قال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أمس، إن «تقاعس الأسرة الدولية عن التحرك إزاء تجاوز النظام السوري الخط الأحمر باستخدامه أسلحة كيمياوية، كانت كلفته باهظة». وأوضح أن ذلك أدى إلى تمركز «داعش بهذا الشكل» (في سورية) في حين «واصل بشار الأسد ارتكاب مجزرة ضد شعبه». وأضاف هولاند أمام مؤتمر سفراء فرنسا في العالم: «علينا أن نخفض سيطرة الإرهابيين من دون حماية الأسد، فالاثنان مرتبطان بشكل أو بآخر». ورأى هولاند أن أزمات النازحين هي نتيجة الصراعات المتزايدة في المنطقة، حيث واجهت دول مثل لبنان والأردن وصول خمسة ملايين لاجئ إليها. وقال الرئيس الفرنسي أمس، إن الهجوم الذي وقع في قطار خلال رحلة بين أمسترداموباريس، يدل على أنه «علينا أن نستعد لهجمات أخرى، وبالتالي حماية أنفسنا». وأضاف هولاند: «ما زلنا معرضين للخطر والاعتداء الذي وقع الجمعة كان يمكن أن يؤدي إلى مجزرة هائلة». وشدد على أن «حماية أمننا تتم أولاً من داخل حدودنا، وهذا ما دفعنا إلى اتخاذ قرار حول عملية سنتينيل»، الانتشار العسكري الفرنسي وتعزيزات وحدات الشرطة على الأراضي الوطنية، لكن أيضاً «خارج حدودنا». وقال هولاند إن «داعش تشكل أكبر خطر. هذه المنظمة تسيطر على أراض شاسعة وتملك موارد كبرى مرتبطة بالتهريب على أنواعه ولها تشعبات في أنحاء العالم. هذه المنظمة تقوم بتجنيد ونشر عقيدة للقتل على أوسع نطاق». يأتي ذلك في وقت يستعد القضاء الفرنسي للبت في مصير المغربي أيوب الخزاني الذي يشتبه في أنه أراد ارتكاب مجزرة في قطار في رحلة بين أمسترداموباريس. وبعد وضعه قيد التوقيف الاحتياطي أربعة ايام، فتحت نيابة باريس تحقيقاً قضائياً قبل توجيه الاتهام رسمياً إلى هذا المغربي البالغ من العمر 25 سنة، والذي سيطر عليه ركاب القطار الجمعة عند خروجه من المرحاض حاملاً رشاشاً ومسدساً وسكيناً. وأكد الرئيس الفرنسي أن «في مواجهة الإرهاب، اللجوء إلى القوة ضروري»، وذلك بعد أن تطرق أيضاً إلى التهديد الذي تشكله جماعة «بوكو حرام» النيجيرية في أفريقيا أيضاً. وفي هذا الصدد، قال إن فرنسا ستقترح على الدول المشاركة في مكافحة «بوكو حرام» عقد اجتماع في باريس لمناقشة تحركات مشتركة. وزاد هولاند: «بعد أيام سأستقبل الرئيس النيجيري (محمد) بخاري وسأؤكد له أن فرنسا مستعدة لجمع كل الجهات الفاعلة في مكافحة بوكو حرام لتقاسم معلوماتنا والتحرك بشكل مشترك» في المنطقة. وأضاف «كل دول المنطقة معنية، نيجيريا والكاميرون وتشاد والنيجر». من جهة أخرى، حض الرئيس الفرنسي تركيا على بذل المزيد لمحاربة تنظيم «داعش» في سورية، واستئناف الحوار مع جماعات كردية بدأت أنقرة في مهاجمتها قبل أكثر من شهر. وأتى كلام هولاند غداة تصريح وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو بأن تركيا والولايات المتحدة ستشنان عمليات جوية لطرد مقاتلي «داعش» من منطقة حدودية في شمال سورية، ما قد يساعد على منع المتشددين من جلب المقاتلين والأسلحة. وقال الرئيس الفرنسي: «يجب أن يكون كل الأطراف جزءاً من الحل. أفكر في دول الخليج العربية وإيران. أفكر أيضاً في تركيا التي يجب أن تشارك في محاربة الدولة الإسلامية ويجب أن تستأنف الحوار مع الأكراد». ويقول منتقدو تركيا إنها اتخذت دورها في تحالف تقوده واشنطن ضد «داعش» كغطاء للهجوم على مقاتلي «حزب العمال الكردستاني». وأكد هولاند أن الرئيس السوري بشار الأسد لا يمكن أن يلعب دوراً في مستقبل بلاده، لكنه لفت إلى «مؤشرات» لإمكان التوصل الى انتقال سياسي. وتشارك فرنسا في شن غارات جوية على «داعش» في العراق وليس سورية، ولا تعتزم تغيير هذه السياسة. وقال هولاند: «سنظل ندعم المعارضة السورية ونشارك في التحالف بالعراق حتى يكون أكثر فاعلية». الى ذلك، رأى الرئيس الفرنسي أن التوصل الى اتفاق نووي مع إيران فتح نافذة لمشاركة طهران في حل الأزمات الإقليمية مثل سورية. وزاد: «يجب أن نطلب من إيران المشاركة في حل الأزمات التي تدمر المنطقة. يجب أن تكون إيران طرفاً بناء».