نجحت القيادة السعودية في توحيد صفوف دول العالمين العربي والإسلامي، لمواجهة كل ما يمس أمنها واستقرار شعوبها من مخططات خطيرة وأعمال إرهابية مسيسة من قبل تنظيمات وجماعات إرهابية تتدثر برداء الإسلام، وهو منها براء، مدعومة من دول تسعى للعبث بالعالمين العربي والإسلامي. واستطاعت المملكة خلال 10 أشهر صناعة تحالفين عسكريين لمواجهة خطر الإرهاب والمخططات التي تسعى للإضرار بالشرق الأوسط بكامله ودول العالم الإسلامي، وتعد صناعة التحالفين العسكريين من أكثر 45 دولة عملا جبارا لا يأتي إلا في ظل قيادة وسياسة حكيمة يقابلها قبول واقتناع عربي إسلامي لضرورة مواجهة كل تلك المخاطر، وتعد صناعة التحالف من الأمور السياسية والعسكرية المعقدة، ولكن القيادة السعودية نجحت بتعاون دول العالمين العربي والإسلامي في الاتحاد على قلب واحد لمواجهة المخططات التي تدار ضد استقرار دولها. وكان التحالف الأول الذي أُعلن في 5/6/1436 (عاصفة الحزم) والذي ضم أكثر من 10 دول خليجية وعربية وإسلامية لإعادة الشرعية لليمن واستجابة لدعوة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وذلك بعد قيام الميليشيات الحوثية بالانقلاب على الحكومة اليمنية الشرعية بدعم من دول إقليمية. وبعد 10 أشهر من ذلك، أعلنت المملكة أمس الأول (3/3/1437) تشكيل تحالف إسلامي عسكري لمحاربة الإرهاب بشتى أشكاله وأنواعه بعد أن أصبح يشكل خطرا للعالم الإسلامي وشعوبه ومصالحه واستقراره، ويضم التحالف الإسلامي في هذه المرحلة 35 دولة، فيما ينتظر -وفقا لولي ولي العهد- ازدياد العدد خلال الفترة المقبلة، حيث أبدت أكثر من عشر دول إسلامية أخرى تأييدها لهذا التحالف، وتعمل لاتخاذ الإجراءات اللازمة للانضمام إليه. وأطلقت المملكة التحالفين العسكريين وفق المواثيق والمعاهدات الدولية والعربية والإسلامية، ومنها ميثاق الأممالمتحدة، وميثاق منظمة التعاون الإسلامي، وميثاق جامعة الدول العربية، ومعاهدة الدفاع العربي المشترك، والتي تؤكد على حق الدول في الدفاع عن النفس وفقا لمقاصد ومبادئ القانون الدولي وميثاق الأممالمتحدة.