يودوا له مودة خاصة وإذا شافوه يسلموا عليه ويبتسموا، إذا كان خالفهم في الرأي أو خالفهم في المعنى وإلا ما كان سحب نفسه يعني انحاز لفئة ثانية ما استمع لهم ما أعطاهم تركيزا معينا كانوا ينقموا عليه حتى والله السلام ما يسلموا عليه. - محمد ابو حسنة: هو موجود الفكر لكن استطاع كثير من الأشخاص أو كثير من الناس أن ينشره في أفغانستان لأن في أفغانستان ما عندك حدود ولا عندك قيود يعني فيه موجودين في المملكة ناس على نفس الفكر ولا راحوا لأفغانستان لأنه يقرأ كتب جايه من بره أو يدرس مع ناس تأثروا في أفغانستان لكن الشاهد في أفغانستان يستطيع كل شخص يقول ما عنده بلا أي قيد. - سعد الكناني: المرحلة الأخيرة تضرر كثيراً الشباب الذين ذهبوا إلى أفغانستان في وقت الفتنة من تلك الأفكار وتشوشوا بها وعادوا خنجرا في ظهر أوطانهم وأهليهم. الندوة التلفزيونية والإذاعية وعقب انتهاء حديث المشاركين في الحلقة تم عرض ندوة متخصصة حول الموضوع، بمشاركة نخبة من المتخصصين، وقد تناولت الندوة بيان أسباب انخراط الشباب في معسكرات التدريب المقامة في مناطق الصراع وبيان طبيعة تلك المعسكرات وأساليب التدريب فيها، الى جانب علاقة ما حدث في تلك المعسكرات بواقع التطرف اليوم داخل الدول الإسلامية المختلفة، وبيان الارتباط بين الجماعات المغالية التي تدير معسكرات التدريب والمخططات التدميرية، كذلك بيان حقيقة العلم الشرعي الذي يدرس ضمن برامج التدريب في تلك المعسكرات، وبيان أساليب الإقناع التي تتبناها جماعات التطرف في تلك المعسكرات ووسائل استمالة الشباب، اضافة الى كشف وابراز العوامل الاجتماعية المؤدية للانخراط في معسكرات التدريب، واقتراح البرامج الكفيلة بتحصين الشباب ضد الانخراط في المعسكرات.