اتهم الرئيس السوداني عمر البشير تحالف متمردي «الجبهة الثورية السودانية» بالتخطيط «برعاية اسرائيلية، للاستيلاء على مدينة الفاشر كبرى مدن إقليم دارفور وإعلان زعيم حزب الأمة الصادق المهدي رئيساً لمجلس حكم انتقالي عاصمته الفاشر». وقال البشير في اجتماع لقيادات 83 حزباً ضمن اطار التحضير لطاولة حوار وطني أن السلطات السودانية تملك معلومات في شأن «اتفاق باريس» بين «الجبهة الثورية» والمهدي الموقع في آب (أغسطس) الماضي ورعته اسرائيل. وأوضح أن تحالف «الجبهة الثورية» الذي يتألف من «الحركة الشعبية - الشمال» وفصائل دارفور كان يبحث عن رئيس لمجلس حكم انتقالي، ولجأت إلى المهدي باعتباره شخصية قومية. وتابع: «وضعنا يدنا على كل المخطط ونحن مسؤولون عن حماية البلاد». ورد البشير على مطالب معارضين بإتاحة الحريات وإطلاق المعتقلين، مقللاً من أهمية الحديث عن تحجيم الحريات، مستدلاً بأنه ما من حزب شكا من منع نشاطه. وأكد استعداد الحكومة لمواجهة المتمردين في الميدان، والحوار مع مَن يريد الحوار، مؤكداً الترحيب باتفاق أديس أبابا الموقَّع بين موفدي لجنة الحوار الوطني والوسيط الأفريقي ثابو مبيكي والحركات المسلحة في دارفور. وأشار البشير إلى جهود يقودها الرئيس التشادي إدريس ديبي لإقناع قادة حركات دارفور المتمردة بالمشاركة في الحوار، داعياً رافضيه من المسلحين والمعارضين السياسيين الى الالتحاق بالعملية السلمية. وتعهد بتوفير ضمانات كافية لهم، مشيراً الى أن بامكانهم مغادرة البلاد في حال فشل الحوار. وأضاف أنه لا يمكن تأجيل طاولة الحوار الوطني، من أجل جهات لم تحدد موعد حضورها بعد أن أعلنت موافقتها المبدئية للمشاركة فيه، لكنه أكد استعداد الحكومة لقبول مَن ينضم للحوار في أي وقت. وأغلق البشير الباب أمام أي تأجيل للانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة في نيسان (أبريل) المقبل، متسائلاً: «مَن يضمن وصولنا إلى نهاية الحوار قبل الانتخابات وتصبح البلاد في مرحلة فراغ دستوري». من جهة اخرى، يصل الخرطوم اليوم، الوسيط الأفريقي ثابو مبيكي للقاء البشير، لبحث استئناف المفاوضات بين الحكومة ومتمردي «الحركة الشعبية» وحركات دارفور خلال الشهر الجاري. كما سيلتقي مبيكي قادة الاحزاب والقوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني. ويزور الخرطوم اليوم أيضاً، رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت. وقال سفير السودان في جوبا مطرف صديق أمس، إن سلفاكير سيناقش مع البشير القضايا العالقة المرتبطة بترسيم الحدود وإنشاء منطقة عازلة وفتح المعابر والنزاع على منطقة أبيي.