قصيدة ( تراتيل العزلة ) ومن بعض أبياتها: بمن سوف أنجو .. زورق الليل مغمدُ وفي لجّتي سيفان .. نايٌ وموعدُ وصوتي الذي في الجبّ قد فاض ماؤهُ وفضّت لياليهِ التي كنت أشهدُ ولم أدرِ هل في الريح علّقتُ أضلعي وقد ينقض الإنسان ما ظلّ يعقدُ صعدت المرايا .. كلما خلتُ بهجةً تنبّهتُ أنّ الفقد من كان يصعدُ كأنّي وتطوافي غريران أنصتا إلى حكمة الأشجار والخطو ينفدُ وما نبتة الإفصاح إلا خرافة فلا الماء عرّافٌ ولا الظلّ يُحمدُ إلى أن أقول في ختامها : متى سوف لن أُجنى تراتيل عزلةٍ وأُشجي الندامى كلما قلتُ ردّدوا تجلّيت في نفسي فما كدتُ أنتمي أنا البحر والمجداف والعجز واليدُ أنا لعنة الطوفان أقصى رغائبي ظهوري على أرضٍ بها الشعر سيّد هي من أهم القصائد في تجربتي الشعرية ولا شك، وذلك لظروف عديدة توافرت لهذا النصّ بالذات، أولها توقيت كتابته فقد كتبت هذا النصّ في عام 2004 أي بعد صدور ديواني الأول (رهبة الظلّ - 2001م) بسنوات، وكان من أواخر النصوص التي كتبتها ثم أصدرتها في ديواني الثاني (تراتيل العزلة - 2005م). يعيش الشاعر، الشاعر الحقيقي طبعا، دوامة هائلة بعد صدور ديوانه الأول الذي يكون التلقي له احتفائياً ومتسامحا إن جاز التعبير، ولكن يطرح سؤالاً كبيراً.. وماذا بعد ؟! .. كنت في هذه المرحلة موفداً إلى دولة تركيا، وهذا مزيداً من الوقت للتأمل والمراجعة مع الذات فيما مرّ وما سيمرّ، وهذا يظهر جليّاً في أجواء القصيدة.. وما تسميتي للديوان باسم قصيدة "تراتيل العزلة" إلا تفضيل ضمني لهذه القصيدة وعرفاناً لها في الوقت نفسه. أيضاً عندما شاركت في برنامج "أمير الشعراء" في دولة الإمارات.. لم أتردد كثيراً أن أشارك بها في الحلقات المباشرة ثمّ تأهلي من خلال هذه القصيدة عبر قرار لجنة التحكيم مما جعل لها مصداقية أكبر لدى المتلقي العربي، ربما لديّ أيضاً.. ووفر لها مقروئية عالية من خلال متابعة الملايين للبرنامج، وخاصة الشعراء في جميع الدول العربية. أضف إلى ذلك أني ألقيتها بعد ذلك في كثير من المحافل العربية مما جعل لها حضوراً وجعلها تحظى بتفاعل من قبل متابعي شعر محمد ابراهيم يعقوب بالإضافة لوجودها على اليوتيوب من خلال البرنامج ومن خلال المشاركات التي توثق هنا وهناك.. ختاماً هل زالت هي المحظية لديّ، أقول أجل لأنها مثّلت تحولاً كبير في تجربتي نحو القصيدة التي أريد كتابتها وكان هذا مبكراً بالنسبة لتجربة الديوان الثاني، لكن الشاعر كل شاعر يعتقد أنه لم يكتب قصيدته الأجمل بعد، وهذا سرّ الكتابة الأكبر لكل مبدع.