بدأ موسم الشتاء وانطلق معه الاعداد لاكلات الشتاء المتنوعة، ربات البيوت وطباخو المطاعم ومعامل الاكل هم في سباق محموم لاعداد الاطباق الشعبية الشتوية التي قد يكون في مقدمتها: الحنيني، المصابيب، قرص عقيل، العريكة، العصيدة، المراصيع، بما يحتويه من سعرات حرارية عالية، كالسمن البلدي والزنجبيل، والتمر، والبر. هذه الاكلات الشعبية ذات التاريخ المئوي لها حضور جميل ومنافس للاكلات العصرية والاكلات الجاهزة (take a way) فحضور المصابيب وقرص عقيل والعريكة على موائد الشباب دلالة اصيلة على قيمة تراثنا الغذائي صحيا واقتصاديا فجيل «البرقر» استوعب لذة طعام الاباء والاجداد ومنحها حقها من الاهتمام والاستفادة منها كمطعم مفتوح مفيد ربما كان للاجيال القادمة دور في صناعته عالميا بما هو عليه من قيمة غذائية مفيدة لأكله. قائمة الاكلات الشتوية «المنيو» تشتمل العديد من الاصناف المتنوعة وفقا للمناطق. في منطقة القصيم يكون الابرز للحنيني المكون من التمر والقرصان المبلولة بالماء والمصنع من البر الاسمر وفي الحجاز تكون العريكة سيدة الموائد الشتوية المكون من التمر والبر والعسل بحيث تخلط مع بعضها وتوضع في الفرن. أما بالنسبة لمنطقة جازان فإن الوجبة الشتوية المفضلة هي «المرسة» وهي خليط من السمن والبر والعسل والموز لكن في منطقة شمال السعودية فإن وجبتي «الجريش» و«الهريس» تعدان الوجبتان المفضلتان وهما مكونتان من القمح وهناك ايضا «المرقوق». لكن الفرق واضح بين الاكلات الشعبية في الوقتين الحاضر والماضي والفرق يتمثل في طريقة الاعداد اذ كانت ربات المنازل يقمن بها يدويا من دون مساعدة الاجهزة الكهربائية الحالية سواء في طحن البر أو القمح كما ان ربات المنازل لم تتوافر لديهن الافران الكهربائية فكن يلجأن الى الحطب لتجهيز الفرن المنزلي. الأكلات الشتوية تغني عن كل الأكلات الحديثة