انتهى شهر رمضان الكريم، وانقضت أيامه المباركة ولياليه الكريمة. كان شهر رمضان المبارك، شهراً غير عادي في كل ما يسود هذا الشهر من سلوك، اهم هذه السلوكيات هو التزام الكثيرين بالعبادات والتردد على المساجد، وأعمال الخير التي يقوم بها الكثير من المسلمين، وهو أمر محمود ولكن البعض يقوم بهذه الأفعال في رمضان، وما أن ينتهي الشهر حتى يعودوا إلى سابق عهدهم من إهمال الصلاة في المساجد، وكأنما العبادات حكر على هذا الشهر الكريم...!! الأمر الآخر وهو تحول النهار إلى ليل، والليل إلى نهار عند الكثيرين.. فهم ينامون في النهار ويسهرون في الليل، خاصة الذين ليس لديهم اعمال أو يأخذون إجازات من اعمالهم، او ينامون في أماكن عملهم..!! هؤلاء يواجهون مشكلة العودة إلى الطبيعة السابقة للنوم، حيث تعودت أجسامهم وتبرمجت الساعات البيولوجية على هذا النظام، من النوم نهاراً والسهر ليلاً حتى الصباح، والآن يواجهون صعوبة التأقلم مرة آخرى للنوم ليلاً والاستيقاظ نهاراً. هذا الامر لايقتصر على الكبار، بل أن الصغار الذين يدرسون في مراحل الدراسة المتعددة، يقومون بهذا الفعل، من السهر حتى وقت متأخر، وينامون احياناً بعد طلوع الشمس، ويقضون النهار نياماً، وربما حتى لايصلون الصلوات في اوقاتها.. ! تعود هؤلاء الصغار على هذا الروتين يجعل هناك صعوبة في تغيير طريقة نومهم بعد بدء الدراسة، فتجد الطالب قد اعتاد السهر، يجد صعوبة في الاستيقاظ من النوم، ويذهب إلى المدرسة وهو مجهد، لم ينل قسطاً كافياً من النوم، وهذا يؤثر على تحصيله العلمي وتركيزه في جميع مايقوم به من أعمال. بل أن بعض الطلبة الذين يدرسون في مراحل متقدمة مثل المدارس الثانوية او حتى الجامعات، يفقدون التركيز عند قيادة السيارات بسبب قلة النوم. ومعروف علمياً، حسب دراسات الجمعية الامريكية للنوم، بأن عدم القدرة على النوم بشكل جيد يؤدي إلى عدم التركيز أثناء قيادة السيارات، وثمة حوادث كثيرة قد تحدث نتيجة قلة النوم. وما ينطبق على الطلبة، ينطبق ايضاً على الكبار البالغين والذين، مروا بفترة عصيبة من تغيير نمط نومهم من النهار إلى الليل. هذا ينعكس على أعمالهم؛ فتجدهم مصابين بالخمول أثناء الدوام الرسمي، بل أن بعض العاملين ينامون في مكاتبهم، أو أنهم لايستطيعون اداء الاعمال المكلفين بها بشكل جيد. كذلك فإن قلة النوم تجعل الشخص عصبي المزاج، يتوتر لادنى سبب تافه، وقد يسبب ذلك مشاكل، خاصة مع المراجعين بالنسبة للأشخاص الذين يكون لطبيعة عملهم التصاق بالجمهور، فتجدهم يسوء تعاملهم مع المراجعين وربما أدى ذلك إلى تعطيل بعض مصالح الناس لأسباب غير منطقية سوى أنهم راجعوا الموظف في الوقت الخطأ..! - في الاسبوع القادم - كيف يعدل الأشخاص الذين يعانون من اختلال النوم طبيعة هذا الاختلال؟