أكد فريق من الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بمنطقة مكةالمكرمة أن المتوفين في حادثة التدافع بمنى لم يدفنوا في مقابر جماعية، بل دفن كل متوفى في قبر مستقل وحده بعد تجهيزه والصلاة عليه. وقد زار الفريق يوم الجمعة مجمع الطوارئ بالمعيصم في العاصمة المقدسة الموجود به الثلاجة الرئيسيّة لجثث المتوفين في حادثة منى، وقابل عدداً من العاملين في الإدارات المشتركة في المجمع، وعاين ثلاجة الموتى، وصالات الفرز وصالات تجهيز الموتى، ومكاتب الجهات الحكومية والخيرية المشاركة، والمرافق التابعة للثلاجة، والمقابر التي يتم الدفن فيها لمن طلب ذووهم أو تقرر دفنهم في مكةالمكرمة. وأشاد الفريق بالجهود الكبيرة المبذولة والتي تنفذ بمهنية عالية، وبمحافظة أمينة على حرمة الموتى، وأثنى على أداء العاملين في المجمع خاصة من منسوبي وزارة الداخلية، والجمعيَات الخيريّة، وأمانة العاصمة. وأوضح أن كل متوفى يدفن في قبر مستقل وحده بعد تجهيزه والصلاة عليه، ولا يجمع الموتى في قبور جماعية كما أشيع من قبل، وتقوم الفرق المسؤولة عن المتوفين بعمل فني توثيقي متميز لحفظ حقوق المتوفين من خلال أخذ كامل المعلومات عن كل متوفى قبل تجهيزه بثلاثة أساليب علمية تقنية (البصمة، الصورة، DNA) وتودع المعلومات في ملفه للعودة لها عند طلبها. وذكر الفريق في تقريره أن أمانة العاصمة المشرفة على مجمع الطوارئ تتولى تجهيز المقابر وترقيمها، وتوفير سيارات خاصة لنقل الموتى من صالة التّجهيز إلى المقبرة، وتوفير العمال الذين يشاركون في التجهيز، والذين يقومون بالدّفن، وقد انتهى الفريق الزائر الى عدد من التوصيات سترفع للجهات ذات العلاقة. وقال د. مفلح القحطاني رئيس الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان إن الجهود التي تقوم بها حكومة المملكة لخدمة حجاج بيت الله تعجز عنها عشرات الدول مجتمعة مما مكن قاصدي بيت الله من قضاء نسكهم بيسر وسهولة، ومن يزايد على ذلك فعليه مراجعة دوافعه وأهدافه السياسية. وشدد على أن محاولة استغلال إيران لما حدث من تدافع في منى سياسياً وإنكار ما تقوم به المملكة من وفاء بحقوق ضيوف الرحمن وتسهيلات لتأدية نسكهم دليل على أن حكومة هذه الدولة تسعى لتحقيق مآربها السياسية. ودعا د. القحطاني الدول الإسلامية إلى تثقيف حجاجها وتدريبهم قبل سفرهم للمملكة، مطالباً بعثات الحج وسفارات الدول التي لها متوفون أو مصابون في حادثة منى المساعدة في التعرف على مواطنيها ونقل المعلومات الخاصة بهم إلى ذويهم في بلادهم.