اتهم المنسق السياسي لهيئة أركان الجيش السوري الحر لؤي المقداد، الولاياتالمتحدة، وبعضاً من الدول الأوروبية، بعدم الوفاء بتعهدات بتسليح الجيش السوري الحر، وبعرقلة جهود دولٍ عدة، وصفها بأنها تعمل جاهدةً على وقف شلال دم الشعب السوري. ووضع المقداد بريطانيا على رأس الدول التي قال عنها "إنها لم تف بتعهداتها"، وبعدم تسهيل تمرير أنواع معينة من الأسلحة، التي يحتاجها الحر – لم يُسمّها -، والتي من خلالها من الممكن مواجهة آلة بطش النظام الأسدي. وقال المقداد في اتصال هاتفي مع "الوطن" أمس، إن موقف رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون "المتذبذب"، كان له الوقع الكبير على عدم حصول الحر على بعضٍ من أنواع الأسلحة، خصوصاً الصواريخ المضادة للطيران. وأضاف: "أعلنا مراراً، بأن هناك دولا كأميركا وبعضا من دول أوروبا، لم تف بوعودها من حيث تسليم الجيش الحر كميات من الأسلحة، وأخص هنا بريطانيا، التي لم تف بالتزاماتها معنا، ويتمثل ذلك بموقف كاميرون، بل وأكثر من ذلك، حيث تعمد هذه الدول إلى عدم تسهيل مرور ودخول بعض الأسلحة المضادة للطيران للثوار، ناهيك عن تقديمها هي السلاح لمقاتلي الحر حسب وعودٍ مُسبقة". وأقرّ المقداد بأن "هناك دولا ملتزمةً بخط وقف شلال الدم السوري، تلك الدول لا تستطيع بمفردها أن تقوم بكل المهمة، المهمة كبيرة، لا سيما في مواجهة الدعم المستمر الذي يحصل عليه نظام الأسد من روسيا وإيران، هناك دول شقيقة فعلاً تساعد هيئة الأركان، لكن لا تزال المشكلة بالنسبة لنا في الموقف الأميركي والغربي من حيث التسليح". وتأتي تصريحات المقداد، في أعقاب تواتر أنباء حول حصول مقاتلي الحر على أنواع من الأسلحة المضادة للدروع، استخدمها الثوار في درعا تحديداً. إلى ذلك، اعتبر المعارض السوري بسام جعارة ل"الوطن"، رغبة الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله وإصراره على القتال إلى جانب نظام الأسد، نابعاً من شعورٍ وصفه ب"هزيمة الحليف" في سورية، في إشارةٍ إلى تقدم الثوار في عددٍ من المناطق. وقال جعارة إن "نصر الله بدأ يشعر بالانهزام، وفي ذات الوقت بات يستشعر خسارته للحاضنة الشعبية في أوساط مؤيديه، وهو ما قاده للمسارعة لرمي ثقله في القتال الدائر بسورية إلى جانب نظام الأسد، نصر الله اخترع هذه الصوتيات من أجل استنهاض جماعته لا أكثر". ميدانياً، صد مقاتلو الجيش الحر عدداً من محاولات الجيش النظامي، مدعوماً بميلشيات حزب الله اقتحام منطقة السيدة زينب في أطراف دمشق، ولجأ في أعقاب عملية الصد تلك إلى قصف بعض أجزاء المنطقة بالطائرات المقاتلة. وشهد مخيم اليرموك، معارك ضارية، فيما توسعت العمليات القتالية حتى بلغت القابون، وجوبر وبرزة. وفي حلب، ذهب أكثر من 40 شخصاً ضحية هجماتٍ لقوات النظام بالطائرات المقاتلة، فيما وصفته الهيئة العامة للثورة ب"المجزرة"، في حين كانت اللاذقية، حاضرةً في المشهد الدامي، بعد أن ألقت طائرات النظام براميل متفجرة على مصيف سلمى الساحلي. مليون لاجئ سوري بالدول المجاورة بيروت: أ ف ب قارب عدد اللاجئين السوريين الهاربين من النزاع في بلادهم إلى الدول المجاورة، المليوني شخص، يوجد ثلثاهم في لبنان والأردن، بحسب أحدث تقرير للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة. وأشارت المفوضية في تقرير لها أمس، إلى أن عدد اللاجئين السوريين المسجلين لديها وصل إلى مليون و911 ألفا و282 شخصا، بينهم أكثر من 684 ألفا في لبنان. وتوزع اللاجئون الباقون في الأردن (516 ألفا و449 شخصا)، وتركيا (نحو 435 ألف لاجىء) والعراق (نحو 155 ألفا) ومصر (نحو 107 آلاف) ودول المغرب العربي (14 ألف سوري). وأوضحت المفوضية أن 79% من اللاجئين يقيمون خارج مخيمات مخصصة لاستضافتهم، مشيرا إلى أنها في حاجة إلى 1,85 مليار دولار لتوفير احتياجات اللاجئين السوريين في دول المنطقة. وأدى النزاع السوري المستمر من 28 شهرا إلى نزوح أكثر من أربعة ملايين شخص في داخل سورية هربا من أعمال العنف التي أودت بأكثر من 100 ألف شخص، بحسب الأممالمتحدة.