قصفت طائرات التحالف الذي تقوده السعودية أمس مواقع تابعة للحوثيين وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح في عدد من الجبهات في مختلف المحافظات. وتركزت الضربات على مرتفعات صعدة وسحار ومران وحيدان (شمال اليمن) على الحدود مع السعودية. وقالت مصادر مطلعة إن الغارات استهدفت مخازن أسلحة وذخائر ومتاريس استخدمتها ميليشيات الحوثيين وقوات صالح لإطلاق القذائف على الأراضي السعودية. وشارك سلاح المهندسين وطائرات «الأباتشي» السعودية في المعارك على حدود صعدة وحجة، بعد ساعات من إعلان استشهاد جندي سعودي برتبة رقيب. وتواصلت الغارات الجوية المكثفة لطيران التحالف أمس على عدد من المواقع في محافظات صعدة وحجة. واستمر تحليق مقاتلات التحالف في سماء مدينة حرض الحدودية، التي خلت من السكان واستوطنتها الميليشيات، مع توجيه ضربات قوية لمبان خبأت فيها الميليشيا مدرعات وصواريخ وقذائف. وأوضحت مصادر أن الحوثيين قاموا بحفر مقابر جماعية في أكثر من موقع لدفن العشرات من مسلحيهم الذين استطاعوا نقلهم من مواقع الاشتباكات، بعد أن تركوا الكثير من الجثث، خوفاً من استهدافهم من مقاتلي اللجان الشعبية وقوات التحالف. كما شن طيران التحالف غارات على كلية الشرطة ونادي الشرطة (وسط صنعاء) وعلى مخازن الأسلحة في فج عطان، ومعسكر الحفا، ومعسكر 48 (جنوبصنعاء). كما شن أربع غارات على معسكر اللواء 26 التابع للحرس الجمهوري في منطقة السوادية في محافظة البيضاء. وفي تعز، قالت مصادر في المقاومة ل «الحياة» إن طيران التحالف قصف مواقع تتمركز فيها ميليشيا الحوثي وصالح، تشمل بيت القيادي الحوثي عبدالولي الجابري، وبيت القيادي الحوثي عبدالوهاب الجنيد، ومعسكر الدفاع الجوي في مدينة النور. وتحركت حشود المقاومة الشعبية إلى الشمال باتجاه المخا، بعد إحكامها السيطرة على منطقة باب المندب. وكشفت مصادر طبية مقتل 4 وجرح 3 من ميليشيا الحوثي وصالح في مكمن محكم لرجال المقاومة في مفرق ماوية (شرق تعز). وأعلنت مقتل 42 وجرح 27 من الميليشيات في القصف الذي شنه طيران التحالف. وواصلت الميليشيات أمس قصفها العشوائي المستمر على الأحياء السكنية وسقط عدد من المدنيين بين قتيل وجريح. كما تواصل الميليشيات حصارها الخانق للمدينة، ومنع دخول المواد الغذائية والأدوية والمشتقات النفطية والمياه. وأفادت مصادر «المقاومة الشعبية» والجيش الموالي للشرعية باستمرار المواجهات ضد قوات الحوثيين شمال باب المندب وفي مديرية الوازعية التابعة لمحافظة تعز في ظل تقدم قوات الجيش والتحالف باتجاه ميناء المخا على البحر الأحمر ووسط أنباء عن استعدادات لقوات التحالف لحسم المعركة ضد الحوثيين في مدينة تعز خلال أيام. كما شن طيران التحالف سلسلة غارات على مواقع الجماعة في صنعاء ومحيطها وفي محافظات البيضاء وتعز والحديدة ومأرب وصعدة، واستهدف القصف في صنعاء معسكر ألوية الصواريخ في منطقة الصباحة جنوب غربي العاصمة ومقر نادي ضباط الشرطة ومعسكري الحفا والنهدين. وأكدت مصادر ميدانية وشهود أن غارات التحالف ضربت مواقع للحوثيين في ميناء المخا وفي مديريتي اللحية والمراوعة التابعتين لمحافظة الحديدة كما استهدفت تجمعاتهم في مديرية مكيراس بين البيضاء وأبين وفي مديرية الوازعية ومنطقة «بير باشا» في محافظة تعز، إلى جانب سلسلة غارات طاولت مواقعهم في مديريات «كتاف وباقم وساقين». وفي سياق متصل، أكّد قيادي في المقاومة الجنوبية اليمنية الاستعداد على أعلى مستوى لصد أية محاولات من قوات الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، وميليشيات الحوثي لاقتحام الجنوب اليمني مرة أخرى، مؤكداً أنهم سيواجهون ذلك ب«حزم وقوة». وقال القيادي شلال علي شايع ل«الحياة» إن هناك تنسيقاً عالياً مع قوات التحالف العربي، الذي تقوده السعودية، لضبط الأمن في المناطق المحررة في الجنوب اليمني. وطمأن شايع المتخوفين من صراعات بين فصائل المقاومة، مؤكداً أنها قادرة على التنسيق والاندماج، مبدياً استعداده لتسليم الأسلحة الخفيفة والثقيلة التي بحوزته. وقال: «لا داعي إلى التخوف، فالانتصارات ودماء الشهداء والجرحى تحتم علينا الوفاء». وزاد: «شخصياً على استعداد من الغد لتسليم كل جنازير الدبابات التي معي، والعربات والأسلحة المتوسطة والثقيلة في ساحة العروض إلى الشعب، عدا ذلك لن نسلمها إلى أحد». (راجع ص ؟) وحول بقاء مناطق في الجنوب غير محررة حتى الآن، أكّد استعدادهم لتقديم المساعدة لهذه المناطق وتحريرها، «لكن بعد التنسيق مع قوات التحالف، من أجل تفادي أي أخطاء محتملة». وفي ما لو طلب من مقاومة الضالع التقدم باتجاه بعض المحافظات الشمالية لمساعدة قوات التحالف وقوات الشرعية، شدّد شايع على أن المقاومة «لن تُقدم على أي خطوة من هذا القبيل، إلا بطلب من التحالف والأشقاء في شمال اليمن». ورفض شلال شايع المناصب الحكومية التي عرضت عليه، مشيراً إلى أنهم «قادة مرحلة»، وليسوا بحاجة لهذه التعيينات، بل يأملون مواصلة مقاومتهم الميدانية.