أعلن رئيس الحكومة اللبنانية، تمام سلام، أمس، أن مشكلة النزوح التي وصلت إلى أوروبا هي ظاهرة لن تتوقف عن التمدد إلا بالتوصل إلى حل سياسي يوقف الحرب في سورية. جاء ذلك، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره البريطاني، ديفيد كاميرون، بعد انتهاء محادثات جرت بينهما في السراي الحكومي في بيروت. من جانبه، أعلن كاميرون عن تقديم بلاده حزمة مساعدات بقيمة 100 مليون جنيه استرليني لمساعدة لبنان على تحمل أعباء النازحين السوريين. وأضاف كاميرون: أدرك أن الأزمة الإنسانية في سورية شكلت ضغطا كبيرا على الخدمات العامة والمدارس، والقطاع الصحي، لذلك قدمنا 300 مليون جنيه منذ بدء الأزمة، شملت مساعدات غذائية، وتقديم مأوى، وسنقدم 100 مليون جنيه أخرى لمساعدة لبنان في أعباء اللجوء. وكان كاميرون وصل إلى بيروت، فجر أمس، وتوجه مباشرة إلى أحد مخيمات اللاجئين السوريين في منطقة البقاع اللبناني. وزير لشؤون اللاجئين وأعلنت الحكومة البريطانية تعيين وزير لشؤون اللاجئين السوريين. وقالت إن ريتشارد هارينجتون سيكون مسؤولا عن تنسيق العمل داخل الحكومة، لإعادة إيواء ما يصل إلى 20 ألف لاجئ سوري في المملكة المتحدة، وكذلك تنسيق المساعدة الحكومية للاجئين السوريين في المنطقة. واستكمالا لزيارته، انتقل كاميرون إلى مقر قيادة الجيش اللبناني، حيث التقى قائد الجيش العماد جان قهوجي، وأعلن من هناك أن بلاده ستقوم بدعم برنامج تسليح الجيش اللبناني بحوالي 7.5 ملايين دولار أميركي، في إطار الجهود الدولية والإقليمية الهادفة إلى دعم قدرات الجيش اللبناني في مواجهة الجماعات المتطرفة والحفاظ على الاستقرار في لبنان. يذكر أن لبنان يؤوي 1.1 مليون لاجئ سوري. وكان كاميرون أعلن الأسبوع الماضي أن بريطانيا ستستقبل 20 ألف لاجئ سوري إضافي في السنوات الخمس المقبلة من دول مجاورة لسورية. واستقبلت بريطانيا 216 لاجئا سوريا العام الماضي، ومنحت حق اللجوء إلى قرابة 5 آلاف آخرين منذ بدء النزاع في 2011، وهو رقم أقل بكثير مقارنة بدول أوروبية أخرى مثل فرنسا وألمانيا والسويد. وصل كاميرون إلى عمان في زيارة غير معلنة تفقد خلالها مخيما للاجئين السوريين شمال المملكة. وأفاد مصدر في وزارة الخارجية الأردنية، فضل عدم الكشف عن هويته، بأن كاميرون وصل إلى مطار ماركا العسكري في عمان وأن نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية ناصر جودة كان على رأس مستقبليه. وأضاف أن: كاميرون زار مخيم الزعتري للاجئين السوريين الذي يقع في محافظة المفرق شمال المملكة على مقربة من الحدود السورية (85 كلم شمال) وتوجه بعدها مباشرة للقاء الملك عبدالله الثاني في الديوان الملكي وبحثا العلاقات الثنائية، إضافة إلى مجمل الأوضاع الإقليمية والدولية.