قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند خلال افتتاح المؤتمر الدولي حول السلام والأمن في العراق في باريس أمس إنه لا ينبغي الانتظار أكثر للتصدي بقوة وحزم وبشكل جماعي للخطر الذي يشكله اليوم تنظيم "داعش" لا في العراق وسورية فحسب بل في العالم أجمع. وشدد الرئيس الفرنسي بشكل خاص على ضرورة أن يكون تحرك الدول التي قبلت بمساعدة العراق على التخلص من (داعش) متعدد الجوانب وبخاصة على المستويات الإنسانية والعسكرية والقانونية والسياسية. أما بشأن البعد الإنساني في الخطة الشاملة التي بحث فيها المؤتمر بمشاركة أكثر من عشرين بلدا منها المملكة، فإن الرئيس الفرنسي ذكر بأن عدد الأشخاص المبعدين في العراق بسبب الجرائم التي يقترفها تنظيم (داعش) قد بلغ مليوني شخص. وألح هولاند على ضرورة مشاركة كل الدول وبخاصة تلك لتي أرسلت ممثلين عنها إلى باريس لمساعدة السكان العراقيين الذين تضرروا كثيرا من ممارسات (داعش) ،وبشأن الدعم العسكري، أوضح هولاند أنه على الدول المعنية بالملف التنسيق في ما بينها بشكل محكم لتحديد إسهام كل واحد في ما يخص الأعمال العسكرية المتعددة ومنها الضربات الجوية والعمل الاستطلاعي الجوي والأرضي والدعم اللوجستي والقتال على الأرض. وفي هذا الشأن تزامن افتتاح المؤتمر في باريس مع انطلاق طائرات عسكرية فرنسية مرابطة في قاعدة الظفرة الجوية الإماراتية في أبو ظبي للقيام بطلعات استطلاعية في الأجواء العراقية. وقد اتخذ هذا القرار من قبل الرئيس الفرنسي بالتنسيق مع السلطات العراقية والأمريكية التي بدأت ضرباتها الجوية ضد (داعش) يوم الثامن من شهر أغسطس الماضي. والملاحظ أن وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان وصل صباح أمس إلى أبو ظبي للإشراف بنفسه على بداية طلعات الطائرات الفرنسية الاستطلاعية في الأجواء العراقية. الرئيسان الفرنسي والعراقي لدى افتتاح مؤتمر باريس حول العراق وفي ما يتعلق بالجانب القانوني بالخطة التي بحث فيها المشاركون في المؤتمر، شدد هولاند على ضرورة اتخاذ إجراءات فعالة لمنع (داعش) من التزود بالأموال بكل الطرق ومنع تجنيد شبان من مختلف أنحاء العالم ومغالطتهم والزج بهم في أعمال إرهابية. وقال هولاند إن هذا السلوك يعني أن خطر (داعش) يطال كل بلدان العالم ومنها فرنسا التي ذكر وزير الداخلية فيها قبل يومين أن عدد الذين انتدبهم تنظيم (داعش) من الفرنسيين أو المقيمين في فرنسا للانخراط في أعماله الإرهابية في العراق وسورية يقارب ألف شخص. وقال الرئيس الفرنسي إن بلاده قررت اتخاذ إجراءات صارمة للحيلولة دون تنامي ظاهرة الزج بشبابها في أتون (داعش) مذكرا بأن مجلس النواب الفرنسي قد بدأ أمس أي يوم افتتاح المؤتمر في مناقشة مشروع قانون للتصدي للإرهاب فيه بنود تتعلق بهذه المسألة. وأما الجانب السياسي في الخطة، فإن الرئيس الفرنسي أكد في كلمته الافتتاحية أن الأسرة الدولية مضطرة أكثر من أي وقت مضى إلى التحرك لإيجاد تسوية للأزمة السورية لأن الفوضى التي نتجت عنها قوّت عود الإرهاب في المنطقة. وقال هولاند إن النظام السوري هو الذي كان وراء إنشاء (داعش) وبالتالي فإن فرنسا لا تتعامل معه بل إنها تعاملت وستتعامل في المستقبل مع " قوى المعارضة السورية الديمقراطية." وركز الرئيس العراقي بدوره في كلمته أمام المشاركين في المؤتمر على الجرائم التي ارتكبها تنظيم (داعش) والتي لايزال يرتكبها في العراق وسورية والتي قال إنها "جرائم ضد الإنسانية" وجرائم "تطهير عرقي" في إشارة إلى ما ارتكبه التنظيم ضد المسيحيين والأقلية الايزيدية في شمال العراق في شهر أغسطس الماضي. وحث الدول المشاركة في المؤتمر على التحرك فورا لمساعدة السلطات لعراقية على استرجاع وحدة تراب العراق وسيادته. وكان الرئيس العراقي قد شدد قبيل افتتاح المؤتمر في حديث خص به إذاعة " أوروبا 1" الفرنسية على أهمية "الدعم الجوي واللوجستي" الذي تحتاج إليه القوات العراقية لدحر (داعش).