أقال العاهل الأردني الملك عبدالله حكومة الدكتور عدنان بدران أمس وكلف الدكتور معروف البخيت وهو رجل عسكري ودبلوماسي بتشكيل حكومة جديدة. ويحمل البخيت درجة الدكتوراه في العلوم السياسية الذي كان سفيراً للأردن في تركيا وإسرائيل وشغل قبل تكليفه بتشكيل الحكومة الجديدة منصب مدير الأمن الوطني، ومديراً لمكتب جلالة الملك بالوكالة. ومن المتوقع أن يشكل البخيت (58) عاماً حكومته في غضون الساعات القادمة، بين 25 إلى 27 وزيراً حيث علم أن الحكومة ستكون من شخصيات تكنوقراط. ولم تحظ حكومة بدران المقالة التي جاءت بصورة مفاجئة للمراقبين برضى الشارع الأردني، إذ قام برفع أسعار المحروقات مرتين في تموز «يوليو» وأيلول «سبتمبر» الماضيين، فضلاً عن ضعفه السياسي كون بدران رجلاً أكاديمياً لم يشغل مواقع سياسية من قبل. وبحسب الأعراف المعمول بها في الأردن فقد قدم بدران استقالته إلى الملك بعد اجتماع مع وزرائه في إدارة الرئاسة لإبلاغهم نبأ الاستقالة التي فوجئ بها غالبية الوزراء. وحكومة البخيت هي السادسة في عهد الملك عبدالله الذي تولى الحكم في شهر شباط 1999، إذ توالى على رئاسة الحكومة كل من «عبدالرؤوف الروابدة لمدة عام واحد، من حزيران 2000 إلى حزيران عام 2001، تلاه علي أبو الراغب الذي تولى حتى تشرين الأول من عام 2003 (ثلاث سنوات)، وفيصل الفايز الذي حكم 18 شهراً وأخيراً عدنان بدران التي انتهت حكومته أمس. من ناحيته طالب العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني الحكومة التي سيشكلها رئيس الوزراء المعين معروف البخيت بشن حرب لا هوادة فيها على مدارس التكفير داعياً إياها أن «لا تأخذ بالحل الأمني فقط». ونقل بيان صادر عن الديوان الملكي عن العاهل قوله في خطاب التكليف الموجّه إلى مدير مكتبه بالوكالة اللواء السابق البخيت أمس أن التصدي للجماعات المتطرفة يستدعي الإسراع في وضع قانون لمكافحة الإرهاب وشن حرب لا هوادة فيها على مدارس التكفير». وطالب الملك بضرورة تبني استراتيجية شاملة في مواجهة ثقافة التكفير بحيث لا تأخذ الحل الأمني فقط بل تتناول الأبعاد الفكرية والثقافية والسياسية للتصدي للذين اختطوا طريق التخريب والدمار للوصول إلى مآربهم.