من أهم المحاور التي تضمنها خطاب الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند يوم الخامس والعشرين من الشهر الجاري أمام السفراء الفرنسيين المعتمدين في العالم ذلك الذي يتعلق بالإرهاب وسبل التصدي له وبخاصة الإرهاب الذي يمارسه تنظيم "داعش" والجماعات الموالية له أو المقربة منه ومنها حركة "بوكو حرام". فقد قال الرئيس الفرنسي إن الهجوم يوم الجمعة الماضي على القطار الفرنسي السريع الرابط بين أمسترداموباريس والذي كاد أن يقود إلى مذبحة يؤكد مرة أخرى أن فرنسا "تظل دوما مستهدفة" من خطر الإرهاب. ومن ثم ضرورة الاستعداد- حسب الرئيس الفرنسي إلى "هجمات جديدة" تطال فرنسا وضرورة حماية الفرنسيين من هذا الخطر. والملاحظ أن الشاب المغربي الذي يدعى أيوب الخزاني والذي قبض عليه داخل هذا القطار مدججا بالأسلحة أحيل بعد التحقيق معه لمدة أربعة أيام إلى القضاء المتخصص في شؤون الإرهاب بعد حصول المحققين على معلومات كثيرة تبرر اتهامه بالضلوع في عمل إرهابي خلافا لما كان قد أكده لهم خلال التحقيق معه. ووصف فرانسوا هولاند "داعش" بأنه يجسد اليوم أقصى مظاهر الخطر الإرهابي اليوم في العالم لاسيما وأن لديه موارد مالية ضخمة وأن لديه أيضا فروعا في مناطق العالم كلها. وشدد الرئيس الفرنسي على ضرورة استخدام القوة ضد الإرهاب والعمل على تنسيق جهود الأسرة الدولية في هذا المجال. وبشأن العمليات الإرهابية التي تأتيها حركة "بوكو" حرام في القارة الإفريقية، قال الرئيس الفرنسي إنه سيعرض على رئيس نيجيريا محمدو بخاري الذي سيستقبله في باريس في الأيام المقبلة تنظيم مؤتمر في باريس الشهر المقبل تشارك فيه كل الأطراف الفاعلة في التصدي لهذه الحركة بنجاعة. أما بخصوص الحملة الدولية على حركة "داعش" والتي تقودها الولاياتالمتحدةالأمريكية، فإن الرئيس الفرنس قال إن مستوى أدائها لم يرق حتى الآن إلى ما كان ينتظر منها. وشدد على تمسك فرنسا بالاستمرار في المشاركة في هذه الحملة. وأكد عدد من المحللين السياسيين الفرنسيين المهتمين بهذا الموضوع في تصريحات خاصة ب"الرياض" أن فرنسا حريصة كل الحرص على تطوير طريقة أداء التحالف الدولي ضد "داعش" ولكنها تدرك في الوقت ذاته أن هناك تباينا في وجهات النظر بشأن الاستراتيجية الواجب اتباعها لدى الأطراف الفاعلة في هذا التحالف. وهو ما تجلى مثلا خلال المؤتمر الدولي الذي عقد في باريس في الثاني من شهر يونيو الماضي حول الموضوع على مستوى وزراء الخارجية. وذكر أحد هؤلاء المحللين أن السلطات الفرنسية تعتبر أنه لم يتم تحقيق أي نتيجة ملموسة بخصوص النقاط الأساسية التي كانت قد طرحت أمام المشاركين في ذلك المؤتمر وهي: أولا: ضرورة تقويم استراتيجية التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" والتي كانت خطوطها الكبرى قد وضعت في اجتماع عقد في باريس في شهر سبتمبر الماضي. ثانيا: تفاقم الخطر الذي أصبح التنظيم يشكله على العراق وسوريا والمنطقة برمتها والعالم كله. ثالثا: الحاجة الملحة إلى الرد بشكل واضح عن الأسئلة المتصلة بالأسباب التي حالت حتى الآن دون تمكن التحالف من الحد على الأقل من تمدد الرقعة التي أصبح تنظيم "داعش" يسيطر عليها في كل من العراق وسوريا.