يلحظ المراقبون إقبالاً من عدد من مستخدمي وسائل التواصل على ترويج مقاطع القتل والتدمير التي تنتجها التنظيمات الإرهابية. والمتابع لهذا الأمر يرى أن ما يحدث حالياً سواء على ساحات وسائل الإعلام الجديد أو برامج التواصل على الأجهزة الذكية يمثل ترويجاً متعمداً لهذا الفكر الإجرامي، وتأدية لرسالة هذه التنظيمات المنحرفة لإيصال فكرها الضال وترويع الآمنين، ما لا يمكن إدراجه تحت بند حسن النية. الدور الاعلامي والأسري وبين أستاذ الإعلام بجامعة الملك سعود د. محمد الأحمد أهمية دور الرقابة الأسرية، حيث شدد على ضرورة توعية الابن بأن مثل هذه الأمور خطيرة ولا تؤدي إلا إلى نتائج سلبية، وانها ممارسات شاذة عن مجتمعنا؛ لأن الطفل ولصغر سنه من السهولة التأثير فيه، وقد يفسرها بأنها نوع من البطولة. ودعا الأحمد إلى تواصل الوالدين مع أهالي أصدقاء الطفل، وذلك للتأكد من أن ابنهم يمشي على المسار الصحيح، وذلك كله لمصلحة أبنائنا، لتعطي نتائج ايجابية، عكس على انفراد بين الأهل والأبن. ونوه أستاذ الإعلام بجامعة الملك سعود على الدور وسائل الإعلام، وضرورة استضافة بعض المتخصصين التربويين والأخصائيين النفسيين لتوعية الكبار قبل الصغار، فيجب على وسائل الاعلام انتاج برامج للاطفال لتوجيه رسائل غير مباشرة بطريقة علمية، يشترك فيها علماء نفس وتربويون. تنوعت فانتشرت فأثرت بدوره، قال أستاذ علم الاجتماع المساعد بجامعة الملك سعود د. ابراهيم اسماعيل عبده إننا اليوم أصبحنا نعاني تأثيرات سلبية واضحة، ناتجة عن توظيف شبكات التواصل الاجتماعي المختلفة على تنوعها، في نشر مقاطع مملوءة بمشاهد مروعة لعمليات ذبح وقتل وحرق وتخريب وغيرها، مضيفاً أن هذه المقاطع بمجرد بثها أول مرة تنتشر بشكل غريب وعلى نطاق واسع، وبمرور لحظات يكون قد تم تداولها بمعدلات مشاهدة فائقة تتجاوز الملايين. وأشار د. إبراهيم إلى أننا نحتاج إلى جهود توعوية كبيرة لتثقيف شبابنا، من اجل تنبيهم لمخاطر تداول مثل هذه المقاطع بعفوية، والمساهمة في نشرها من دون قصد، عبر إعادة بثها وبذلك تتزايد اهميتها، داعياً إلى ضرورة تكاتف الجميع وعدم ترك مساحة للشائعات الكاذبة أو المغرضة. أفلام تصنع بطولات وهمية من ناحيته، نوه الأستاذ المساعد بقسم الثقافة الإسلامية بجامعة الملك سعود د. عايض الدوسري بأن هناك نقاطا محورية تتعلق بالجانب النفسي جعلت من تنظيم «داعش» الإرهابي قوة تمثل خطورة الى درجة عالية، وتجعل رؤية مقاطعها الدموية أمراً محبباً عند فئات واسعة من الشباب. وبين د. الدوسري أن هذه القضية النفسية تعود إلى أسباب أهمها تحرير النفوس الحدية من الأحساس الفردي بالفشل داخل مجتمعاتهم الطبيعية، فالشاب يرى أنه وجد نفسه في مثل هذه الجماعات وأفلامها التي تصنع بطولات وهمية، خلقت لديها نوعاً من التحرر والتمرد على مجتمعه والانتماء لكيان آخر. واستشهد أستاذ قسم الثقافة الإسلامية بقول فيلسوف الاخلاقية الاجتماعية الأميركي ايريك هوفر أن امثال تلك الحركات إنما تستميل اتباعها من خلال تحرير نفوسهم الفاشلة، وضمهم إلى مجموعة سعيدة شديدة الترابط، ولذلك ادرك هتلر مدى شوق المحبطين إلى الانتماء والذوبان في كيان اجتماعي موحد. بث تلك المقاطع يمثل ترويجاً متعمداً للفكر الإجرامي الطفل لصغر سنه قد يفسر تلك الأفعال بأنها نوع من البطولة د. محمد الأحمد د. إبراهيم عبده د. عايض الدوسري