قال المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس السبت إن مسلحين دروزا قتلوا ستة من أفراد قوات الأمن التابعة للنظام السوري في جنوب البلاد بعد تفجير سيارتين ملغومتين مما أسفر عن مقتل العشرات وتنظيم احتجاجات غاضبة في مدينة السويداء التي شهدت توترا شديدا وتظاهرات امام مقار حكومية وتحطيم تمثال للرئيس السوري السابق حافظ الاسد، وذلك في موجة غضب اثر مقتل رجل الدين الدرزي البارز الشيخ وحيد البلعوس في انفجار سيارة مفخخة. مقتل 47 مسلحاً في معارك بين «داعش» وفصائل المعارضة وانفجرت سيارتان مفخختان بعد ظهر الجمعة في منطقة السويداء تسببت بمقتل 26 شخصا بينهم البلعوس المعروف بمواقفه الناقدة للنظام ومعارضته في الوقت نفسه للتطر، كما اصيب حوالى خمسين شخصا بجروح، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وافاد المرصد السوري عن خروج "عشرات المواطنين في تظاهرات أمام مقار حكومية عدة، وأحرقوا عددا من السيارات أمام هذه المقار، وظلت تسمع طيلة الليل أصوات إطلاق نار في المدينة من دون ان تعرف اسبابها" واشار المرصد الى ان المتظاهرين "حطموا تمثال الرئيس السابق حافظ الأسد في وسط السويداء". وقال شاب من سكان السويداء رفض الكشف عن اسمه (24 عاما، طالب) ان منزله قريب من سوق الخضار ومبنى البلدية، واضاف "سمعت صوت تحطم زجاج، وعندما نظرت من النافذة، رأيت عشرات الشبان يحطمون سيارات مقابل مبنى البلدية كما رشقوا مبنى البلدية بالحجارة" وتناقلت مواقع التواصل الاجتماعي اخبارا عن هجمات على مراكز امنية في المدينة واشتباكات لم يكن في الامكان التحقق منها. وافادت موظفة في مشفى السويداء رفضت الكشف عن اسمها عن وصول مصابين وقتلى الى المشفى يرتدون الزي العسكري، من دون ان يكون في الامكان التأكد من ظروف اصاباتهم، وافاد المرصد عن حالة من "الهدوء الحذر" صباح السبت في السويداء ذات الغالبية الدرزية، وذكر سكان ان رجال الدين في المدينة طلبوا من الناس التزام الهدوء، واشاروا الى انقطاعات في شبكة الانترنت وفي الاتصالات الهاتفية. ونقلت نور (موظفة، 25 عاما) القاطنة في دمشق عن ذويها المقيمين في السويداء ان "عمال البلدية قاموا بتنظيف اماكن التفجيرات"، وان هناك "حالة من التوتر والخوف". وقتل البلعوس في انفجار سيارة مفخخة استهدفته اثناء مروره بسيارته في ضهر الجبل في ضواحي مدينة السويداء، ثم انفجرت السيارة الثانية قرب المستشفى الذي نقل اليه الجرحى والقتلى. واكد إعلام النظام السوري وقوع الانفجارين وحصيلة القتلى، الا انه لم يأت على ذكر البلعوس، ودان مجلس الوزراء "التفجيرين الارهابيين"، من دون تسمية البلعوس بالاسم، ووصف مصدر امني رسمي في دمشق التفجيرين بانهما "عمل ارهابي موصوف"، مضيفا "هذه الاستهدافات من طبيعة المجموعات الارهابية المسلحة". الا ان الزعيم اللبناني الدرزي وليد جنبلاط اتهم "نظام بشار الاسد" باغتيال البلعوس ورفاقه، وقال في تغريدة على تويتر ان البلعوس "قائد انتفاضة ترفض الخدمة العسكرية في جيش النظام". وكان البلعوس يتزعم مجموعة "مشايخ الكرامة" التي تضم رجال دين آخرين واعيانا ومقاتلين وهدفها حماية المناطق الدرزية من تداعيات النزاع السوري المستمر منذ اكثر من اربع سنوات، وعرف بمواقفه الرافضة لقيام الدروز بالخدمة العسكرية الالزامية خارج مناطقهم. ويشكل الدروز نسبة ثلاثة في المئة من سكان سوريا، وتفيد تقارير عن تخلف شريحة واسعة منهم عن الالتحاق بالجيش للقيام بالخدمة الالزامية، وسعى الدروز اجمالا منذ بدء النزاع في منتصف مارس 2011 الى تحييد مناطقهم. من جهة أخرى، قتل 47 مسلحا على الاقل في معارك بين تنظيم داعش وفصائل المعارضة في ريف حلب في شمال سوريا، بحسب ما اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان، وأضاف أن 27 مسلحا من تنظيم داعش قتلوا في معارك مع فصائل المعارضة في محافظة حلب. ودارت الاشتباكات حول مدينة مارع التي يحاول التنظيم المتطرف السيطرة عليها منذ اشهر، وفي القرى المحيطة بها كذلك، ومارع من المعاقل المهمة التي تشكل خزانا بشريا للفصائل التي تحارب قوات النظام السوري وتنظيم داعش. كما انها تعتبر استراتيجية للفصائل المعارضة نظرا لوقوعها على طريق امدادات بين الحدود التركية ومواقع هذه الفصائل في الشمال، وكان التنظيم المتطرف حقق تقدما حول مارع الاسبوع الماضي مسيطرا على خمس قرى كانت خاضعة للفصائل المعارضة بعد اتهامات بانه استخدم مواد كيميائية قد تكون غاز الخردل خلال هجماته.