تعد السياحة الصحراوية في منطقة حائل أحد أهم عوامل الجذب السياحي وذلك لما تمتلكه المنطقة وتحديداً صحراء (النفود الكبرى) من مزايا تؤهلها لأن تحتل مكانة مرموقة على خارطة صناعة السياحة الداخلية.. ويعود الفضل في ذلك إلى قربها من مدينة حائل واحتضانها لأجمل الكثبان الرملية التي تنفرد بارتفاعاتها الشاهقة ومنحدراتها السحيقة لتجعل من ممارسة التطعيس مغامرة شيقة تستحق التجربة والاهتمام. وقد حققت ممارسة هواية التطعيس في الآونة الأخيرة شهرة واسعة بين شباب المنطقة وزوارها وشكلت هذه الهواية إحدى أبرز الفعاليات رواجاً وجذباً للسياح وخاصة المهتمين بالسياحة المرتبطة بعناصر الإثارة والتحدي والتشويق والتي تحولت بدورها من ممارسات فردية إلى تظاهرة سياحية تجتذب الآلاف من المتفرجين والمغامرين من شتى أنحاء المملكة ودول الخليج. ومع كل هذا الزخم والانتشار الذي حققته هواية التطعيس إلا أن هناك الكثير من العقبات التي تعترض مسيرة تطوير وتقنين هذه الفعالية لتحتل المكانة التي تستحقها اسوة بالفعاليات التي تنظم في جميع دول العالم بالاستفادة من المقومات الطبيعية والجغرافية لتلك الدول. تذلج صحراوي يقول متعب سعود القنون ل «الرياض» بصفته أحد منظمي هذه الفعاليات والمولعين بها: نشاهد ونسمع ما تقوم به دول العالم من استثمار حقيقي للمقومات الطبيعية والجغرافية كأحد عوامل صناعة السياحة في تلك الدول ففي دول المرتفعات الجليدية تجد هناك هواية التزلج على الجليد وفي الشطآن نجد المسابقات المائية ورياضة الغطس واكتشاف الأعماق وفي المناطق السهلية هناك الراليات والأنشطة الأخرى وحتى المناطق الجبلية قد تحولت بدورها إلى استثمار يحقق عوائد مجزية عبر تنفيذ رحلات تسلق الجبال واكتشاف المجهول، مضيفاً بأن كل ذلك يتم بدعم ومؤازرة المسؤولين والجهات الإعلامية. ولفت القنون في هذا السياق إلى أن فعاليات التطعيس لا تحظى بالدعم الكافي الذي من المفترض أن تناله قياساً على ما تحققه حتى الآن من انتشار واسع عبر جهود الأفراد وأصحاب السيارات الذاتية. وقال نحن بحاجة إلى وقفة حقيقية تمكننا من النهوض بهذه الفعالية إلى مستويات عالمية خاصة وأن لدينا كافة المقومات الطبيعية والجغرافية لتنظيم فعاليات نراهن على استقطابها لملايين الزوار إذا ما نفذت بالشكل اللائق. وأضاف يقول إننا نمول هذه الفعاليات على نفقتنا الخاصة ولا نجد التشجيع والدعم الكافي من المسؤولين ونتطلع إلى أن يوضع التطعيس على رأس قائمة عوامل الجذب السياحي في المنطقة. وطالب القنون بأن تنظم هذه الفعاليات عبر الجهات الرسمية وأن تشكل لجان أو رابطة ومقر لاحتواء الشباب الراغبين في التطعيس والذين تحول الكثير منهم إلى محترف يمكنه مقارعة أعتى قائدي الراليات في العالم. مشيراً إلى أن هناك دولاً قد تبنت هذه القضية ودعمتها وحولتها إلى فعالية سياحية استطاعت جذب السائح الخليجي بل والأجنبي معاً مبيناً في هذا الصدد إلى أن المقومات الطبيعية التي لدينا أفضل بكثير مما لديهم حيث اعتمدوا في تشكيل الكثبان الرملية على الجرافات لتكوينها بشكل اصطناعي فضلاً عن قلة الارتفاع مقارنة بكثبان حائل الرملية التي تصل إلى أكثر من 150م على الأغلب. وأكد على أن لجنتهم غير الرسمية تسعى للحصول على مظلة حكومية تجمع الهواة والمحترفين لممارسة هذه الفعاليات التي استطاعت حتى الآن اجتذاب الجماهير من مختلف الأعمار وحتى العوائل التي تحرص على الحضور كل خميس للفرجة مبيناً أن التوقيت قد اختير بعناية وذلك لاستيعاب أكبر شريحة ممكنة من الشباب بدلاً من تسكع الكثيرين في الشوارع وخاصة في عطلة نهاية الأسبوع. من جهته أكد متعب فهد السبهان أن هواة التطعيس يتكبدون مبالغ طائلة في تجهيز سياراتهم غير التقليدية ويضطر الكثير منهم إلى جلب قطع غيار (الترهيم) من كندا وأمريكا للحصول على أفضل النتائج موضحاً أن هناك أسراراً لتلك السيارات لا يمكن البوح بها لأي كان وأن تكاليف ترهيم سيارة التطعيس تصل إلى 100 ألف ريال أما في الحد الأدنى فإن التكاليف لا تقل عن 35 ألف ريال بحسب إمكانات صاحب السيارة. ورأى متعب أن الوقت قد حان إلى تحويل هذه الجهود الفردية المحدودة إلى فعالية سياحية حقيقية بكل أبعادها تحمل كل مقومات النجاح والاستمرار. وقال نحن لدينا أفضل مقومات النجاح في صحراء النفود الكبرى للترويج للسياحة الداخلية المعتمدة على عوامل المغامرة والإثارة ولعل الحضور والتفاعل الشعبي والجماهيري خير دليل على ذلك. أخيراً لقد أصبح التطعيس بالفعل مصطلحاً سياحياً هاماً في أجندة السياحة الداخلية.. ولكن تظل الكثير من الأمور التي يجب أن تتحقق حتى تستطيع هذه الظاهرة الجديدة من شق طريقها لتصبح فعالية عالمية تجتذب المتنافسين من شتى دول العالم.. خاصة وأن لدى هذه الفئة من الشباب أسباباً منطقية تتكامل وتوجهات الجهات ذات الصلة بصناعة السياحة الداخلية..