دعا الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبدالرحمن العطية مساء الخميس حلف شمال الأطلسي إلى التدخل للضغط من أجل نزع أسلحة الدمار الشامل في الخليج حتى لا تصبح المنطقة عالقة بين إيران و(إسرائيل). وقال العطية على هامش مؤتمر «الحلف الأطلسي وأمن الخليج» الذي عُقد الخميس في الدوحة «أناشد الحلف القيام بدور ايجابي من خلال الضغوط المباشرة من جهة وتوفير الضمانات الأمنية من جهة أخرى لإزالة هذه الأسلحة من منطقتنا بدون تمييز». وأضاف العطية في حديث لوكالة فرانس برس «لا نريد في هذه المنطقة أن نكون صندويتش بين سلاح هنا و سلاح هناك»، في إشارة إلى (اسرائيل) وإيران. لكن العطية حرض على أن يوضح «لا نقارن إيران بإسرائيل بحكم الجوار والعقيدة والقواسم المشتركة، لكن ذلك لا يمنع من الشعور بالقلق». وأضاف أن «البرنامج النووي الإيراني أصبح هاجساً مقلقاً للمنطقة والشغل الشاغل لجميع دول العالم (...) لكننا نطالب أيضاً بتفتيش ترسانة السلاح الإسرائيلية».و(إسرائيل) هي القوة النووية الوحيدة في المنطقة. لكنها لم تعترف ابداً بامتلاكها أسلحة نووية، لكن خبراء أجانب يؤكدون انها تمتلك 200 رأس نووية. وتسعى الأسرة الدولية إلى الحصول على ضمانات حتى لا تستخدم طهران برنامجها النووي لأغراض عسكرية. وقد بحث وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي في تشرين الأول/اكتوبر خلال جولة في المنطقة شملت البحرين والسعودية وسلطنة عمان والكويت في أزمة الملف النووي الإيراني مع قادة هذه الدول.وانتقدت إيران العطية بعد تصريحات بخصوص برنامجها النووي. وقال العطية في تصريحات نشرتها الصحف العربية الثلاثاء إنه «لا بد أن نعترف أن هناك غياباً لإجراءات بناء الثقة بين إيران والجانب الخليجي». وأكد أن «البرنامج النووي الإيراني يشكل هاجساً مشتركاً لنا في مجلس التعاون والعالم والحلف الأطلسي لأنه يشكل تهديداً لأمن المنطقة ومصالح الدول وتهديدا للأمن العالمي»، معتبراً أن «حصول إيران على أسلحة نووية سيؤدي إلى عدم استقرار المنطقة وحدوث سباق تسلح وإشاعة مناخ من عدم الثقة لا مبرر له».وقال العطية في حديثه مساء الخميس لوكالة فرانس برس تعليقاً على الانتقادات الإيرانية «هذا لا يفيد ولا يحل القضايا الخلافية. تعودنا على مثل هذه الردود التي لا تناقش لب القضايا وجوهر المواضيع التي تثير القلق». ورداً على سؤال حول تأكيد إيران أن برنامجها النووي سلمي، قال العطية «نتمنى ذلك. هذا تماماً ما ندعو إليه لأننا نريد إقليماً امنا وغير نووي»، مؤكداً أن «أي خلل في الميزان الأمني لأي دولة في المنطقة يؤثر على مجمل الأوضاع».من جهة أخرى، دعا العطية إيران إلى حل مشكلة الجزر مع دولة الإمارات العربية المتحدة سلمياً. وقال «نشعر بالقلق لعدم توجه إيران نحو حل هذه المشكلة سلمياً».وحذَّر المسؤول الخليجي من أن «تدخل المنطقة في سلسلة من الأفعال و ردود الفعل تؤدي إلى انتشار السلاح فيها»، مشدداً على أن إسرائيل «كانت أول من ادخل الأسلحة إلى المنطقة مما جعل دولاً أخرى تسعى حالياً إلى ذلك».وشدد على ضرورة «تعاون سياسي وحوار مشترك ومنتظم» بين دول الخليج والحلف الأطلسي، مؤكداً في الوقت نفسه أن «الشراكة الحقيقية لا بد أن تستند إلى رأي عام متفهم وداعم للمنطلقات والأهداف».وكان الجانبان افتتحا الخميس في الدوحة مؤتمراً حول «حلف شمال الأطلسي وأمن الخليج»، بمشاركة عدد كبير من الشخصيات الدولية. ووقعت أربع دول خليجية هي قطر والبحرين والكويت والإمارات العربية المتحدة مع الحلف في حزيران/يونيو من العام الماضي «مبادرة اسطنبول للتعاون».