بحمد الله أعود من معرض الرياض الدولي للكتاب الذي حضرته بدعوة كريمة من وزارة الثقافة والإعلام جالبا معي حصتي من نسخ هذا الكتاب الذي سعدتُ بنشره بعد مضي ما يقارب ثلاثة عقود من إعداده على يد أستاذي أ.د. عبدالواحد علام رحمه الله، وستكون كل كلمات الكتاب الذي كان أطروحة دكتوراه في جامعة أم القرى أمام الجميع كاشفة وفاضحة لكل ظن رسخ سوءه فكر متشدد ذات يوم أحاط بي تحت مقولات حداثي، علماني، يتبع المنهج البنيوي والأسلوبي، وفي صحوة الشمس التي تحيط بنا، ويظهر فيها صفو الفكر في بلادنا تأتي رؤية هذا العمل للنور، وسيقرؤه من ظن بي سوءا ذات يوم، ومن هو واثق بي فلن يجد الأول إلا حسرة على تعطيل عقله، وجعله الشقراء التي تعدو في مضمار الخيل، وربما وجد أن الأحوط به كان حسن الظن بأخيه، وتقديمه على سوء ظن عبث بتخيله إلى حد الاتهام في الدين، وسيزداد الثاني ثقة بأخيه، وربما وجد حُسن التأويل، ورحابة فضاء العقل حين تطلق طاقاته في استثمار حركة اللغة ونشاطها الفاعل. بحمد الله أصبحنا في صحوة لا تقبل الأدعياء على حراسة الدين، وتدعو إلى الفكر الذي يلتقي مع سماحة الإسلام وإنسانيته وضمانه لحرية الفكر الذي يستجلي آيات خلق الله ويعمر الأرض التي اُستخلف فيها الإنسان. بدأ الكتاب بمقدمة للدكتور معجب العدواني منحني من حسن الظن ما أنا دونه كثير، وعوضني عن تجهم وتزمت قوبل به العمل سماعا، وأثبت أن التنوير أقوى من أن يطوقه ويخفيه اتهام بالباطل، ويشوهه حشد حتى وإن راوغ أمانة اللوائح، وشواهد الحق. وختمته بملحقين: الأول تصريح المناقش الخارجي أ.د محمد الهدلق عن موقفه الإيجابي جدا من العمل. الثاني تقرير أ.د مصطفى عبدالواحد المناقش الداخلي بخط يده عن العمل، وفعلت هذا ليقف القارئ دون أن أملي عليه على أن العمل لم يكن مؤديا إلى تخرصات هذا التقرير الذي جعل الكلية آنذاك في حرج من مناقشة العمل. اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه.