ضغطت الولاياتالمتحدة على الحلفاء أمس لزيادة مساهماتهم في الحملة العسكرية التي تقودها ضد داعش والتي تقول إنها لابد أن تتسارع بغض النظر عن مصير الجهود الدبلوماسية المبذولة لإنهاء الحرب في سوريا. وبدأ وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر محادثات بعد ظهر أمس في بروكسل مع أكثر من 24 وزير دفاع بينهم الحليف الرئيسي المملكة العربية السعودية التي جددت عرضها لإمكانية إرسال قوات خاصة إلى سوريا. وجاء تحرك كارتر بعد يوم من توبيخ فرنسا للرئيس باراك أوباما ومطالبتها واشنطن بإبداء التزام أشد وضوحاً لحل الأزمة السورية حيث غيرت روسيا التوازن العسكري لصالح الرئيس بشار الأسد. وتجري المحادثات في حين يقود وزير الخارجية الأمريكي جون كيري تحركا دبلوماسيا في ميونيخ لإنقاذ جهود السلام المتعثرة التي تجري على الرغم من استمرار القصف الجوي الأمريكي لتعزيز وضع القوات الحكومية حول مدينة حلب. وسعى كارتر الذي تحدث إلى الصحفيين قبل محادثاته للفصل بين الجهود العسكرية والدبلوماسية. وقال كارتر للصحفيين "تركيزنا هنا سيكون على مواجهة داعش وهذه الحملة ستستمر لأن داعش لابد أن تهزم وسوف تهزم مهما كان ما سيحدث بشأن الحرب في سوريا". وأضاف "لكن من المؤكد أن انتهاء الحرب في سوريا سيؤدي إلى انحسار التطرف". وتأمل الولاياتالمتحدة أن يتيح لها اللقاء المباشر لوزراء دفاع التحالف الحصول على مزيد من الدعم لحملة عسكرية تهدف للسيطرة على معقلي تنظيم داعش في الرقة بسوريا والموصل بالعراق. واعلن كارتر ان الحلف الاطلسي «يدرس امكانية» الانضمام الى التحالف بقيادة واشنطن الذي يحارب تنظيم داعش في سورية والعراق، بعدما كان يرفض حتى الآن المشاركة مباشرة فيه. وقال كارتر خلال مؤتمر صحافي في بروكسل بعد اجتماع مع وزراء من دول التحالف «بفضل قيادة الامين العام للحلف الاطلسي ينس ستولتنبرغ، اننا ندرس امكانية انضمام الحلف الاطلسي الى التحالف كعضو كامل العضوية». وقال كارتر إن «الحلف الاطلسي بصفته عضوا جديدا سيقدم قدراته الفريدة» فضلا عن «خبرته في تعزيز القدرات لدى الشركاء على صعيد تدريب القوات على الارض وارساء الاستقرار في الوضع». طائرات وتدريب واستطلاع ويعتزم كارتر تقديم قائمة بالقدرات العسكرية المطلوبة التي تشمل -إضافة للقوة الجوية- تدريب القوات العراقية والمساعدة بجهود المخابرات والاستطلاع، وقال: إن الدول التي لا تستطيع المساهمة عسكرياً يمكنها المساعدة بطرق أخرى مثل تجفيف منابع تمويل داعش. وقال في كلمة ألقاها أمام وزراء دفاع التحالف "سوف ننظر جميعاً إلى الوراء بعد النصر ونتذكر من ساهم في الحرب". واضاف أن الحملة ستمضي بسرعة أكبر "إذا فعلت كل الدول الموجودة هنا في هذه القاعة أكثر". وتكهن وزير الدفاع الأمريكي بتحقيق "مكاسب ملموسة" ميدانيا خلال الأسابيع القادمة وهو مصطلح مبهم قد يشمل كل شيء من التقدم على الأرض إلى شن ضربات على قادة المتشددين أو البنية التحتية.