فاصلة: ((الدجاجة التي تقاقي بصوت عال ليست تلك التي تبيض أفضل من سواها)) - حكمة صينية - أقترح على المسؤولين في مركز الحوار الوطني أن يعمموا تجربة نشر ثقافة الحوار التي بدأوها في وزارة التربية والتعليم على الإعلاميين والإعلاميات. حيث ذكرت الأستاذة وفاء التويجري رئيسة القسم النسائي بمركز الحوار الوطني لصحيفة الوطن مؤخرا أن إدارة الإشراف التربوي في الرياض تتعاون مع مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني في إقامة اللقاء التوعوي تحت عنوان «نشر ثقافة الحوار بين منسوبات التربية والتعليم»، وان المرحلة الأولى هي (إذابة الجليد) وتهدف إلى تهيئة منسوبات الوزارة لتقبل ثقافة الحوار وفهم أهداف المشروع. أما المرحلة الأخيرة وهي التنفيذية فتهدف إلى تنمية مهارات وآداب الحوار لدى التربويات ونشر العادات الحوارية السليمة في البيئة التعليمية، وتتضمن هذه المرحلة إعداد حقائب تدريبية عن آداب الحوار وفنونه وتطبيقاته (حقيبة المدرب، والمدربة، والمادة العلمية للحوار) من قبل المركز، وعقد سلسلة من الورش التدريبية، وذلك لإعداد كوادر بشرية قادرة على الاضطلاع بمهام التدريب في المدارس ومتابعة تطبيق مشروع (مجالس حوار المعلمين). أقول ذلك بعد أن حضرت ندوة الإعلام والحوار الوطني وربما كنت متيقنة من هذه الفكرة حتى قبل أن احضر الندوة إن التواصل بين الإعلاميين أنفسهم مفقود ولا لغة للحوار فيما بينهم إلا من رحم ربي. كنت أسائل نفسي هل كنا في القاعة نلبس الأقنعة ونطالب المجتمع بالوعي بآليات الحوار بينما نحن في قناعة أنفسنا لا نتقبل النقد ولا نتحاور مع الآخر بعيدا عن اختلافه عنا. الندوة بحد ذاتها فكرة ممتازة تجير لمركز الحوار الوطني الذي استطاع جمع هذا العدد من الإعلاميين ،حوت الندوة مختلف أوراق العمل لكنها تأرجحت ما بين الحوار والإعلام ولم تتضح صورة أو هوية معظمها ،بعضها كان علميا وبعضها عبارة عن انطباعات صاحب الورقة وكأنه مقال صحفي، والبعض الآخر تمركز حول الأنا فكان استعراضا للتجربة الإعلامية الشخصية !! كنت أحب أن نحادث أنفسنا بشفافية قبل أن نعتلي المنصات ونطالب الآخرين بالحوار... إذا وجدت إعلامياً يقول بالفعل ما يتحدث به أو ما يكتبه فأنت محظوظ... إنهم قلة ويعانون لأنهم كما الاستثناء يكون دوما مخالفاً للقاعدة.