من خلال رصد الحوادث الأخيرة لاعتداءات المرضى أو أقاربهم على أطباء في مختلف مناطق المملكة ومن خلال الطرح في وسائل التواصل الاجتماعي يمكن الجزم بأن علاقة المريض بطبيبة لم تبلغ من السوء ما بلغت ويتوقع لها أن تزداد سوءا للأسف. فما هي الأسباب؟ هناك أسباب تعود إلى الأطباء وهناك أسباب تعود إلى المرضى وهناك أسباب تعود إلى إدارات المستشفيات. من أهم الأسباب التي تعود للأطباء: - الازدحام الشديد في العيادة والتأخر في مباشرة الحالات، وبينما يكون السبب في بعض المستشفيات الحكومية هو حرص بعض الأطباء على حشر المرضى في عيادة واحدة أو اثنتين في الأسبوع ليتسنى لهم الاستفادة من باقي الوقت في عيادات خارجية أو في نشاطات تدر عليهم دخلاً إضافياً، يكون السبب في بعض المستشفيات والعيادات الخاصات هو محاولة مباشرة أكبر عدد ممكن من المرضى في كل عيادة لزيادة الدخل أو لمحاولة مساعدة أكبر عدد من المرضى. - التأخر عن البداية في الوقت المحدد وقد يكون ذلك ناتجاً عن نشاط آخر يتطلبه منه العمل. - تعامل بعض الأطباء (Attitude) يفتقد للمهنية اللازمة في التعامل مع مرضاه وبعضهم يظهر تعالياً كبيراً في تعامله. - التأخر في إعطاء التقارير الطبية في وقتها حسب الحالة. - ضعف ملكة التواصل لدى بعض الأطباء. وسهولة استفزاز بعضهم من قبل أقارب بعض المرضى وللأسف تسمع أحياناً جدلاً بأصوات عالية تنطلق من بعض العيادات وبرغم أن السبب هو استفزاز ظاهر إلا أن المفترض أن لا ينجذب لأي استفزاز ولئن كنا لا نستطيع التحكم بالآخرين فإننا قادرون على التحكم بأنفسنا. - الأخطاء الطبية أو ما قد يبدو للمرضى أو أقاربهم بأنه خطأ طبي وهو ليس كذلك. - النقص في التوثيق في الملفات سواء فيما يخص حالة المريض أو مايحدث في كل زيارة. أما الأسباب التي تعود للمرضى فيمكن تلخيصها في الآتي: - عدم معرفته بآلية مباشرة الحالات وقد يستفزه أن مريضاً جاء بعده ودخل العيادة قبله والحقيقة أن المريض الذي جاء بعده جاء على وقت عيادته بينما هو قدم قبل موعده. - بعض المرضى أو أقاربهم يريد من الطبيب المختص أن يباشر كل علة في المريض وهذا غير ممكن فلكل علة طبيب مختص. - الانفعال أحياناً لأسباب قد تكون خارجة عن مسؤولية الطبيب. - القدوم للعيادة بدون موعد إما لطلب تقرير أو محاولة أن يرى الطبيب بدون موعد أو لمناقشة حالة قريب في عيادة مزدحمة. - بعض المرضى أو أقاربهم يشغلون كل طبيب من الفريق المعالج بذات الأسئلة التي تم تناولها من قبل أو أن كل قريب يريد شرحاً للحالة الطبية له على انفراد. - إهمال بعض المرضى لمواعيدهم أو للفحوصات أو الأدوية أو الغياب المتكرر عن العيادة وهذا يؤدي إلى تأخير الحالة وتعقيدها كما أنه يفوت الفرصة على مرضى محافظين على كل ذلك. - رفض المرضى الذين تم شفاؤهم إنهاء مواعيدهم بالعيادة والإصرار على مواصلة المراجعة رغم عدم الحاجة. في حالتي الأطباء والمرضى تجاوزت عن الأشخاص العدائيين بطبعهم فهم موجودون في المستشفيات وفي غيرها من الأماكن والمشكلة تكمن فيهم والحل يكمن في طريقة التعامل مع الحالات العدائية والاعتداء الجسدي. أما الأسباب التي تعود للإدارات الطبية فكثيرة نوجزها في: - الضعف الإداري وعدم التعامل مع الأوضاع التي تسبب مشاكل متكررة كتأخر الأطباء عن عياداتهم، أو قلة عيادات بعض الأطباء أو زيادة المراجعين لبعض العيادات بشكل يصعب معه إعطاء المريض حقه. - تأخير أو فقدان بعض ملفات المرضى مما يؤدي إلى تأخير مباشرة حالاتهم. - عدم وجود أو عدم تفعيل مكاتب علاقات المرضى. - عدم وجود سياسات للتعامل مع أسباب عدم رضا المرضى كتأخر الخدمة المقدمة في العيادة أو الخدمات المساندة. - عدم وجود سياسة واضحة حول عدد العيادات الأسبوعية لكل تخصص أو سقف العيادة والحد الأدنى لها. - عدم وجود برامج لتطوير خبرات التواصل وتحسين التعامل لكل مقدمي الخدمة الطبية. كأن هذه الأسباب غير كافية تم طرح المشكلة عبر طرق التواصل الاجتماعي وكان التناول غير موضوعي فالمرضى يتكلمون عن تجارب مروا بها بينما يندفع الأطباء للدفاع عن المهنة والزملاء بناء على تجاربهم الشخصية كذلك فتزداد الهوة بين الفريقين، وكل فريق يصر على رأيه. هذا الطرح يتعرض لظاهرة درستها ولا ينفي أن الغالبية من الأطباء لا يقعون تحت طائلة مقالي، لأنهم أخلصوا لمهنتهم ولمرضاهم ولوطنهم. وأؤكد أن أعداد من نفتخر بهم من الزملاء ومن نغبطهم على حسن أدائهم مع مرضاهم كثير جداً.