يبدو بأنّ الأزمة المتفاقمة للنّزوح السوري الى أوروبا بدأت تدفع بالأوروبيين بالتوجّه الى بلدان الجوار السوري، هكذا حطّ رئيس الوزراء البريطاني دايفيد كاميرون في لبنان لبضع ساعات ومثله سيفعل الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الذي يزور بيروت مطلع الشهر المقبل. في هذا الإطار تشير المعلومات الى أنّ الخلافات المستحكمة بين الدول الأروبية حول كيفية إدارة هذا الملف الشائك، تدفع بعض الدول الى التمايز ومنها بريطانيا، علما بأنّ الأخيرة قد تترك منظومة "الشنغن" بعد استفتاء حول عضويتها في الإتحاد الأوروبي في نهاية سنة 2017. علما أنه في موضوع النازحين السوريين خصصت المملكة المتحدة أكثر من 300 مليون جنيه استرليني (450 مليون دولار أميركي) لتعزيز الاستقرار في لبنان، كما خصصت ما يوازي المليار جنيه استرليني (1.5 مليار دولار أمريكي) للأزمة السورية. وهي الجهة المانحة الثانية حجماً في موضوع الأزمة السوريّة. في هذا الإطار تقول الأوساط البريطانية بحسب ما صدّرت السفارة البريطانية في بيروت بأنّ "أولوية كاميرون هي كيفية معالجة أزمة النزوح السوري من هنا التقى في لبنان نازحين سوريين في البقاع، كما التقى تلامذة مدارس لبنانيين وسوريين في بيروت. والزيارة لتجديد التزام بريطانيا دعم استقرار لبنان وحث اللبنانيين على انتخاب رئيس للجمهورية بأسرع وقت، والوصول إلى فهم أفضل للظروف الصعبة التي تواجه البلاد". كما شاهد كاميرون أثر المساعدات التي قدّمتها المملكة المتحدة بقيمة 450 مليون دولارًا ومساهمتها في إحداث فرق في المجتمعات المضيفة ومساعدة لبنان على مواجهة الازمة السوريّة وانعدام الاستقرار الذي تهدّد به. وأعلن رئيس الوزراء عن مضاعفة بريطانيا من دعمها لقطاع التعليم للتلاميذ اللبنانيين واللاجئين السوريين لاكثر من 90 مليون دولار للثلاث السنوات المقبلة لبرنامج RACE (توفير التعليم لجميع الأطفال). وفي سياق انطلاق عملية توفير التعليم لجميع الاطفال في لبنان بمبادرة من الحكومة اللبنانية والتي ستطال 200 ألف طفل سوريّ لاجئ، قام ديفيد كاميرون بزيارة مدرسة رسميّة في بيروت واطّلع من وزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب على المزيد من التفاصيل بشأن عمليّة التحاق الأطفال المجّانيّة التي تهدف إلى إدخال أكبر عدد من الأطفال السوريين في النظام المدرسي اللبناني الرسمي هذه السنة، وضمان عدم ضياع هذا الجيل من الأطفال نتيجة للحرب السوريّة. كما أمّنت المملكة المتحدة الكتب المدرسيّة للتلاميذ اللبنانيين والسوريين كافة خلال السنتين الماضيتين، وستستمرّ في ذلك. وفي مركز المفوّضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أطلع كبار مسؤولي المفوّضيّة رئيس الوزراء ديفيد كاميرون عن عملهم في دعم الأسر السوريّة اللاجئة في البقاع ومختلف المناطق اللبنانيّة. وبلغ التمويل البريطاني الهادف إلى تلبية حاجات السوريين في المنطقة إلى مليار جنيه استرليني ويجري إنفاق جزء منه في لبنان. وتحدث كاميرون إلى بعض اللاجئين السوريين الذين سيجري توطينهم في المملكة المتحدة. كما التقى ديفيد كاميرون بقائد الجيش العماد جان قهوجي في قاعدة رياق العسكرية وكرّر التزام المملكة المتحدة الصارم باستقرار لبنان ولا سيما الشراكة مع الجيش اللبناني من خلال برنامج "التدريب والتسليح" الهادف إلى الحدّ من امتداد النزاع السوري ومكافحة خطر داعش على الحدود. وأعلن كاميرون أن المملكة المتحدة ستستمر بدعم هذا البرنامج عبر توفير 7.5 مليون دولار هذه السنة". على الصعيد الأمني تقول أوساط دبلوماسية بريطانية ل"الرياض" بأنّ المملكة المتحدة أنفقت أكثر من 32 مليون جنيه استرليني (أكثر من 48 مليون دولار) منذ 2010 على برنامج "التدريب والتسليح" للجيش اللبناني. 25 مليون جنيه استرليني منها (أكثر من 37 مليون دولار) لدعم ألوية الحدود البرية الثلاثة للجيش اللبناني وساعدت في بناء مراكز مراقبة على الحدود. وأمّنت المملكة المتحدة 178 سيارة لاند روفر، و2000 درع واقٍ وشبكة اتصال بالأجهزة اللاسلكيّة آمنة، و12 برج مراقبة و14 قاعدة أماميّة للعمليّات على الحدود. وفي نيسان/ أبريل 2015، صادق برلمان المملكة المتحدة على 6.3 مليون جنيه استرليني إضافية (أكثر من 9.45 مليون دولار) من العتاد والتدريب. عملت المملكة المتحدة مع قوى الأمن الداخلي خلال السنوات ال8 الماضية وركّزت العمل على إرساء ثقة العموم بقوى الأمن والمشاركة والحوكمة بما في ذلك ضبط الأمن في المناطق اللبنانيّة. وعام 2015، صادق برلمان المملكة المتحدة على حوالى 2 مليون جنيه (أكثر من 2 مليون $) لمتابعة هذا الدعم. كاميرون في مدرسة لأبناء اللاجئين السوريين في لبنان (أ ف ب)