يشي رفع العقوبات الدولية عن إيران والفورة الدبلوماسية التي قادت إلى إخلاء سبيل أميركيين معتقلين في إيران بأن فجرا جديدا على وشك البزوغ. غير ان أي شخص يأمل في حدوث تغيرات سريعة في الداخل والخارج قد يصاب بخيبة أمل شديدة. فقد يعمل تنفيذ الاتفاق النووي على تحسين وضع اقتصاد إيران المتهالك ويحسن من علاقة طهران بالعالم الخارجي. غير انه سينقضي وقت طويل قبل ان تهطل الفوائد الاقتصادية على الايرانيين العاديين. كما أن الرئيس حسن روحاني سيواجه معارضة داخلية قوية من قبل المتشددين الذين يرون انه قدم الكثير من التنازلات مقابل الاتفاق النووي والذين يخشون من ان يؤدي انفتاح ايران على العالم الخارجي الى جعل بلادهم عرضة "للمؤثرات الثقافية الخارجية الفاسدة". وفي خلال الاشهر التى انتهت بوضع الاتفاق موضع التنفيذ هذا الاسبوع نفذت السلطات الايرانية حملة جديدة من تكميم الافواه وسجنت العديد من الكتاب والأدباء والفنانين من بينهم المخرج السينمائي كيوان كريمي الحائز على عدة جوائز. كما ان هذا التشدد يوضح العديد من التناقضات ومنها حقيقة ان المسؤولين الايرانيين، بمن فيهم وزير الخارجية محمد جواد ظريف يشيدون بفوائد الاتفاق عبر موقع "تويتر" على الرغم من ان الرقابة الايرانية اغلقت الموقع وغيره من خدمات التواصل الاجتماعي في الداخل. كما ان الذين يأملون في حدوث انفتاح كبير على العالم الخارجي سوف يواجهون مقاومة شرسة من قبل اصحاب المصالح الحصينة مثل الحرس الثوري الهائل القوة، على حد قول كليف كوبشان، رئيس منظمة "يوراسيا قروب"، الذى يتوقع تحررا سياسيا واقتصاديا بطيء الخطى في ايران عقب تنفيذ الاتفاق. وكتب كوبشان قائلا،"آية الله علي خامئني حريص على اظهار الاتفاق على انه اتفاق وحيد منفصل وليس انفراجا او وفاقا. خامئني سيحتاج الى 'صورة الشيطان الاكبر' لإضفاء شرعية على حكمه في نظر الدوائر الانتخابية والحرس الجمهوري والمحافظين والفقراء. يضاف الى ذلك حقيقة انه لا توجد علاقات ديبلوماسية حتى الان بين الولاياتوايران منذ قطعها في عام 1979. وفي هذا الصدد يقول فواز جورجس، الخبير في شؤون الشرق الاوسط بمدرسة لندن لعلوم الاقتصاد،" يسعى الجانبان الى فتح صفحة جديدة. ولكن لا يعني هذا انهما متفقان تماما في وجهات النظر. ولا يعني انتهاء عدم الثقة بينهما ولا انتهاء التضارب بين مصلحتيهما في المنطقة." في غضون ذلك تظل ايران السند القوي للرئيس السوري بشار الأسد ما يضعها على طرف نقيض مع الولاياتالمتحدة والسنّة في المنطقة وفي موقفهما تجاه الانقلاب على الشرعية في اليمن. ورغم كل شيء يظل عدم الثقة متجذرا بين الطرفين. فقد قال روحاني يوم الاحد انه رغم وجود الاتفاق فان الايرانيين لن يثقوا في الولاياتالمتحدة بسهولة لان"شعبنا ذاق الامرين من العديد من الوعود التى لم يتم الوفاء بها"وفقا لما نقلته وكالة الانباء الايرانية. وفي واشنطن، اشاد الرئيس باراك اوباما بعملية اخلاء سبيل السجناء الاميركيين وتنفيذ الاتفاقية النووية باعتبارهما انتصارا للدبلوماسية الذكية. ولكن قبل ذلك بقليل اعلنت ادارته فرض عقوبات هذه المرة على 11 شخصا وكيانا ممن لهم صلة ببرنامج الصواريخ النووية الايرانية. روحاني وأوباما.. الثقة مفقودة رغم الاتفاق الصواريخ الباليستية أزمة متجددة بين واشنطن وطهران