في وقت تصاعدت فيه أزمة المهاجرين السوريين إلى أوروبا، دعت منظمات إسلامية أميركية، إدارة الرئيس باراك أوباما، أول من أمس، إلى إنشاء منطقة لحظر الطيران في سورية لحماية المدنيين من الغارات الجوية التي تشنها قوات بشار الأسد. وقالت تقارير إن اتصالا هاتفيا جرى بين وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ونظيره الأميركي جون كيري أمس، عبر خلاله الوزير الأميركي عن قلقه مما تردد عن زيادة الوجود العسكري الروسي في سورية، فضلا عن سبل التصدي لتنظيم داعش. وأوردت صحيفة لوموند الفرنسية أمس، أن باريس تدرس تنفيذ عمليات جوية ضد التنظيم في سورية، قد تتخذ شكل ضربات أو طلعات استطلاع. قلق فرنسي وبينما رفضت الرئاسة الفرنسية ووزارتا الخارجية والدفاع تأكيد هذه المعلومات، قالت الصحيفة إن "النزوح المتسارع للسوريين وفشل التحالف الدولي في دفع داعش إلى التراجع في العراق، وأيضا التعزيز المحتمل للوجود العسكري الروسي على الأرض (هي عوامل) تتسبب بضغوط على الموقف الفرنسي الذي اتخذ قرارا من قبل بالمشاركة في ضرب التنظيم بالعراق". وكان آلاف المهاجرين الآتين من المجر قد وصلوا إلى النمسا في مشاهد فوضوية، في حين أكدت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موجيرينيمن أن هذه الأزمة "طويلة"، داعية إلى اتخاذ إجراءات فعالة لمواجهتها كأوروبيين متحدين". وفي ألمانيا، وصل مئات المهاجرين الآتين من المجر عبر النمسا صباح أمس إلى محطة القطارات، بينما أعلنت النمسا، التي تتوقع وصول عشرة آلاف شخص خلال ساعات، وألمانيا التي تتوقع وصول سبعة آلاف، موافقتهما على استقبال المهاجرين. مأساة كبرى ومن جانبه، قال الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي إياد أمين مدني أن جثمان الطفل الصغير إيلان، الذي ألقت به الأمواج على الساحل جثة هامدة، قد عطل لغة الكلام وأخرس كل الألسنة، لافتا النظر إلى أن هذا الجثمان جاء ليذكرنا بحجم المأساة الإنسانية الكبرى التي كابدها ولا يزال يكابدها هو ومئات الآلاف من السوريين. ودعا مدني المجتمع الدولي إلى وضع حد للأزمة السورية، وأن يسقط كل الاعتبارات من حساباته، باستثناء "الروح الإنسانية" و"الكرامة الإنسانية"، في معالجته لأزمة اللاجئين السوريين، مذكرا كذلك كل البلدان بالتزاماتها الأخلاقية والقانونية بموجب القانون الدولي بمساعدة هؤلاء اللاجئين اليائسين. استهداف داعش ميدانيا، قال الجيش الأميركي إن قوات التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة شنت ثماني ضربات ضد تنظيم داعش في سورية أول من أمس، بينما أشار المرصد السوري إلى مقتل 47 مقاتلا على الأقل قتلوا في اشتباكات بين تنظيم "داعش" ومسلحين من المعارضة السورية أمس. وأضاف المرصد أن القتال تجدد أول من أمس حول مدينة مارع التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة على بعد 20 كيلومترا من الحدود التركية. موجة غضب بالسويداء من ناحية ثانية، شهدت مدينة السويداء بجنوب سورية أول من أمس، توترا شديدا وتظاهرات أمام مقار حكومة النظام فضلا عن تحطيم صورة الرئيس السابق حافظ الأسد، وذلك في موجة غضب إثر مقتل أحد المشايخ الدروز الشيخ وحيد البلعوس في انفجار سيارة مفخخة. وكانت سيارتان مفخختان قد انفجرتا أول من أمس في منطقة السويداء تسببت بمقتل 26 شخصا بينهم البلعوس المعروف بمواقفه الناقدة للنظام ومعارضته في الوقت نفسه للتطرف، كما أصيب حوالى خمسين شخصا بجروح، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأفاد المرصد السوري عن خروج "عشرات المواطنين في تظاهرات أمام مقار حكومية عدة. وأحرقوا عددا من السيارات أمام هذه المقار. وظلت تسمع طيلة الليل أصوات إطلاق نار في المدينة من دون أن تعرف أسبابها".