اكتظت الجنبات والساحات المجاورة لمقر المهرجان الوطني للتراث والثقافة في الجنادرية قبيل فتح الأبواب للجمهور.. آلاف الزوار استقبلتهم القرية، تجولوا في أجنحة وممرات المهرجان، وجذبهم العشق لمشاهدة موروثهم القديم والاطلاع على ثقافات مختلفة نقلت من شتى أرجاء الوطن المترامي الأطراف. المهرجان الذي اكمل عقده الثالث؛ أقبل عليه الآباء والأبناء مكونين حلقة من الترابط التاريخي، شكلت صورة بانورامية صورت لنا الأمس البعيد واليوم المزدهر والغد المشرق. عرض القديم والجديد مع واجهات التقنية تظهر التحول الحضاري الكبير في المملكة ثلاثة مشاهد مختلفة استوحيناها من مشاهدات الزوار.. المشهد الأول؛ نظرة الشيوخ الكبار في السن لموروث عايشوه لم يعد شيئا منه الآن، وأعادتهم الجنادرية لاستذكاره والحنين له واصفينه بالماضي الجميل على الرغم من قساوته ومعللين ذلك بالبساطة وعدم التكلف، كبار السن خلال رصدنا لهم داخل الأروقة التراثية يتبادلون أطراف الحديث فيما بينهم وكل منهم يحمل قطعة أثرية ويذكر صاحبه بمواقف حدثت لهم معها، ومنهم من يشرح لأحفاده كيف كانت حياتهم في الماضي. أما المشهد الثاني فهي نظرة الآباء التي كانت مزيجا بين الماضي والحاضر التي قدموها بالشرح الوافي لأبنائهم.. فيما كانت مشاهدة الأبناء وهي المشهد الثالث أكثر استغرابا مما شاهدوه من تاريخ وإرث لم يعد موجودا إلا في مقر مهرجان الجنادرية نتيجة النهضة التي تعيشها البلاد على كافة المستويات والأصعدة والتنمية المتسارعة التي تشهدها مناطقنا. ألوان شعبية وأغانٍ وأهازيج وطنية في جو ساده التآخي والتآلف بين أبناء الوطن في يوم أجواؤه المناخية أكثر من رائعة، يوم وطني بهيج طلت من خلاله الآلاف المؤلفة عبر نافذة المهرجان الوطني للتراث والثقافة على موروث الآباء والأجداد. مناطق المملكة جميعها وضعت تاريخها وموروثها وفنونها وحرفها، أمام زائر المهرجان الذي لن تكفيه زيارة واحدة للاطلاع عليها عن كثب ومعرفة جزئيات هذا التراث. مسرحيات وفعاليات ونشاطات مختلفة قدمتها الجهات المشاركة في المهرجان أضفت المتعة على الزوار. وسعت الجهات الخدمية إلى تقديم خدماتها للزوار، والإجابة عن استفساراتهم من خلال فروعها بمقر المهرجان، فبعض الجهات الحكومية خصصت فروعها بالمهرجان لإنهاء الإجراءات التي يحتاجها المواطن والمقيم في صورة من صور التسهيل على الزوار. واستمتع زوار المهرجان بما يقدمه الجناح الألماني «ضيف المهرجان» من أنشطة وعروض لاقت استحسان الجميع ونقلت ثقافة الألمان للاطلاع عليها عن قرب رغم التشديدات الأمنية والإجراءات التي جعلتهم يلزمون طوابير الانتظار للتفتيش قبل الدخول. مهن وآلات قديمة كالسيوف والرماح والخناجر والبنادق القديمة التي عرضت بأروقة المهرجان واجهتها في أحد الزوايا بالجنادرية، الأسلحة المتطورة من طائرات وراجمات الصواريخ ومدرعات والأسلحة الأخرى المتطورة. كما عرضت أساليب التعليم قديما ووسائله من الكتاتيب والجلود والأوراق العتيقة إلى جانب الأساليب في الوقت الحاضر. والواجهات التقنية والعلمية تقدم في صور جاذبة تشير إلى التحول الكبير الحضاري في جميع المجالات بالمملكة، والآت الري القديمة واجهتها المكائن الحديثة، وبيوت الطين والشعر واجهتها ناطحات السحاب والمباني الحديثة والجمال والخيل ووسائل النقل القديمة واجهها في المقابل القطارات والطائرات والمركبات الحديثة. المداخل شهدت ازدحام الزوار ركوب الهجن بجناح القصيم يستهوي الأطفال أب يشرح لابنه كيفية استخدام الحرف القديمة العروض الشعبية جذبت الزوار ألوان مختلفة تقدمها أجنحة الجنادرية استخراج الماء سابقاً «السواني» الإعاقة لم تمنعه من حضور المهرجان الكبير الراجمات الحربية بجناح القوات المسلحة إقبال جماهيري شهدته جنادرية 30 فرقة موسيقية داخل الجناح الألماني من الحرف اليدوية بجناح الإحساء (عدسة /عمار الملحم)