وسط حضور تجاوز 10 ملايين زائر وزائرة في أيامه الستة عشر حسب الإحصائيات الرسمية اختتم الجمعة المهرجان الوطني للتراث والثقافة في دورته التاسعة والعشرين والمقامة بقرية الجنادرية بنجاح كبير. وتفننت الأجنحة المشاركة في المهرجان في تقديم المتعة من خلال ما تقدمه من موروث لزوار الجنادرية، الذي امتزج مع الحضور الكبير الذي غصت به جنبات وأروقة وساحات المهرجان، مما بعث الحماس في مقدمي الموروث المشاركين ليبدعوا في تقديم العديد من القوالب التراثية التي تحاكي التاريخ العريق للملكة العربية السعودية، ومنطقة الخليج العربي ككل، من خلال مشاركة الكويتوعمانوالبحرينوالإمارات الدولة الضيف. فمن الهجيني والدحة الشمالية، إلى الزامل والعرضة الجنوبية، ومن السامري والفن الحساوي الشرقي، إلى المزمار والخبيتي الحجازي، مروراً بالعرضة والحويطي بالمنطقة الوسطى، والعديد من الألوان الشعبية التي احتضنتها قرية الجنادرية، بما فيها الفنون الشعبية لدول مجلس التعاون الخليجي، ومزجت فيما بينها لتعرف الأبناء بموروث الآباء والأجداد العريق. السوق الشعبي بقرية الجنادرية شكل حراكاً اقتصادياً كبيراً، وذلك نتيجة الإقبال الكبير من الزوار على اقتناء معروضاته، التي قدمتها جميع أجنحة إمارات المناطق، ودول مجلس التعاون الخليجي ممثلة بدولة الكويت وسلطنة عمان ومملكة البحرين، إضافة للدولة الضيف الإمارات العربية المتحدة، حيث احتوت هذا العام على "80" منتج يدوي معروضة للبيع. وسائل الترفيه في الماضي لاقت تفاعلاً ومشاركة من قبل الزوار الذين تعودوا على وسائل الترفيه الحديثة، فشاركوا في ألعاب مختلفة من التراث ومسابقات وألغاز تنوعت بتنوع الثقافات المناطقية، كما كان للعروض المسرحية التوعوية التي بعثت لزوار المهرجان، في أهمية الحفاظ على موروثنا وحضارتنا من الاندثار، والتي قدمت في قوالب كوميدية شهدت متابعة كبيرة، وحققت الهدف من هذا المهرجان في بيان ما غيبته وسائل الاتصال الحديثة من مفردات لم نعد نسمع عنها إلا في الجنادرية. التوثيق أصبح الشغل الشاغل للحضور، من خلال التصوير والتدوين للموروث، حيث حرص الكثير على التقاط الصور التذكارية من مقر المهرجان، وتوثيق العديد من معروضات المهرجان التراثية، ولم تعد زيارة اليوم الواحد كافية لاكتشاف ما تقدمه أروقة المهرجان، نظراً للكم الكبير من الفعاليات والعروض المميزة، وكذلك الحرف والمعروضات التراثية القديمة التي فاقت 300 حرفة يدوية والألوان الشعبية التي فاقت 55 لوناً شعبياً. مهرجان الجنادرية 29 شهد أيضاً حركة اقتصادية كبيرة، اضيفت للامتيازات التي حققها هذا العام، حيث كان حسن التنظيم والتطوير أبرز تلك الامتيازات، وكانت المحال في القرى التراثية والسوق الشعبي بجانب بعض الجهات الحكومية قد لاقت إقبالاً كبيراً من زوار المهرجان الذين تجاوز عددهم ملايين زائر، مما أسهم في حركة اقتصادية لافتة وكبيرة. كما تم الكشف المجاني على عدد من زوار المهرجان عبر الأجنحة الطبية والمشاركات المتميزة للجمعيات الطبية السعودية المختلفة، مثل جمعية السكري وطب العيون، والعيادات المتنقلة لمكافحة السرطان، وأمراض الكلى والأمراض المعدية، وفحص حاسة السمع وفحص الأسنان، بالإضافة إلى عربات التبرع بالدم، والتبرع بخلايا الدم الجذعية، وغيرها من الخدمات الطبية التي قدمت لزوار الجنادرية، عبر الأجنحة والأقسام المختلفة. المسارات بين الأجنحة تميزت بالتنظيم كثافة الحضور في اليوم الأخير الحركة التجارية أمام جناح القصيم الحضور في اليوم الأخير تجاوز مليوني زائر فن العمارة كان أبرز الحضور الأسر المنتجة أخذت فرصتها الأجنحة تسابقت هذا العام في إبراز موروثها