عبدالله بن محمد الرويس مصمم ومصور فوتوغرافي من مواليد محافظة الدوادمي وسكان القصيم، موظف حكومي تخصص حاسب آلي. تميزت أعماله في التراثيات والبورتريه ما يشعر المتلقي بأنفاس الماضي وعبق زمن جميل نعيشه في تفاصيل الصور. يقدم الرويس رؤيته الفنية مع أهم مميزات الصورة التراثية عن غيرها، فيقول في ذلك: "التصوير التراثي بالنسبة لي وجه من وجوه التأمل في حياة أجدادنا، وتخيل نمط حياتهم اليومية بكل أبعادها الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية، والتماس ما كانوا يتمتعون به من بساطة وتقارب وتواصل، وتخبرني كيف كانوا يتكيفون مع ما توفره لهم الطبيعة من سبل الحياة وكسب العيش وتعلمهم الاعتماد على أنفسهم، وتعكس لي مدى الحس الفني الذي بدا واضحاً في تصاميمهم المعمارية والتخطيط، وما يعتمدون عليه من أسس تخطيطية وعمرانية تتناسب مع الظروف الطبيعية رغم بساطة المواد. ولا شك أن لكل فنان رؤية خاصة في أعماله، وبحسب التأثير في نفس الفنان سيؤثر العمل لدى المتلقي، ولكن ما لاحظته بخبرتي المتواضعة أن ما يجعل الصور التراثية مميزة عن غيرها هو التجديد في الزوايا، واختيار الوقت المناسب، لأن الجدار الطيني لا يبرز لونه الصحيح إلا في وقت الشروق المبكر أو قبيل الغروب بسبب كثرة زواياه، لذا لابد أن يكون الظل ناعماً، وكذلك تجريد الزخارف الطينية الملونة، كما أن الاستعانة بعنصر بشري يحاكي الحياة التراثية سيضفي عليها روح الإثارة والواقعية، كما أن الحرفيين يضيفون طابعاً درامياً للعمل التراثي. كذلك من المهم عدم ظهور أي عنصر من التكنولوجيا أو مظاهر الحضارة الحديثة لأنه يؤثر في مصداقية العمل، مثل الإنارة الحديثة أو ظهور بعض المباني أو السيارات الحديثة والأجهزة.. إلخ. وكلما كان التركيز على تفاصيل الهدف المراد تصويره كان العمل مميزاً بلا شك. كذلك إظهار بعض الفنون الشعبية المرتبطة بثقافة المجتمع آنذاك. ومن الأهمية بمكان الاستعانة بالأواني التراثية والسيارات القديمة في تصوير الطبيعة الصامتة كعناصر أساسية أو مساندة للعنصر الهدف، ولا أنسى أهمية العدسة ذات البعد الواسع فهي تخدم كثيراً في التراث العمراني نظرا لضيق الممرات والغرف. (تصوير/ عبدالله الرويس)