لقد كان للحركة الثقافية حضور في مهرجانات الجنادرية من خلال الندوات والأمسيات الشعرية والقصصية والمحاضرات التي كانت تقام ضمن الأنشطة المتعددة المصاحبة لبرامج المهرجان. وانطلاقاً من الرعاية التي كان يوليها خادم الحرمين الملك عبدالله لمهرجانات الجنادرية وأنشطتها المصاحبة لها من ثقافة وفكر وفلكلورات وفنون ينتظر المفكرون والمثقفون بصفة خاصة تحقيق كثير من تطلعاتهم وهي من الاهتمامات والتطلعات التي سيكون لها تأثير في الأخذ بيد المبدعين والمهتمين بالثقافة وشؤونها لعل من أبرزها دعم الأندية الأدبية بتوفير المقرات الدائمة لها وتحفيز المثقفين والمبدعين للالتفاف حولها والتفاعل معها، وذلك بتوفير الوسائل التي تساعد على ذلك من تجهيز المقرات بما يتطلبه هذا النشاط واختيار نخبة ممن همهم الثقافة وشؤونها من ذوي الكفاءة والخبرة والحماس وأن تمد الأندية الأدبية جسور التواصل مع المبدعين من لقاءات وتشجيع الشباب منهم والأخذ بأيديهم وتقديم المشورة والدعم المادي لإبداعاتهم. ومن أهم التطلعات إيجاد الوسيلة التي توصل الابداعات من شعر وقصة ورواية وبحوث ودراسات فكرية وأدبية الى المتلقي السعودي داخل المملكة من توفير نقلها بأجور رمزية جداً أو بدون أجور وكذلك إلى خارج المملكة ليصل الابداع الثقافي والفكري الى المتلقي العربي والاشتراك في معارض الكتاب العربية والدولية عن طريق وزارة الإعلام والثقافة ودور النشر حتى لو اضطرت الوزارة الى عرض الإبداعات السعودية في تلك المعارض بمبادرة منها بشراء النسخ لعرضها في تلك المعارض، ولعل من أهم أسباب عدم تعرف القارئ العربي على الانتاج الأدبي والفكري السعودي هو عدم قدرة الأدب أو الكاتب إلى إيصال صوته الى المتلقي العربي لقصور دور النشر أو تقصيرها في هذا الجانب. كما أن وجود جمعية تضم نخبة من مسؤولي الأندية الأدبية ومن المبدعين خارجها تعنى بهجوم المثقفين وتطلعاتهم وإيجاد الحلول لما قد يعترضهم. وأخيراً إيجاد جائزة تقديرية لكل نشاط من أنشطة الابداع وامكانية تفريغ المفكر أو المبدع إذا دعت لذلك أعمال فكرية أو إبداعية. ومع هذا لابد من إيجاد ضوابط للعمل الفكري أو الإبداعي الذي يستحق الدعم إذ أن كثيراً من المطبوعات لا تساوي قيمة الورق الذي تطبع به وأن يكون هذا التقييم وفق ضوابط ومعايير فنية لغة وفكراً وثقافة ومعتقداً وإبداعاً.