حمل حزب المؤتمر الوطني في السودان، رافضي الحوار من الحركات المتمردة في إقليم دارفور ومنطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان والقوى السياسية المعارضة، مسؤولية استمرار معاناة الشعب السوداني لرفضها المشاركة في مؤتمر الحوار الشامل المقرر بالخرطوم يوم غد. ووقف المكتب القيادي للحزب في اجتماع انتهى في ساعة متأخرة من الليلة قبل الماضية برئاسة الرئيس عمر البشير على آخر الاستعدادات لانطلاق مؤتمر الحوار الذي سيلتئم بمشاركة 1400 شخصية وشخصيات أخرى من الخارج. ونبه المكتب لخطورة جر البلاد لمصير الحرب والاقتتال على نسق ما تشهده بعض الدول المجاورة. وندد نائب رئيس الحزب للشؤون الحزبية إبراهيم محمود في تصريحات عقب الاجتماع بالبيان الذي أصدرته الحركات المسلحة في دارفور عقب لقائها بالرئيس التشادي إدريس ديبي الذي جددت فيه موقفها الرافض للمشاركة في الحوار الوطني تحت قيادة البشير. وقال إن المكتب القيادي اطمأن في اجتماعه على الترتيبات النهائية لانعقاد المؤتمر، وأوضح أن المؤتمر سينطلق في شكل جلسة افتتاحية تعقبها جلستان متتاليتان يتاح فيها لكل الأحزاب المشاركة مخاطبة المؤتمر. وقال محمود إن بعض الحركات المسلحة تريد استمرار الحرب وإن ذلك واضح في رفضها القاطع للحوار رغم المعاناة التي يعانيها المواطنون في المناطق المتأثرة بالحرب. إلى ذلك بشر مساعد الرئيس السوداني عبدالرحمن الصادق المهدي نجل زعيم حزب الأمة القومي المعارض، بمشاركة والده في مؤتمر الحوار الشامل المقرر يوم غد السبت في الخرطوم، معتبراً أن الحوار هو النهج السليم ولا بد من اتخاذه سبيلاً للقضايا. وقال عبدالرحمن مخاطباً حملة طلابية داعمة للحوار، إنه كان ضمن الوفد الحكومي الذي التقى والده بالقاهرة وناقشه في كيفية إشراك حزب الأمة في الحوار. وأكد أن رد الأخير كان إيجابياً، ورحب بدعوة الرئيس عمر البشير، لكنه طلب مهلة لعرض الأمر على القوى السياسية الأخرى حتى يستصحب الجميع للمشاركة في الحوار. ورأى أن الصراعات القبلية والجهوية أصبحت مهددة للأمن القومي، وأضاف "لا بد من أن ننتهج وسيلة الحوار سبيلاً، متمنياً أن يكون الحوار مستداماً ولا بد أن يشارك فيه الجميع ولا يستثنى منه أحد. وجدد عبدالرحمن دعوته للمعارضين والمتمردين لانتهاج هذا الحوار لتحل كل قضايا الوطن.