بعد ترقب دام أربعة أشهر لاحت القرعة للسعوديين وابتسمت وبددت المخاوف التي كانت تنتظر إجراء القرعة المونديالية، فبعد 24 ساعة من مراسم حفل القرعة التي أقيمت في مدينة لا يبزج الألمانية تبدو علامات الارتياح ظاهرة على وجه الشارع الرياضي السعودي من القرعة التي أبعدتهم عن لقاء عمالقة العالم كالبرازيل وألمانيا والأرجنتين وفرنسا وانجلترا مما يعني إبعاد المخاوف التي كانت تتردد خشية تلقي خسائر كبيرة . فباستثناء المنتخب الأسباني المصنف في المستوى الأول تبدو المهمة أمام المنتخب الأوكراني والتونسي ليست مستحيلة وتعطي أملاً كبيراً بإعادة سيناريو مونديال 1994 حينما تأهل الأخضر إلى الدور الثاني بعد انتصارين أمام المغرب وبلجيكا وخسارة من هولندا . في هذا التقرير سنستعرض منتخبات المجموعة الثانية وكيفية وصول كل منها إلى النهائيات . أسبانيا لغز محير المنتخب (اللغز) الذي يتألق في مواجهات عديدة ويفشل في بطولات كأس العالم لم يكن تأهله للمونديال أمراً سهلاً فقد احتاج الأمر إلى مباراة فاصلة (ملحق) جمعته بالمنتخب السلوفاكي، فالمنتخب الأسباني لعب 10 مباريات في المجموعة السابعة من تصفيات كأس العالم لقارة أوروبا، فاز في خمس وتعادل في مثلها رغم أن مجموعته لم تكن صعبة حيث كانت تضم كلا من (صربيا - البوسنة - بلجيكا - ليتوانيا - سان مارينو). الكثير من المتابعين يرون أن الكرة الأسبانية الآن لا تعيش أفضل حالاتها الكروية حيث تراجع مستوى المنتخب بشكل كبير منذ الخروج من مونديال 2002 ، شارك المنتخب الأسباني في بطولة أوروبا 2004 وخرج من الدور التمهيدي بعد فوز يتيم على روسيا بهدف واحد . أوكرانيا منتخب (شفشينكو) تعد أوكرانيا من أوائل المنتخبات التي أكدت حضورها رسمياً للمونديال الكبير، فهي قد تتصدر وبجدارة منتخبات المجموعة الأوروبية الثانية التي كانت تجمعها مع كل من (تركيا - الدنمارك - اليونان - ألبانيا - جورجيا - كازاخستان)، وتعتبر تلك المجموعة هي الأسهل في التصفيات الأوروبية . أوكرانيا لعبت في التصفيات 12 مباراة فازت في 7 وتعادلت في 4 وخسرت مباراة واحدة من تركيا، ويعتمد المنتخب الأوكراني على قدرات لاعبه النجم العالمي (شفشينكو) بشكل كبير حيث يتناوب هو وزميله (أندريه هوسين) على تسجيل غالبية أهداف المنتخب الأصفر في لقاءاته الدولية الأخيرة، ويتميز المنتخب بخط دفاع قوي منظم ولم يلج في مرماه سوى 7 أهداف من 12 لقاء تونس (الكتاب المفتوح) قد تبدو مهمة متابعة المنتخب التونسي ومعرفة مواطن القوة والضعف هي الأسهل لنا كسعوديين من خلال متابعة المنتخب التونسي في سنواته الأخيرة وخصوصاً منذ مونديال 2002. فقد كان تأهل المنتخب الشقيق إلى المونديال مثيراً ومميزاً حتى لحظات لقائه الأخير مع المنتخب المغربي الشقيق حينما تكفل مدافع المنتخب المغربي طلال القرقوري في تأكيد الحجز التونسيلألمانيا عندما سجل هدفاً في مرمى منتخب بلاده عن طريق الخطأ. تونس لعبت في المجموعة الأفريقية الخامسة بجانب كل من (المغرب - غينيا - كينيا - بتسوانا - ملاوي) لعبت عشر مباريات فازت في ست وتعادل في ثلاث وخسرت لقاءً واحداً أمام غينيا التي فشلت في التأهل. الجدول في صالح الأخضر على عكس المونديالات السابقة التي كان فيها منتخبنا يستفتح المواجهة بأقوى المنتخبات كهولندا وفرنسا وألمانيا، سيبدأ منتخبنا مشواره بلقاء شقيقه العربي (منتخب تونس) في آخر يوم من مواجهات الجولة الأولى في الاستاد الدولي الجميل بمدينة ميونخ (جنوبألمانيا) والذي سيحتضن لقاء الافتتاح، ثم سينتقل منتخبنا إلى مدينة هامبورج (في أقصى الشمال) ليلاقي المنتخب الأوكراني، وملاقاة المنتخبين التونسي والأوكراني ستخفف كثيراً من عبء اللقاء الثالث في حال أن استطاع منتخبنا تحقيق نتيجة مميزة ليبقى لقاء أسبانيا (الأصعب) في مدينة (كايزرسلوترن) والتي تقع في الجنوب الغربي من ألمانيا. صحيح أن تنقلات المنتخب بين شمال وجنوبألمانيا قد تبدو مرهقة خصوصاً وأن ذلك سيكون خلال مدة قصيرة لا تتجاوز أحد عشر يوماً إلا أن تفاوت مستوى المنتخبات وتصاعدها تدريجياً كانت أمنية لكثير من المتابعين متى ما تم استغلاله بشكل جيد. القرعة ابتسمت ولم تضحك ان كنا قد لمنا القرعة في بطولات سابقة حينما أوقعتنا مع منتخبات قوية، إلا أن هذه المرة يبدو أن القرعة لم تضحك وانما ابتسمت في وجه السعوديين وأعطتهم تفاؤلاً ودعماً معنوياً لإعادة إنجاز مونديال أمريكا .. هل يتحقق ذلك .. كل أمنياتنا مع الأخضر .