تأثرت القصيدة بالعامل الحسي المرئي لدى الشاعر وجسد ذلك النواحي التصويرية والتي يحرص الشاعر على ان تكون مقاربه للواقع. كما اثر هذا العامل الحسي على وجدانيات الشاعر وغالباً يكون هذا المؤثر في حالات العشق أو الاعجاب بالصفات. ومن تلك الحسيات حركة العين والخطوة ونوع الحركة والالتفاتة وهذه الاشياء من جماليات المرأة والتي تستخدمها كسلاح قوي ومؤثر في اصطياد الالباب واسر العقول ومن أمثلة التأثر الحسي على وجدانيات الشاعر: على الذي مشيه تخطى بهوني والعصر من بين الفريقين مرا ولعل اكبر المؤثرات الحسية على الوجدان هي العيون عندما تستخدم لغة الخزر وهي حركة للعين تتجلى فيها قدرة المرأة على استخدام جمالياتها وقد امتلكت صفات العين وتأثيراتها حيزا كبيرا في قصائد شعراء الغزل منذ القدم كون العين صورة لما يدور في خلجات الناس وعنصر يتم من خلاله التعبير بشكل قوي على الحالة كدموع الفرح والحزن: ابو عيون إليا قامت تخزري ترمى بالاسباب تذبح من تصيبه وهذا الاسلوب مستخدم منذ القدم وورد في الشعر العربي ما يؤكد على ان العين هي السهم الاول وقد وصفت بسهم الموت والحسام يقول التهامي: لها مقلة في رؤية العين مقلة وإن جربت فهي الحسام المجرب واستخدام الجماليات ووصفها بما يشابهها أسلوب متعارف عليه منذ القدم وهو يدخل في دائرة البلاغة والوصف والتقريب للصورة الى حقيقتها حتى تكون بليغة ومؤثرة لذا اصبح هذا المحور مقياسا لجودة القصيدة كونها ترسم لدى المتلقي الصور الذهنية لواقع الحال لذا حرص الشاعر المميز على اجادة هذا الفن الشعري يقول الشاعر عبدالله بن عون: والعين عين اللى جسر عقب توحيش أمير بيتى الحرار ووحشها ياخشف ريم ذار واوحى شوابيش بدو طلوع الشمس ذاره وغشها وعندما تكون الصورة خيالية فإن المؤثر الحسي يغيب عن المعنى بشكل يفقد القصيدة تأثير السلوك الناتج عن الجزء الجمالي وتبقى الصور مستعارة من الاطياف والاحلام وبقية الصور الخيالية مما يضعف القصيدة ويدخلها في قائمة السطحيات التي لا تجد عند المتلقي المتميز الرضا والقبول لذا اصبح الوصف الواقعي المفعم بالتصوير للمؤثرات الحسية هو بوابة الدخول لدى المتلقي.