كشف المستوى الهزيل الذي قدمه "الأخضر" أمام المنتخب الفلسطيني الشقيق واقع الكرة السعودية المأساوي الذي تعيشه الآن، فالفريق المدجج بلاعبين محترفين قيمتهم السوقية تجاوز نصف المليار ريال فشل في الوصول لمرمى فريق يعاني الحصار ولاعبوه أقل من هواة بسبب الظروف التي تعيشها الرياضة الفلسطينة. "الأخضر" لم يكن لديه أفضل مما كان وهذه هي الحقيقة التي يجب ان يعترف بها الجميع، خصوصاً مسيري الرياضة السعودية، واتحاد كرة القدم على وجه الخصوص، فهذه هي مخرجات الاحتراف الذي نطبقه منذ 25 عاما، وقدمنا كل شىء في عالمه من عقود خيالية، ومعسكرات على مستوى عال، ودعم كبير من القيادة حفظها الله، حتى أصبح اللاعب السعودي المحترف ينافس نظيره الاوروبي من حيث القيمة السوقية، وهذا يتحمله بنسبة كبيرة اللاعب السعودي الذي يرفض الانضباط، ويجاهر بطريق الانحراف. فلم نعد نثق في إي لاعب في الوقت الحالي إلا في عدد قليل جداً لا يتعدى أصابع اليد الواحدة، وهنا الكارثة التي أصابت الكرة السعودية، فالانقطاع عن التدريبات والهروب والاعتداء على المدربين وإثارة الفوضى في التدريبات أصبحت ماركة مسجلة باسم اللاعب المحترف السعودي، فبدلاً من ان يطور مستواه، ويبحث عن زيادة مداخيله، ويستفيد من الدعم الكبير الذي تقدمه الأندية للاحتراف من عقود مالية كبيرة هي الأكبر على مستوى القارة بات عبئاً كبيرا على ناديه، وعلى رياضة الوطن، فكم من لاعب كنا نعول عليه كثيرا وكثيرا ونحسبه قدوة في الانضباط سلك مسلك غيره، وغاب عن فريقه ومنتخب بلاده في وقت الحاجة؟. جزء من المسؤولية يتحمله اتحاد الكرة وخصوصاً لجنة الاحتراف التي وقفت من اللاعب ضد ناديه، وعدلت لوائحها وأنظمتها لخدمة اللاعب حتى أصبح أقوى من النادي، وهذا بالطبع يكون في زمن وصل فيه اللاعب إلى مستوى المسؤولية من حيث القيام بواجبه على أكمل وجه من خلال الانضباط داخل الملعب وخارجه، واحترام قرارات الأجهزة الفنية الإدارية، ويكون هدفه البحث عن تطوير مستواه ورفع قيمته السوقية. ومن هنا لابد ان يفتح اتحاد الكرة عالم الاحتراف السعودي من خلال ورشة عمل يشارك فيها خبراء حتى نخرج بتقويم شامل لاحتراف استمر 25 عاما نقلنا من عالم البطولات، وسيادة القارة إلى منتخب هزيل متواضع يعجز من تخطي الادوار التمهيدية في نهائيات القارة، ويفشل في تحقيق الفوز على فرق جل لاعبيها هواة. باختصار * صدارة الهلال المستحقة للدوري تؤكد ان "الزعيم" قريب جداً من العودة لبطولته المحببة التي غاب عنها لأربعة مواسم مضت شريطة ألا يخسر نقاط فرق المنتصف. * الفرق بين التعاون والرائد ان عمل الأول ممنهج وفق خطط مدروسة والثاني عشوائي على الرغم ان الدعم المالي شبه المتساوي في الناديين. * الشباب لم يخسر حتى الآن في الدوري، ولكن المستوى الذي ظهر به في الجولات الماضية لا يؤهله لبطولة الدوري!