في مجال خوض مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، سباق نشر ثقافة الحوار في أوساط المجتمع، أعلن نائب الأمين العام للمركز الدكتور فهد السلطان، أنه تم تدريب أكثر من نصف مليون مواطن ومواطنة، «70 في المئة منهم عاملون في مجال التربية والتعليم»، موضحاً أنهم مع «بدء طرح التدريب على الحوار في المجتمع واجهوا مشكلات تتمثل في عدم وجود مراكز متخصصة في ذات المجال»، إلا أنهم توصلوا إلى «نجاحات مثمرة بعد قام المركز بإعداد حقائب تدريبية متكاملة واسهم في تدرب 1800 مدرب ومدربة في مناطق المملكة»، كاشفاً عن سعي المركز لتدريب 5 ملايين سعودي خلال ال5 سنوات المقبلة، عبر الشراكات التي يعقدها مع الجهات الحكومية والأهلية. وقال السلطان في اختتام الدورة التدريبية الأولى، التي نظمها المركز للإعلاميين في مدينة الرياض، أول من أمس: «لا بد من نشر الوسطية والتعددية في المجتمع، وأن نكون قادرين كمجتمع على التحاور مع أنفسنا وحتى مع المختلفين معنا من المدارس والمذاهب الأخرى»، مضيفاً: «بحكم التأثير الاقتصادي الكبير للمملكة فلا بد أن يمتد حوارنا مع العالم أيضاً، فترسيخ مبادئ الحوار أصبح ضرورة استراتيجية وليس خياراً»، مشدداً على أن «مركز الحوار الوطني لا يريد أن يكون الحوار كلمة عامة تردد كل حين فقط بل واقعاً عملياً له تطبيقات في الحياة اليومية»، مبيناً أن المركز يستهدف خلال المرحلة المقبلة «تأصيل سلوك الحوار وجعله عملاً وممارسة بين أوساط الشبان والشابات». وشارك في الدورة التدريبية للإعلاميين التي كانت بعنوان: «حول مهارات الاتصال في الحوار»، وامتدت ليومين، ل «نشر الثقافة الحوارية وقيمها المتمثلة في التسامح والوسطية والاعتدال» 30 إعلامياً من مختلف وسائل الإعلام، إذ تم خلال الدورة «استعراض مجمل الحقيبة التدريبية المتضمنة على قيم الحوار وأدبياته، من خلال إبراز العناصر المهارية التي يجب أن يتحلى بها المحاور، وأخلاقيات الحوار وآدابه المستقاة من الشريعة الإسلامية». وأشار نائب الأمين العام أن المركز «اعد برنامجاً تدريبياً خاصاً لمنسوبي وسائل الإعلام المختلفة كجزء من خطته التدريبية الشاملة وسيتم تنفيذه في خمس مناطق قريباً، بهدف ترسيخ قيم الحوار وقبول الرأي الآخر»، مؤكداً أن «وسائل الإعلام تعد مصدراً مهماً من مصادر التوجيه والتثقيف في أي مجتمع، وهي ذات تأثير كبير في جمهور المتلقين على رغم الاختلاف والتباين في اهتماماتهم وتوجهاتهم ومستوياتهم الفكرية والأكاديمية والاجتماعية، وهذا ما يكسبها أهميتها في عملية بناء المجتمعات، وبذلك يلعب الرأي العام دوره في تحديد الأشكال الاتصالية الإعلامية». وأشار السلطان إلى أن «هذا البرنامج من أهم البرامج التدريبية التي يعقدها المركز لنشر ثقافة الحوار وآدابه، إذ تمثلت في الاطلاع على الأسس الحوارية وفهمها عبر شواهد كثيرة لبيان أهمية الحوار وفهم الأسس الحوارية الأصيلة»، موضحاً أن «المشاريع التدريبية التي ينفذها المركز لتدريب المدربين وتأهيل القيادات في مجال التدريب على ثقافة الحوار هي برامج متقدمة في مجال التدريب بالمملكة، إذ تشتمل على العديد من البرامج التي تنوعت ما بين المواضيع النظرية وأوراق العمل وورش العمل والندوات الحوارية وتصاميم البرامج ومواضيع المهارات المتقدمة في فن التدريب وحلقات النقاش وكذلك التطبيقات العملية».